قام مولاي حفيظ العلمي، وزير الصناعة والاستثمار والتجارة والاقتصاد الرقمي، إلى جانب كارلوس تافاريس، رئيس المجلس الإداري لمجموعة بوجو-سيتروين الفرنسية(PSA) ، اليوم الخميس، بزيارة تفقدية لمصنع المجموعة بمدينة القنيطرة، لإعطاء الانطلاقة الفعلية لأشغال إنشاء هذا المشروع الذي سبق أن أشرف الملك محمد السادس على اتفاقية إحداثه منذ سنتين. العلمي قال، في كلمة ألقاها بهذه المناسبة، إن المشروع مهم جدا بالنسبة إلى منطقة الغرب؛ لأنه "سيوفر 4 آلاف و500 منصب شغل بشكل مباشر، وحوالي 20 ألف منصب أخرى بشكل غير مباشر"، فيما سيرى النور "ابتداء من سنة 2019"، و"سيسهم في صناعة 200 ألف سيارة و200 ألف محرك في السنة". وزاد المتحدث، الذي كان مرفوقا بعزيز الرباح رئيس المجلس البلدي لمدينة القنيطرة ووزير التجهيز والنقل، أن هذا المشروع يترجم توجه المغرب لتنزيل ورش الجهوية المتقدمة، مشددا على أن "جلالة الملك أعطانا تعليمات منذ سنتين لكي يكون هذا المشروع الرائد بجهة أخرى بدل طنجة التي استقطبت عددا من الاستثمارات المهمة في السنوات الأخيرة"، مضيفا أن "التوجه يقتضي منح الفرصة أمام باقي الجهات للاستفادة مستقبلا من مشاريع مهمة بحجم مصنع بي إس آ". وسجل المسؤول الحكومي ذاته أن إطلاق أشغال إنشاء المصنع بالمنطقة الحرة "أطلانتيك فري زون" سيشكل منعطفا في مجال صناعة السيارات بالمغرب، بحيث يراهن المغرب على الوصول إلى عتبة مليون سيارة مصنعة سنويا في المقبل من السنوات بدل ال620 ألفا المسجلة حاليا. وأوضح العلمي أن هذا المشروع الفرنسي، الذي وصفه بالرائد، سيحقق معدل اندماج للقطاع في حدود 60 في المائة في المراحل الأولى من المشروع، بهدف الانتقال إلى 80 في المائة في مراحل لاحقة. ومباشرة بعد انتهاء أشغال تدشين إعطاء انطلاقة هذا المشروع، جدد العلمي، في ندوة صحافية، تأكيد اختيار المغرب التوجه نحو تحقيق هدفين أساسيين يندرج ضمنهما هذا المشروع؛ وهما "التوجه نحو التصنيع وإرساء أسس الجهوية الموسعة في استثمار هذه المشاريع المهيكلة". المشروع، الذي يتوفر على غطاء استثماري بقيمة 557 مليون أورو، يحظى، استنادا لما أورده العلمي، بعناية ملكية فائقة، موضحا ذلك بالقول: "في اليوم الموالي لإطلاق المشروع من لدن الملك، وجه إلينا تعليمات تحثنا على أن يلتزم المغرب بكل وعوده في هذا الشأن". وأضاف المتحدث ذاته أن تحقيق هذه النتائج، التي اعتبرها جيدة اليوم، يأتي بعد مراحل طويلة قطعها المغرب، عندما كان متأخرا بسنوات طويلة، وكان لا يزال في مرحلة "تركيب قطع السيارات"، قبل أن يقرر وضع خطواته الأولى في هذا المجال الذي شهد قفزة نوعية في السنوات الأخيرة. وجاءت هذه المحطة الجديدة من مشروع رونو- ستروين بمدينة القنيطرة بالتزامن مع الزيارة التي قادت الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون إلى الرباط؛ وهي الزيارة الأولى التي تقوده إلى شمال إفريقيا، والتي أكد خلالها على العلاقات الإستراتيجية التي تجمع الرباط وباريس على عدة مستويات من التعاون، ومن أبرزها الجانب الاقتصادي.