بعد نجاح مصنع «رونو» بطنجة، مجموعة «بوجو سيتروين» الفرنسية تقرر إحداث مصنع لها بالقنيطرة خلق 4500 منصب شغل مباشر وإنتاج 200 ألف سيارة و200 ألف محرك سنويا بدأ المغرب يضع خطواته الأولى على درب النادي العالمي لكبار منتجي السيارات، باستقطابه لاستثمارات ضخمة في هذا المجال، وباختيار العديد من مصنعي تجهيزات السيارات والمناولين ذوي الصيت العالمي الاستقرار بالمغرب. فبعد النجاح الكبير الذي بات يحققه مصنع "رونو" بطنجة، جاء الدور، اليوم، على مجموعة "بوجو سيتروين" الفرنسية التي قررت إحداث مصنع لها بضواحي مدينة القنيطرة، والذي تم التوقيع على الاتفاقية المتعلقة به يوم الجمعة الماضي، أمام أنظار جلالة الملك. هذا المشروع الجديد، سيجعل من المغرب وجهة بارزة لاستقطاب الاستثمارات المباشرة الأجنبية، ليس فقط في مجال صناعة السيارات، بل في مجالات أخرى ذات قيمة مضافة عالية، والتي من شأنها أن تسرع وتيرة تصنيف المغرب قي خانة الدول الصاعدة. فحسب ما أكده مولاي احفيظ العلمي وزير التجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي، خلال ندوة صحفية، عقدها مع كارلوس تافاريس، الرئيس التنفيذي للمجموعة، سيكون لإحداث مصنع "بوجو- سيتروين" بالمغرب الذي من المنتظر أن يشتغل بداية سنة 2019، العديد من الانعكاسات الإيجابية على مستوى الشغل والتأهيل وتكوين الكفاءات وتقوية اللوجيستيك حول صناعة السيارات ببلادنا. وأوضح الوزير العلمي أن المصنع الجديد سيمكن من إحداث 4500 منصب شغل مباشر، و20 ألف منصب شغل غير مباشر، وسيرفع نمو معدل اندماج القطاع من 40 إلى 80 بالمائة، وسيكون له أثر مضاعف حاسم لتعميق اندماج مصنعي المعدات الأصلية من الصنفين 2 و3، بالإضافة إلى تطوير قطاع التكوين الهندسي والتقني العالي في أفق تكوين 1500 مهندس. وأضاف الوزير أن إحداث مصنع "بوجو- سيتروين" بالمغرب يندرج في إطار تعزيز قطاع السيارات بالمغرب الذي يعرف تطورا ملحوظا، حيث يقدر رقم المعاملات في القطاع ب 55 مليار درهما خلال 2014 وتسجل صادراته ارتفاعا بنسبة 26 بالمائة وبقيمة 44 مليار درهما، مشيرا إلى أن الهدف الذي سطرته الحكومة المغربية هو بلوغ رقم 100 مليار درهما كرقم معاملات في قطاع السيارات. وعزا مولاي احفيظ العلمي اختيار المحطة الصناعية المندمجة "أطلانتيك فري زون"، بضواحي مدينة القنيطرة لإقامة هذا المشروع، إلى اختيار الجهوية التي يؤسس لها المغرب، والرغبة في التوزيع العادل للثروة على المستوى المجالي في مختلف مناطق المملكة، وتوفير فرص التشغيل لكل المغاربة، مشيرا إلى أن هذا المشروع سيمكن المغرب من دخول صناعة جديدة ودقيقة وهي صناعة المحركات، والتي تعد سابقة من نوعها في المغرب، بالإضافة إلى ارتفاع عدد الشركات المختصة في تصنيع قطاع غيار السيارات بالمغرب الذي وصل إلى 230 مقاولة. من جانبه، أفاد كارلوس تافاريس، الرئيس التنفيذي لمجموعة "بوجو- سيتروين" أن المصنع سيتطلب استثمارات بقيمة 6 ملايير درهما، سينطلق في المرحلة الأولى بإنتاج 80 ألف سيارة سنويا في أفق بلوغ هدف 200 ألف سيارة سنويا، وصناعة 200 ألف محركا في السنة، مشيرا إلى أن ذلك يندرج في إطار الاندماج الصناعي بين المغرب وفرنسا. وأوضح تافريس أن اختيار المغرب لإنشاء مصنع للإنتاج تابع للمجموعة ليس بالصدفة، مشيرا إلى أن المملكة تتوفر على الكثير من المؤهلات السياسية والسوسيو- اقتصادية والتجارية والجغرافية التي تحكمت في هذا الاختيار الذي يحكمه أيضا مبدأ "رابح – رابح" بالإضافة إلى الجانب المتعلق بالبنية التحتية واللوجيستيكية المتعلقة بتصدير السيارات إلى القارة الإفريقية، بالإضافة إلى الكفاءات البشرية المؤهلة التي بات يتوفر عليها المغرب. وأضاف المتحدث، أن السيارات التي ستنتجها المجموعة بالمغرب، والتي ستزود بها زبائنها في المغرب وإفريقيا والشرف الأوسط، هي سيارات عصرية بنفس الجودة والتنكولوجية التي تسوقها "بوجو- سيتروين" عبر العالم، مشيرا إلى أن المغرب يتوفر على مؤهلات تنافسية أساسية ستمكن المجموعة اقتحام السوق الإفريقية.