أفاد مصدر مسؤول بوزارة التجارة والصناعة والتكنولوجيات الحديثة، لجريدة هسبريس، أن الحكومة المغربية ومجموعة "بوجو ستروين" الفرنسية، هما بصدد وضع اللمسات الأخيرة لإطلاق ثاني أكبر مشروع صناعي لتركيب السيارات في المغرب. وقال المسؤول الحكومي، الذي فضل عدم الإفصاح عن هويته، إن "المفاوضات بين الطرفين على وشك الانتهاء"، مضيفا أن "اتفاقية الاستثمار الخاصة بالمشروع سيتم الانتهاء منها قريبا جدا، وبمجرد ما يتم ذلك سنعلن عن كافة تفاصيل هذا المشروع الكبير في حينه". وبشأن المدينة التي ستحتضن المشروع، والغلاف الاستثماري الذي سيخصص له، قال المسؤول ذاته إن "كل هذه التفاصيل سيكشف عنها بحضور الملك في حينه، أما بالنسبة للمدينة التي ستحتضن المشروع، فسيتم اتخاذ قرار في شأنها في غضون أيام قليلة جدا". وحصلت هسبريس على معطيات تقنية تهم المشروع، تفيد أن قدرته الإنتاجية ستبلغ 100 ألف سيارة سنويا، مع إمكانية إضافة خطوط إنتاج إضافية لرفع الإنتاج عند الحاجة، وسيوجه جزء كبير منه للأسواق في إفريقيا والدول العربية. وقررت المجموعة الفرنسية تخصيص هذه الوحدة لصناعة سيارات "بوجو 301" و"ستروين إليزي"، إلى جانب سيارة منخفضة الكلفة لم تحدد علامتها التجارية بعد. وتتوقع مجموعة "بوجو ستروين" الفرنسية أن تستفيد من اليد العاملة المؤهلة العاملة في القطاع، وتلك التي يجري تكوينها في معاهد تقنية متخصصة، إضافة إلى المصانع العاملة في مجال صناعة أجزاء السيارات المتمركزة في مجموعة من المدن، من بينها الدارالبيضاء والقنيطرة وطنجة. ومن المرتقب أن تساهم هذه المعامل التي تشتغل في مجال صناعة أجزاء السيارات في خفض الكلفة الإنتاجية لسيارات مجموعة "بوجو ستروين"، في محاولة منها لاستعادة حصصها السوقية التي فقدتها في العديد من الدول القريبة من السوق المغربي. يشار إلى أن مجموعة "رونو" تمتلك مصنعا ضخما في منطقة طنجة المتوسط، والذي مكنها من تسويق سيارتها "داسيا" منخفضة الكلفة، وسيارات "دوكر" في أزيد من 54 بلدا، من بينها تونس، ومصر، ودول إفريقية الأخرى، وأيضا فرنسا وبلجيكا وألمانيا وبريطانيا التي تصدر إليها سيارات "داسيا" ذات المقود على اليمين، التي تصنعها أياد مغربية في مصنع "رونو نيسان" في طنجة.