غيّر الدخول القوي لمجموعة "بوجو ستروين" الفرنسية للاستثمار في منصتها الصناعية بمدينة القنيطرة من المعادلات الحسابية لكبريات المجموعات العالمية القوية في مجال صناعة السيارات الكلاسيكية، بما فيها المجموعات المستقرة منذ سنوات بالمغرب. فقد قررت مجموعة "رونو نيسان" الفرنسية تعزيز تواجدها بالسوق المغربي، عبر مضاعفة قدراتها الإنتاجية بمصنع "صوماكا" بمدينة الدارالبيضاء من 80 ألف سيارة في الوقت الحالي إلى 160 ألف سيارة مع حلول سنة 2022. وسيساهم هذا القرار، الذي اتخذته مجموعة "رونو" على أعلى مستوى في هرمها التسييري في رفع القدرة الإنتاجية الإجمالية للمجموعة الصناعية الفرنسية إلى 500 ألف سيارة، التي سيتم تصنيعها في المغرب بحلول سنة 2022، عوض 420 ألف سيارة في الوقت الراهن، من ضمنها 340 ألف سيارة يتم تصنيعها بمصنع "رونو طنجة المتوسط". المنافسة المحتدمة بين كبريات المجموعات الصناعية الكبرى، والناتجة عن الشروط التنافسية المرنة الكبيرة، التي وفرت شروطها عبر تتبع أعلى هرم في السلطة بالمملكة المغربية ملف الاستثمارات الصناعية في مجال السيارات، ترجمتها على أرض الواقع الاستثمارات التي قامت بها مجموعة "بوجو ستروين"، التي ستشرع في تصنيع سياراتها محليا، إلى جانب تصنيع محركات السيارات لأول مرة في المغرب، وهو ما سيساعد على رفع معدل إدماج قطع الغيار في السيارات المصنعة محليا في المغرب إلى مستويات تفوق 65 في المائة. الأمور لن تقف عند هذا المستوى، فوفق معطيات شبه رسمية، حصلت عليها هسبريس من مصادر حكومية موثوقة، هناك مفاوضات جد متقدمة مع مجموعات صناعية أوربية ترغب في تشييد مصانع سيارات منخفضة الكلفة، على غرار المجموعتين الفرنسيتين. ولا يتوقف طموح المغرب عند استقطاب مصنعي السيارات الكلاسيكية منخفضة التكلفة، حيث وضع مخططا سيسمح له بتصنيع السيارات الكهربائية الذكية، التي ستمثل 20 في المائة من إنتاجه الصناعي الإجمالي من السيارات بحلول سنة 2025. واستطاع المغرب استقطاب اهتمام مجموعة "بي واي دي" الصينية، التي ستنشئ أربعة مصانع لصناعة البطاريات والسيارات الكهربائية والحافلات والشاحنات والمونوراي على مساحة 50 هكتارا بالمغرب، منها 30 هكتارا عبارة عن مساحات مغطاة.