قالت سفيرة المغرب في إسبانيا كريمة بنيعيش إن المغرب يشكل أحد الأسواق الثلاثة الواعدة في العالم في قطاع صناعة السيارات . وأكدت بنيعيش في حوار مع مجلة ( أوطو ريفيستا ) نشرته في إطار ملف خاص أفردته هذه المجلة الإسبانية في عددها الأخير للطفرة التي حققها قطاع صناعة السيارات بالمغرب أنه " في غضون سنوات قليلة أضحت المملكة أول منتج للسيارات على المستوى القاري ب 340 ألف سيارة سنويا " . وأضافت سفيرة المملكة بإسبانيا أنه تمت المصادقة خلال السنة الماضية على 26 مشروعا استثماريا بغلاف مالي إجمالي يصل إلى 1300 مليون أورو في ذات القطاع بما في ذلك اتفاقية مع الفاعل الفرنسي في صناعة السيارات ( رونو ) من أجل الرفع من حجم توريد المكونات المحلية التي تدخل في هذه الصناعة بنسبة 55 في المائة . وأوضحت الدبلوماسية المغربية في حوارها مع المجلة الإسبانية ( أوطور ريفيستا ) الرائدة في ميدان الإخبار والمتخصصة في قطاع السيارات أن المغرب أصبح الآن واحدا من الأسواق الناشئة الواعدة الثلاثة في قطاع صناعة السيارات في العالم إلى جانب جمهورية التشيك وفيتنام حيث يوفر القطاع فرصا كبيرة ومتنوعة للفاعلين في صناعة السيارات . وأشارت إلى أن المملكة المغربية تمكنت في غضون سنوات قليلة من جعل قطاع صناعة السيارات واحدا من محركات اقتصادها بفضل استقطاب الاستثمارات الأجنبية مشيرة إلى أن المغرب تمكن عام 2012 من استقطاب ( مجموعة رونو ) التي كانت تتوفر في السابق على خطي إنتاج بطنجة بالإضافة إلى مصنعها التابع لفرعها ( صوماكا ) بمدينة الدارالبيضاء كما أن مجموعة ( بي إس آ ) ستفتح وحدة صناعية بمدينة القنيطرة بطاقة إنتاج أولية تصل إلى 200 ألف سيارة في السنة . وقالت إن مجموعة ( رونو نيسان ميتسوبيشي ) أعلنت مؤخرا عن تحديث ومضاعفة الطاقة الإنتاجية لشركة ( صوماكا ) في الدارالبيضاء لتنتقل من 80 ألف وحدة حاليا إلى 160 ألف وحدة سنويا بحلول عام 2022 مضيفة أن استقرار مجموعة ( رونو ) بمدينة طنجة كان بمثابة " كاسحة الجليد التي مهدت الطريق للطفرة النوعية التي حققها قطاع صناعة السيارات بالمغرب " . وحسب سفيرة المغرب بمدريد فإن مثل هذه المجموعات الرائدة في صناعة السيارات استفادت عبر توسيع استثماراتها واستقرارها في المغرب من المزايا العديدة التي تقدمها المملكة بما في ذلك الخدمات اللوجستية والقرب من أوربا وتواجد ميناء طنجة المتوسط إلى جانب تحفيزات أخرى ساهمت جميعها في دعم وتقوية هذا القطاع . وأكدت أن مجموعة ( بي إس آ ) ستنتج أول مركبة مغربية لها في مارس 2019 مشيرة إلى أن الأمر يتعلق بسيارة مصممة في المغرب من قبل المهندسين والمصممين المغاربة الذين يشتغلون إلى جانب 1600 مهندس مع هذه المجموعة بوحداتها الإنتاجية التي تتواجد بالمغرب . وبخصوص استقرار الفاعل الصيني في مجال صناعة السيارات الكهربائية ( بيج ) أكدت بنيعيش أن هذا الفاعل يعتزم إطلاق وحدة صناعية في مجال النقل الكهربائي بالمغرب في إطار اتفاقية شراكة وقعت في أواخر عام 2017 بين المملكة وهذا الفاعل الرئيسي في قطاعي الطاقات المتجددة والنقل الكهربائي . وقالت إن هذا الأمر يعد الأول من نوعه على اعتبار أن الإنتاج سيكون موجها في ذات الآن لتزويد السوق المحلي وكذا للتصدير مضيفة أن هذه الوحدة الصناعية سيتم تشييدها على مساحة إجمالية تقدر ب 50 هكتار داخل المدينة الصناعية الجديدة لمدينة طنجة ومن المتوقع أن تحدث 2500 فرصة شغل مباشر . وأضافت أنه مع انطلاق إنتاج هذه الوحدة الصناعية " سينخرط المغرب بالفعل في قطاع صناعة السيارات الكهربائية عبر تنمية وتطوير مختلف مكونات هذه الصناعة التي تتمثل في تصنيع البطاريات والأسلاك الكهربائية إلى جانب صناعة السيارات الخفيفة والحافلات والشاحنات وذلك بهدف إنتاج 100 ألف سيارة في السنة " . وأوضحت سفيرة المغرب بإسبانيا أن هذا المشروع يشكل " خطوة إضافية في إطار مجموعة من المبادرات التي تم إطلاقها تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس مع الالتزام الثابت والمتواصل تجاه البيئة ومكافحة تأثيرات التغيرات المناخية " . وأكدت أن المغرب يتوقع أن يصل إلى تصدير 18 ألف و 500 مليون أورو بحلول عام 2025 مع قدرة إنتاجية تبلغ مليون سيارة في السنة مشيرة إلى أن المملكة تعتزم توسيع قطاع صناعة السيارات الذي يحتل المركز الأول في التصدير برقم معاملات يقدر ب 6500 مليون أورو عام 2017 وجعله بالتالي محركا حقيقيا للتنمية .