أعلن جان باسكال باريي مدير عام ليديك أن محطة "نظام محاربة تلوث الساحل الشرقي" للدار البيضاء الكبرى، التي بلغت كلفتها الاستثمارية نحو 146 مليار سنتيم، ستساهم في القضاء بشكل كلي على ظاهرة تلوث شواطئ مدينة الدارالبيضاء، وجعلها تستجيب للمعايير الوطنية المعمول بها في تصنيف الشواطئ. وقال مدير عام ليديك إن هذه المحطة، التي تشتغل بآخر التكنولوجيات في مجال معالجة مياه الصرف الصحي للمدن الكبرى، يمثل أكبر استثمار للتدبير المفوض، و"الذي مكّن المدينة من إزالة التلوث بشواطئ المدينة بنسبة بلغت 100 في المئة"، وأضاف " لقد تمكنت الدارالبيضاء بفضل هذا المشروع من أن تستعيد قسطا كبيرا من شواطئها، التي أصبحت مياهها صالحة للسباحة، وأضحت مطابقة للمعايير المغربية الصحية. بدوره اعتبر حميد المصباحي، مدير المشاريع الكبرى بنفس الشركة، أن وحدة نظام محاربة تلوث الساحل الشرقي تساهم في معالجة 55 في المئة من مياه الصرف الصحي بالدارالبيضاء الكبرى، وتمكن من التقاط وتحويل مقذوفات المياه العادمة المباشرة المتواجدة بين ميناء الدارالبيضاء ومدينة المحمدية، ومعالجتها قبليا في محطة "أوسيان" بسيدي البرنوصي، ثم تصريفها عبر قناة بحرية. وأورد المصباحي، في تصريح لهسبريس، إن هذا المشروع يعتبر من المشاريع المهيكلة التي ستسمح بالقضاء على تلوث الشواطئ، وسيساهم نظام محاربة تلوث الساحل الشرقي بقوة في إعادة التأهيل الحضري لكل الساحل الشرقي للمدينة، مضيفا أنه يستكمل المنظومة التي سبق وضعها لمعالجة 45 في المئة من المياه العادمة للمدينة، والخاصة بالجهة الغربية التي تمتد من دار بوعزة إلى الدارالبيضاء الميناء. ويرمي نظام محاربة تلوث الساحل الشرقي إلى المحافظة على البيئة والنظام البيئي الساحلي والصحة العمومية، ويهدف بشكل خاص إلى حماية الساكنة والساحل الشرقي للدار البيضاء الكبرى من التلوث السائل الناتج عن مقذوفات المياه العادمة الخام، وخاصة مقذوفات المصانع، وتمكين صرف المياه العادمة للمناطق الجديدة للتهيئة الحضرية بربطها بقنوات الالتقاط والتحويل، وبالتالي تجنب القذف المباشر في البحر. كما يهدف هذا النظام إلى توفير شواطئ نظيفة والمساهمة في حصولها على علامة الجودة وبالتالي إنعاش المقومات السياحية للمنطقة، والاستجابة للمعايير الجديدة لقذف المياه العادمة في الوسط البحري، وتحسين إطار عيش الساكنة وتزيين و إضفاء القيمة على الواجهة البحرية. ويمتد النظام على طول 24 كيلومتر، ويتكون من قناتين ساحليتين للالتقاط والتحويل، يتراوح قطريهما بين 900 و2500 ميلمتر وعدة محطات للضخ من مختلف الطاقات، التي قد تصل إلى 3 متر مكعب في الثانية. محطة «أوسيان» للمعالجة القبلية في سيدي البرنوصي تبلغ قدرتها القصوى 11 متر مكعب في الثانية مزودة بنظام عزل النفايات بالحواجز الحديدية وإزالة الرمل والشحوم، وقناة بحرية طولها يفوق 2,2 كيلومتر و 20 متر عمقا بالنسبة لمستوى سطح البحر.