رافعة أساسية للمحافظة على البيئة وإعادة إحياء الساحل نظام محاربة تلوث الساحل الشرقي للدار البيضاء الكبرى، مشروع مُهيكِل لإزالة التلوث، يتواجد في قلب الرهانات الوطنية للتنمية المستدامة. هذا الورش الكبير الذي انطلق سنة 2011، و الذي يمثل أكبر استثمار للتدبير المفوض، مكَّن المدينة من تحقيق نسبة إزالة التلوث بلغت 100%. يعالج نظام محاربة تلوث الساحل الشرقي 55% من المياه العادمة بالدارالبيضاء الكبرى، و يمكن من التقاط وتحويل مقذوفات المياه العادمة المباشرة المتواجدة بين ميناء الدارالبيضاء و مدينة المحمدية، ومعالجتها قبليا في محطة «أوسيان» بسيدي البر نوصي، ثم تصريفها عبر قناة بحرية. المشروع يستكمل المنظومة التي سبق وضعها لمعالجة 45% من المياه العادمة للمدينة، و الخاصة بالجهة الغربية التي تمتد من دار بوعزة إلى الدارالبيضاء الميناء.و نظرا لحجمه وتأثيره الإيجابي، سيساهم نظام محاربة تلوث الساحل الشرقي بقوة في إعادة التأهيل الحضري لكل الساحل الشرقي للمدينة.أكثر من ذلك، فمع نسبة إزالة التلوث تبلغ 100% حاليا، تم استعادة مجموع الساحل لساكنة الدارالبيضاء الكبرى، وعلى الخصوص أن مياه الاستحمام أصبحت مطابقة للمعايير المغربية الصحية. جدير بالذكر، أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أشرف يوم الأربعاء 13 ماي 2015 على تدشين مشروع نظام محاربة تلوث الساحل الشرقي للدار البيضاء الكبرى، في زيارة قام بها جلالته لمنشآت ومرافق محطة المعالجة القبلية للمياه العادمة «أوسيان».و في إطار الإحتفال باليوم العالمي للبيئة والمحيط، شهدت محطة المعالجة القبلية «أوسيان» زيارة عدد من المنتخبين و الجمعيات. حماية الساكنة والساحل يرمي نظام محاربة تلوث الساحل الشرقي إلى المحافظة على البيئة والنظام البيئي الساحلي و الصحة العمومية، ويهدف بشكل خاص إلى : حماية الساكنة والساحل الشرقي للدار البيضاء الكبرى من التلوث السائل الناتج عن مقذوفات المياه العادمة الخام، وخاصة مقذوفات المصانع. تمكين صرف المياه العادمة للمناطق الجديدة للتهيئة الحضرية بربطها بقنوات الالتقاط والتحويل وبالتالي تجنب القذف المباشر في البحر. توفير شواطئ نظيفة والمساهمة في حصولها على علامة الجودة وبالتالي إنعاش المقومات السياحية للمنطقة. الاستجابة للمعاييرالجديدة لقذف المياه العادمة في الوسط البحري. تحسين إطارعيش الساكنة وتزيين وإضفاء القيمة على الواجهة البحرية. نظام محاربة تلوث الساحل الشرقي يطابق المتطلبات البيئية (اللجنة الوطنية لدراسات التأثير على البيئة منحت ليدك الموافقة البيئية للمشروع). ما هي مكونات نظام محاربة تلوث الساحل الشرقي ؟ يمتد النظام على طول 24 كلم، و هو يتكون من: قناتين ساحليتين للالتقاط والتحويل يتراوح قطريهما بين 900 و 2500 ميلمتر (متوقعة لكي تضم في نقطة واحدة مقذوفات المياه العادمة للمواقع التسعة المعروفة). العديد من محطات الضخ من مختلف الطاقات والتي قد تصل إلى 3 متر مكعب في الثانية. محطة «أوسيان» للمعالجة القبلية في سيدي البرنوصي تبلغ قدرتها القصوى 11 متر مكعب في الثانية مزودة بنظام عزل النفايات بالحواجز الحديدية و إزالة الرمل و الشحوم. قناة بحرية طولها يفوق 2,2 كلم و 20 متر عمقا بالنسبة لمستوى سطح البحر. كل منشأة في نظام محاربة تلوث الساحل الشرقي تلعب دورا محددا جدا : قناتي الالتقاط والتحويل قناتي الالتقاط والتحويل عبارة عن سراديب تحفر بموازاة مع الساحل، والتي تمكن من تجميع كل المياه العادمة التي كانت في السابق تقذف مباشرة في البحر، وذلك من أجل توجيهها نحو محطة المعالجة القبلية. محطة المعالجة القبلية «أوسيان» يتمثل دورها في إزالة جميع النفايات الصلبة والرمال والزيوت والشحوم الموجودة في النفايات الحضرية السائلة قبل قذفها في عرض الشواطئ. القناة البحرية هي التي تمكن من قذف جميع النفايات المعالجة قبليا بعيدا عن الشواطئ والمحافظة بذلك على جودة مياه الاستحمام. تكنولوجيا متطورة في خدمة السكان في إطار إنجاز أشغال نظام محاربة تلوث الساحل الشرقي، تم على الخصوص استعمال آلات حفر دقيقة. ولأول مرة في المغرب، يتم استعمال آلات دقيقة لحفر السراديب. تنزل الأجهزة الأوتوماتيكية إلى العمق المرغوب به ثم تحفر السراديب المتوقعة. وميزتها أنها تجنب فتح الخنادق، مما يوفر المزيد من السلامة وربح الوقت. كما أن هذه الآلات تقلل من الإزعاج الذي تسببه الأشغال لمجاوري الورش و لمستعملي الطريق العمومية : التكنولوجيا المستعملة تمكن من الاشتغال أسفل الطرقات والسكك الحديدية، مما يقلص من الإزعاج الذي يسبب لحركة السير. وتتميز آلات الحفر الدقيقة بإيجابيات أخرى، منها : الحد من الخطرعلى المباني المجاورة، طريقة العمل تحترم البيئة، خطر الحوادث ضعيف (لا وجود لعمال داخل النفق أثناء الحفر)، طريقة الحفر مستقلة عن الظروف المناخية، يمكن العمل تحت الفرشة المائية والمرور تحت الحواجز: الطرق، خطوط السكة الحديدية، ... الأرقام الأساسية لنظام محاربة تلوث الساحل الشرقي الاستثمار : 1,45 مليار درهم (*)- - التمويل : تم التكفل به بشكل مشترك من طرف المفوض له (68%) و من صندوق الأشغال للسلطة المفوضة (32%)، - الأجل : الأشغال انطلقت في ماي 2011 و انتهت في ماي 2015، - الساكنة المعنية : 2,5 مليون ساكنا، - حمولة التلويث : تعادل حمولة تلويث 5,5 مليون ساكنا، - القدرة على المعالجة : الهندسة المدنية : 11 متر مكعب/ثانية، التجهيز : 7,2 متر مكعب/ثانية، - الحجم اليومي للمياه العادمة المعالجة قبليا : 250000 متر مكعب/ اليوم، 400000 متر مكعب/ اليوم، عند نهاية المطاف، - طول الشاطئ المعني بمحاربة التلوث : 24 كلم «رواق أوسيان» نظام محاربة تلوث الساحل الشرقي ليس فقط مجموعة من منشآت التطهير السائل، فهو أيضا فضاء بيداغوجي، «رواق أوسيان»، يستقبل الزوار داخل المحطة ذاتها للمعالجة القبلية. وهذا الرواق المخصص و الأول من نوعه في المغرب، والذي انطلق في 1 يونيو 2015 بمناسبة اليوم العالمي للبيئة و المحيط،، يرمي إلى تحسيس الجميع، صغارا أو كبارا، بمراحل دورة الماء و معالجة المياه العادمة، وكذا بالرهانات المرتبطة بالمحافظة على الساحل و المحيطات. «رواق أوسيان» يجسد أحد الأعمال المتعددة التي تقوم بها ليدك من أجل التحسيس بالمحافظة على البيئة، تماشيا مع التزاماتها في مجال التنمية المستدامة، خاصة الالتزام بالمساهمة في جاذبية المجال الترابي للدار البيضاء الكبرى والحوار مع أطرافها المعنية. تتويج نظام محاربة تلوث الساحل الشرقي لتأثيره الإيجابي على البيئة في دجنبر 2014، تم تتويج ليدك برسم الدورة الأولى لجوائز للا حسناء «الساحل المستدام» لمؤسسة محمد السادس لحماية البيئة. وخلال مراسم ترأستها صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، تسلمت المقاولة الجائزة الأولى في فئة المسؤولية الاجتماعية والبيئية للمقاولات، و ذلك عن مشروعها لنظام محاربة تلوث الساحل الشرقي للدار البيضاء. وبهذا الخصوص، صرح جان- باسكال داريي، مدير عام شركة ليدك : «هذا التتويج هو اعتراف بالتزامنا البيئي ومثالية ورش نظام محاربة تلوث الساحل الشرقي». هوامش * خارج الضرائب و الأتعاب على صندوق الأشغال، خارج جميع التكاليف على المفوض له و خارج المختلفات وغير المتوقعات