قال عز الدين ميهوبي، وزير الثقافة الجزائريّ، إن حكومة بلاده قد قرّرت العمل على الشق القانوني من أجل ضبط المخرجين السينمائيّين المتهوّرين من أجل تجنب مسهم بالرموز الوطنية والاعتداء على ثوابت الأمّة.. وذلك وفق تصريح أدلى له لجريدة الشروق الجزائريّة. وجاءت هذه الخرجة من الماسك بحقيبة الثقافة ضمن التركيبة الحكومية الجزائريّة على خلفيّة إدراج فيلم "الوهراني"، لمخرجه إلياس سالم، ضمن لائحة المنتوجات السينمائيّة المشاركة في مهرجان أشدود الإسرائيليّ.. وما أثره ذلك من جدل وسط البلد. و"الوهراني"، الذي موّلت إنتاجه وزارة الثقافة الجزائرية، يروي على مدار أكثر من ساعتين من الزمن قصّة جعفر وحميد الذين شاركا في ثورة تحرير الجزائر من الاحتلال الفرنسي، وطيلة أطوار عرض الفيلم ركّز المخرج على السنوات الأولى للإستقلال، إذ قدّم مشاهد لمجاهدين انغمسوا في حياة اللهو والمجون ومعاقرة الخمور ومواعدة النساء في الملاهي الليلية.. وهي مشاهد أغضبت كثيرا من المجاهدين الجزائريين الذين شاركوا في الثورة، إذ طالبوا الرئيس بوتفليقة، في رسالة وجهت له، بالتدخل لوقف عرض الفيلم الذي"أساء إلى أبطال الثورة" على حدّ قولهم. وقال ميهوبي إنّه، بصفته وزيرا للثقافة في الجزائر، قد راسل المخرج إلياس سالم لمطالبته بتوفير تفسيرات حول رغبته المشاركة في المهرجان الإسرائيلي، وأضاف ذات المسؤول الحكوميّ أن هذه الخطو متهورة بالرغم من النجاح والتألق الذان يميزان مسار مخرج "الوهراني". إلياس سالم، وفي خطوة استباقيّة توازي توصّله بمراسلة وزارة الثقافة التي موّلت عمله الفيلميّ الأخير، عمّم بلاغا قال ضمنه إنّه يعتذر من الشعب الجزائريّ ويعلن انسحابه من المسابقة السينمائيّة التي تقام بإسرائيل.. مرجعا ذلك إلى سياسة الجزائر الرافضة للتطبيع مع الكيان الصهيونيّ.