بعد أن ساهم الحراك الافتراضي والشعبي المغربي في إلغاء مشاركة الرئيس الإسرائيلي الأسبق، شمعون بيريز، في مؤتمر مبادرة "كلينتون العالمية للشرق الأوسط وأفريقيا"، الذي انعقد مطلع ماي الجاري بمراكش، حذّر نشطاء مغاربة ضد التطبيع مع إسرائيل مما قالوا إنه خطر يهدد الأمن القومي المغربي، متمثلا في "تعزيز" الموساد الإسرائيلي لشبكة من عملاءه بالمغرب. وقل خالد السفياني، المنسق الوطني لمجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، إن رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الأسبق عاموس يادلين، سبق أن كشف عن استكمال الموساد لإنشاء شبكة من العملاء بالمغرب "جاهزة لزعزعة استقرار المملكة في أي وقت"، معتبرا أن ما صرح به "هذا الإرهابي يشكل تهديدا للأمن القومي المغربي ويتطلب تحركا عاجلا من طرف مسؤولينا". ودعا السفياني، خلال ندوة صحافية نظمت اليوم بالرباط، إلى فتح تحقيق عاجل على إثر تلك التصريحات الإسرائيلية، وفق تعبيره، مع الكشف عن هذا "الخطر المحتمل على المغاربة"، إلى جانب "ما نشر في وسائل الإعلام مؤخرا عما بات يتهدد الأمن الغذائي والصحي والروحي للمغاربة". من جهة ثانية، جددت مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين دعوتها إلى ضرورة إلغاء التعامل مع المؤسسات والشركات الإسرائيلية، منها "شركة زيم وG4S"، مشددة على دعمها لكافة التحركات والمبادرات المغربية غير الرسمية المناهضة لمختلف التعاملات مع إسرائيل، من قبيل مبادرة "BDS فرع المغرب" و"مختلف الجهود المبذولة ضد كافة أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني ومع الصهاينة". وفيما شدد السفياني على ضرورة الإسراع بإصدار قانون تجريم التطبيع، الذي وضع على مكاتب البرلمان قبل أشهر للنقاش حوله في أفق المصادقة عليه، نبه الناشط الحقوقي إلى ما وصفه ب"ارتفاع وتيرة محاولات التطبيع مع الكيان الصهيوني والصهاينة في الفترات الأخيرة"، معتبرا أن محاولات التطبيع لم تقتصر على المطبعين وعملاء المخابرات الصهيونية "بل امتدت إلى جهات أجنبية كما هو الشأن للدعوة التي وجهتها مؤسسة كلينتون للإرهابي شمعون بيريز بصفته تاسع رئيس للكيان الصهيوني الغاصب للمشاركة في أشغال مؤتمرها بمراكش". ويرى الناشطون المغاربة ضد التطبيع مع إسرائيل أن تلك المحاولات مثلت "استباحة غير مسبوقة لأرض المغاربة وبلدهم"، على أنها "تشكل دعما للإرهاب الصهيوني ولجرائم الاحتلال التي لا تتوقف"، فيما جرت الإشارة إلى أن استجابة المغاربة إلى دعوات الاحتجاج ضد تلك الزيارة "جسدت استمرار الاحتضان الجماعي والشامل لقضية فلسطين وانخراط الشعب المغربي في معركة مواجهة المشروع الصهيوني والتصدي لكافة أشكال التطبيع مع الصهاينة". وأورد السفياني إلى ردود أفعال قوية صاحبت إلغاء زيارة بيريز للمغرب بعد موجة الاحتجاجات، وهي الردود التي قال إنها صدرت عن "المطبعين المغاربة وخدام الأعتاب الصهيونية، والذين فعلا أصابهم سعار غير مسبوق"، مضيفا "لقد قاموا بحملة هستيرية لفائدة التطبيع ومن خلال الكشف عن أنفسهم والإعلان عن الانخراط في التطبيع بشكل هادف إلى الاستفزاز المتعمد". وكان منظمو مبادرة "كلينتون العالمية للشرق الأوسط وأفريقيا"، الذي أقيم في مراكش يومي 5 و6 ماي الماضيين، قد أعلنوا قبل أيام من الموعد الدولي إلغاء حضور الرئيس الإسرائيلي الأسبق، شمعون بيريز، ضمن أشغاله كضيف ومتحدث، وذلك على إثر ردود الأفعال المغربية المستنكرة والغاضبة من تلك الزيارة، حيث طالبت عدد من الهيئات المناهضة للتطبيع مع إسرائيل بمنع المسؤول الإسرائيلي من دخول المغرب واعتقاله فور وصوله إلى المغرب، لاعتباره "مُجرم حَرْب".