وجّه محتجون مغاربة من مختلف الأطياف الفكرية والسياسية والحقوقية، ممن حجوا مساء اليوم أمام البرلمان، ما أسموه "الإنذار الأخير" لمن قالوا إنهم مسؤولون مغاربة "يُصرّون على التطبيع مع الكيان الصهيوني"، معتبرين أن أي تعامل مع إسرائيل هو "خيانة للأمة" وَرِدّةٌ عن إرادتها"، وهو الموعد الاحتجاجي الذي أعلن احتفاءه بإلغاء زيارة الرئيس الإسرائيلي الأسبق، شمعون بيريز، إلى المغرب. ورفع المحتجون وسط الساحة المقابلة للبرلمان، لافتة مركزية خُطّ عليها "شمعون بيريز إرهابي ومجرم حرب.. مكانه السجن" و"نرفض بقوة زيارة الإرهابيين الصهاينة لبلادنا"، فيما صدحت الحناجر بشعارات مهاجمة للمسؤول الإسرائيلي ومطالبة بمتابعته جنائيا، من قبيل "بيريز في السجون.. فلسطين في العيون"، و"يا شمعون يا جزار والمغرب ارض الاحرار"، و"مجرمون إرهابيون.. نتانياهو وشمعون"، إلى جانب شعارات تطالب بوقف التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي وتجريمه مثل "الشعب يريد اسقاط التطبيع". خالد السفياني، منسّق مجموعة العمل الوطنيّة من أجل فلسطين، كشف عأنه ورغم إعلان إلغاء زيارة بيريز للمغرب فإن محاولات التطبيع مستمرة، مُرحّباً بالحراك المغربي غير الرسمي ضد تلك الزيارة بقوله "تحرّك المغاربة قاطبة ليقولوا لا لزيارة مجرم حرب لا ضد التطبيع بكافة أشكاله في المغرب". وتأسف السفياني في كلمة له أثناء الوقفة، كون خبر إلغاء زيارة بيريز للمغرب جاءت من الصحافة الإسرائيلية، مضيفا أن الاحتجاج اليوم يأتي رغم ذلك "لأننا نناهض التطبيع الذي لا يقف عند بيريز ولا ينتهي بزيارته.. فإذا كان المغاربة فرضوا على هذا الإرهابي العدول عن القدوم إلى المغرب فإن المطبعين لن يستسلموا وعلينا أن نراقب ما يجري غدا في مراكش حول حضور أي صهيوني في الملتقى". وتابع الناشط الحقوقي قائلا "يجب أن نقف جميعا لنحتفي اليوم ونفرح بإلغاء زيارة الإرهابي الصهيوني إلى المغرب ونهنئ أنفسنا بنصرنا الجماعي وجميع مكونات الشعب المغربي في ذلك"، قبل أن يحذر في الوقت ذاته "من أي محاولة للاختراق الصهيوني كيفما كانت طبيعتها إلى المغرب". من جهته، وجه محمد بنجلون الأندلسي، رئيس الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، إنذارا سماه "الأخير" إلى المسؤولين المغاربة ممن قال إنهم يتعاملون مع إسرائيل ويطبعون العلاقات معها، معتبرا أن استضافة "الصهيوني المجرم شمعون بيريز في المغرب هو جريمة ضد إرادة الشعب المغربي"، فيما وصف كل من يتعامل مع إسرائيل أو يسهل ذلك ب"الخائن للأمة" و"المرتد عن إرادتها". وتابع الأندلسي هجومه على إسرائيل قائلا "الكيان الصهيوني قام من أجل تشتيت شمل العرب ولينخر داخلنا ويصنع الكمائن بيننا ويعوق تنميتنا"، داعيا في الآن ذاته إلى مقاطعة جماعية للاحتلال الإسرائيلي "نطالب النواب المغاربة بأن يقرروا تجريم التطبيع ضد الكيان الصهيوني.. باراكا من الذل والتطبيع مع كيان مجرم"، قبل أن يتهم المسؤولين المغاربة بالصمت وصم الآذان عن الدعوات المطالبة بتجريم التعامل مع إسرائيل. أما عبد الحميد أمين، المنسق العام بالنيابة للشبكة الديموقراطية المغربية للتضامن مع الشعوب، فقال إن إعلان إلغاء زيارة المسؤول الإسرائيلي لمراكش "أظهر مرة أخرى أن التطبيع لن يمر ببلادنا وأننا سنظل نقف في وجه التطبيع مهما كلف ذلك من ثمن"، داعيا إلى ضرورة الحفاظ على الوحدة واليقظة لمناهضة من أسماها "الصهيونية الامبريالية.. خاصة الامبريالية الأمريكية التي هي صنيعة إسرائيل وتدعم كل من هم مجرم في هذا العالم"، على حد تعبيره.