سجل معلقون وقراء ما سموه تناقضا جليا بين رواية مصلحة الصحافة في القوات المسلحة الملكية المغربية، وبين قوات التحالف الذي تقوده السعودية في حربها ضد معاقل الحوثيين باليمن، وذلك بخصوص مصير الطيار المغربي، ياسين بحتي، الذي تحطمت طائرته "إف 16" يوم الاثنين الماضي. ودعا معلقون من رواد مواقع التواصل الاجتماعي بالمغرب، المسؤولين وبالتحديد مصلحة الصحافة بالجيش إلى تحري الحقيقة قبل إخبار الشعب بمستجدات مصر الطيار، هل قتل في حادث الطائرة المحطمة أم لا يزال على قيد الحياة، فيما طالب البعض الآخر بما سموه "عدم التلاعب" بمشاعر عائلة الطيار المفقود. وكان البلاغ الثالث لمصلحة الصحافة بالقوات المسلحة الملكية، بخصوص واقعة تحطم المقاتلة المغربية باليمن، قد أشار إلى أن "تجميع مختلف المعلومات، بتنسيق مع مصادر محلية، مكن من رصد ما يمكن أن يكون جثة الطيار المفقود"، فيما أكدت قوات التحالف تعتبر الطيار المغربي "مفقودا"، ولا توجد جثة حتى الآن". وقالت "فاطمة" في هذا الصدد، إن المرجو من مصلحة الصحافة بالجيش التأكد من صحة الأخبار المتعلقة بالطيار المغربي قبل نشرها، احتراما للوضع الإنساني الذي تعيشه عائلته الصغيرة، والشعب المغربي بأكمله"، فيما قال سالم محمد "كان الله في عون أسرة الطيار الشاب". ناشطة فيسبوكية تدعى، صوفيا تازي، سجلت أن البلاغ الرسمي للجيش المغربي يقول كلاما، والتحالف يقول كلاما مغايرا"، قبل أن تنضم إلى الداعين لاحترام مشاعر أسرة الطيار بإيراد أخبار مؤكدة وغير متضاربة"، مضيفة أن المتضرر الأكبر في كل هذا عائلة الطيار المكلومة". وطالب معلق لقب نفسه ب"ابن تالسينت"، جميع الأطراف المعنية بمصير الملازم ياسين بحتي، بالحذر من نشر بلاغات مرة ترجح وفاة الطيار في الحادثة، وأخرى تعطي أملا في بقائه على قيد الحياة، لأن ذلك من شأنه "يطرطق قلب ميمتو بسبب تصريحات غير مسؤولة". ومن جهته دعا "أبو أمين وغيثة" إلى "عدم التسرع فيما يتعلق بهذه الأمور"، وقال "المرجو من القائمين على مصلحة الصحافة التابعة لمفتشية القوات المسلحة الملكية التريث حتى تستكمل جمع المعطيات، حتى تكون البلاغات التي تنشرها على العموم ذات مصداقية"، وفق تعبيره. وتابع المعلق بأن المغاربة يتمنون أن "يفك لغز هذا الطيار الشاب، إذا كان حيا يعود إلى وطنه ولأهله وذويه معززا مكرما، وبطلا من أبطال الجيش المغربي، وإن كان شهيدا يدفن في أرض وطنه"، وهي الأمنية التي شاركه فيها العديد من المعلقين ورواد صفحات الفيسبوك المتابعة لهذا الموضوع. وكان بلاغ مصلحة الصحافة بالمفتشية العامة للقوات المسلحة الملكية قد حذر، قبل أيام قليلة، من نشر بعض مواقع الانترنيت لصور شخصية للربان، أو من المفترض أنها هي، ووصفت ذلك بأنه "أمر مدان ولامسؤول"، لأن من شأنه أن يعرضه للخطر عبر استغلالها من طرف عناصر معادية" وفق تعبير المصلحة المذكورة.