لدينا عينة بحثية اعتباطية من المسلمين "السنة",تتكون العينة عن ما يزيد من مئة فرد وجهت لهم مجموعة من الأسئلة على الشكل التالي: 1- هل تؤمن بحرية الاعتقاد؟ -نعم. 2- هل تعتقد أن الإسلام "كدين" يعطي للأفراد الحق في حرية الاعتقاد؟ -نعم. 3-هل في نظرك يجب أن ينشر الدين بالحوار أم بقوة السلاح؟ -بالحوار. 4- هل يمكنك أن تذكر لنا بعض النصوص المبررة لهذا القول؟ - "لا إكراه في الدين","لكم دينكم ولي دين","وجادلهم بالتي هي أحسن","إنما أنت مبشر لست عليهم بمسيطر"... والآن سننطلق إلى صنف آخر من الأسئلة لذات المجموعة: 1 - باعتبارك إنسانا مسلما هل تؤمن ب"الجهاد بالسيف والسلاح"؟ - نعم. 2 - هل تعتقد بأن الرسول جاهد بالسيف؟ -نعم. 3- لماذا في نظرك جاهد الرسول؟ - لنشر الإسلام وتبليغه. 4 - هل تعتبر "الغزوات الإسلامية "في المشرق والمغرب فتوحات أم استعمار؟ - فتوحات إسلامية. 5- هل تمت هذه الغزوات بالسيف والسلاح أم بالحوار؟ - السيف والحوار معا. *أسئلة من نوع خاص(أسئلة البراكسيس): 1- ما حكم المرتد عن دين الإسلام في نظرك؟ - القتل. 2- هل تعطي لنفسك الحق في نشر الإسلام أو الدعوة إليه في بلد غير مسلم؟ -نعم. 3- هل يحق للنصراني أو اليهودي أو الملحد... أن يدعوا لدينهم أو أفكارهم وينشروها في بلد مسلم؟ -لا 4- لماذا؟ -لأن الدين الإسلامي هو دين الحق ودينهم باطل زائف محرف. يمكن للقارئ هنا أن يلاحظ بسهولة تامة التناقض وعدم الانسجام الحاصل بين الأفكار التي أثارتها الأسئلة الأولى والعواطف التي خرجت على حين غرة لتلتهم تلك الأفكار وتنفيها تماما بطريقة شعورية أو لاشعورية. والحال أن الفكرة القائلة أنه "لا يمكن تحريك الجماهير والتأثير عليها إلا بواسطة العواطف المتطرفة المبالغة فيها دون محاولة إثبات أي شيء عن طريق المحاججة العقلانية" هي فكرة صحيحة إلى حد ما .كما يرى "غوستاف لوبون" مؤسس علم النفس الاجتماعي وصاحب كتاب "سيكولوجية الجماهير". "فبساطة عواطف الجماهير وتضخيم هذه العواطف بشكل لا عقلاني بل أحيانا أسطوري,يحميها من عذاب الشكوك,كما يمنعها من عدم اليقين فيما تعتقد فيه,فالجماهير كالنساء,تذهب مباشرة نحو التطرف" والعهدة دائما على غوستاف لوبون. تنبع ضرورة هذا الكلام من خضم واقعنا المعاصر الذي يشهد ميولات ونزوعا كبيرا هذه الأيام صوب توجه بعينه أو لنقل "شكل من الإسلام" بعينه, كأنما " الإسلام العقلاني" إن صح التعبير ما هو إلا مساحيق تداري " الإسلام العاطفي أو الحشدي " الذي يؤسس لتقلبات "الشخصية المسلمة المعاصرة". خلاصة: ربما سنتفق جميعا على أن كل التنظيمات والكيانات والدول أيضا,تبني ذاتها على ثقافة الحشد والعاطفة,بل إن أغلب التنظيمات والحركات ... التي كتب لها النجاح عبر التاريخ,كان حطبها ووقودها العواطف وليس الأفكار,وحتى ولو حضرت الفكرة فهي في خدمة العاطفة والإثارة,إذ سرعان ما تخبو الفكرة لحساب ثقافة الحشد التي ترضع من ثدي التراث والتاريخ الثقافي والعسكري لأمة من الأمم ولو بشكل لا شعوري! ……………………………………………………………… ملاحظة: %87 من المستجوبين كانت لهم نفس الأجوبة أعلاه -أستاذ مادة الفلسفة https://www.facebook.com/oussama.mousaoui