في الوقْتِ الذي لمْ تعمل الحكومة بعدُ على إخراج القوانين التنظيمية المتعلقة بتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، بعْد التنصيص عليها لغة رسمية إلى جانب العربية في دستور 2011، قالت النائبة البرلمانية فاطمة شاهو، المعروفة ب"تبعمرانت"، إنَّ ثمة غيابا لإرادة سياسية حقيقية لتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية. وأضافت النائبة البرلمانية في حديث لهسبريس أنّ اللغة الأمازيغية، وإنْ سجّلتْ تقدما خلال السنوات الأخيرة، إلّا أنّ هناك عراقيلَ تُعيق تقدّمها، موضحة "الإرادة السياسية الحقيقية التي يمكن أن تكون انطلاقة لتفعيل رسمية اللغة الأمازيغية والمساواة بينها وبين العربية لم تتوفّرْ بعد رغم دسترتها منذ أربع سنوات". وأرجعت تبعمرانت أسبابَ العراقيل التي تقول إنها تعوقُ تفعيل رسميّة الأمازيغية إلى وجود أشخاصِ "ما زالت تحكمهم خلفيات سياسية ماضية إزاء الأمازيغية"، دونَ أن تكشف مَن هم، مكتفية بالقول "من يضع هذه العراقيل يعرفهم المغاربة، وهم يعرفون أنفسهم، ولا حاجة لكشف من يكونون للرأي العام". وأشارتْ النائبة البرلمانية عن حزب التجمع الوطني للأحرار، إلى موضوع طرْح الأسئلة تحت قُبّة البرلمان باللغة الأمازيغية، والتي سبَقَ أنْ أثارت ضجّة حين طرحتْ سؤالا باللغة الأمازيغية سنة 2012، وضربتْ به مثالا لوجود عراقيلَ في وجه اللغة الأمازيغية، معتبرة أنّ التذرّع بضرورة توفير أجهزة الترجمة لا يستقيم مع مرحلة ما بعد دستور 2011. وتابعت "يقولون طرحُ الأسئلة باللغة الأمازيغية في البرلمان يحتاج إلى وسائل الترجمة، ونحن نقول إنّ هذا غير منطقي، لأنّ الأمازيغ ليسوا أقليّة، ثم ماذا سيقولون للأمازيغ الذين لا يعرفون العربية والذين لم يسبق لهم أن عرفوا ما كان يدور في البرلمان منذ الاستقلال إلى الآن". واعتبرت تبعمرانت أنَّ ما حقّقته الأمازيغية منذ خطاب أجدير سنة 2001، الذي أعلن فيه الملك أنّ الأمازيغية تشكل مكوّنا أساسيا من مكونات الهوية المغربية، إلى ترسيمها في دستور 2011، كانَ بفضل نضال المناضلين الأمازيغ، الذي امتدّ لعقود، داعية إلى تكاثف جهود الجميع لما فيه المصلحة العليا للوطن. إلى ذلك، قالت النائبة البرلمانية، جوابا على سؤال عمّا قدّمته للفنانين الأمازيغ، منذ وصولها إلى البرلمان، إنها بصدد طرح أسئلة بشأن وضعيتهم، موضحة أنّ الفنانين الأمازيغ لا يستفيدون من المشاركة في المهرجانات الفنية، ويعانون مشاكل فيما يتعلق بحقوق التأليف، وأضافت "نتمنّى أن نتجاوز هذا الوضع". وعنْ وضعية المرأة الأمازيغية، اعتبرت تبعمرانت أنّ التعليم هو السبيل للرقيّ بوضعية المرأة، قائلة "يجب على الأمازيغ أن يعلّموا بناتهم، والقطْع مع فكرة أنّ الفتاة يجب أنْ تفصل من الدراسة بعد وصولها إلى السنة الأخيرة من التعليم الابتدائي، بداعي أنها تعرف القراءة والكتابة"، وأضافت "لا بد أن تتعلم الفتيات المغربيات من أجل النهوض بوضعية المرأة المغربية".