اهتمت الصحف المغاربية، الصادرة اليوم الأربعاء، بالتحركات التي تشهدها بعض الأحزاب الجزائرية والحراك النقابي في تونس والوضع الأمني شمال مالي. ففي تونس، أولت الصحف اهتمامها بأشغال المجلس الوطني للاتحاد العام التونسي للشغل المنعقد حاليا بتوزر(جنوب غرب البلاد) تحت شعار "عمل، تنمية، عدالة". ونقلت صحيفة (الصباح) عن الأمين العام المساعد بالاتحاد، سمير الشفي، أن جدول أعمال المجلس يتضمن مناقشة استحقاقات المرحلة المقبلة وتوحيد المواقف النقابية حول أمهات القضايا والملفات الكبرى التي تنتظر الاتحاد في علاقة بملف الجباية والصناديق الاجتماعية ومراجعة التشريعات لملاءمتها مع الدستور الجديد ومسألة التنمية الجهوية والاستثمار. وتوقفت صحيفة (الشروق) عند كواليس المجلس التي قالت إن مشروعا للدفع بأطر شابة إلى مراكز قيادية، محط نقاش، مشيرة إلى أن الأمر يتعلق بمقترح تعديل فصل يوصف ب"المقدس" رغم تأكيدات بأن هذا الفصل العاشر من القانون الأساسي للاتحاد والمحدد للمدة النيابية لأعضاء المركزية النقابية "لا يمكن المساس به". وكتبت الصحيفة أن طرح مقترح التعديل يروم "تمكين الجيل الجديد من النقابيين من الوصول إلى المسؤوليات القيادية وإرساء التداول في مراكز ومسوؤليات القيادة". وقالت صحيفة (الصريح) إن المجلس في طريقه إلى الخروج بمشروع هيكلة تتماشى مع متطلبات المرحلة وملاءمتها للتطورات المطروحة، مع تعزيز تواجد المرأة في القيادة. وفي السياق الاجتماعي، توقفت الصحف عند مشاكل (شركة فوسفاط قفصة) نتيجة للصعوبات المالية التي تمر منها مما يهدد بتوقيف إنتاجها كليا. وأوردت صحيفة (المغرب)، نقلا عن الرئيس المدير العام للشركة، رمضان صويد، أن الإشكالية لا تكمن في موقف تعليق الإنتاج، بل لأن نشاط الشركة "متعطل منذ فترة بصفة كلية لأول مرة في تاريخها"، مضيفا أن هذا التعطل سيكون له تأثير كبير على نشاط المجمع الكيميائي بقابس وعلى الشركات التابعة لها. ومن جهة أخرى، تناقلت الصحف تصريحات لوزير الداخلية، محمد ناجم الغرسلي، أمس، مفادها أن الوضع الأمني في تونس "يشهد تحسنا مطردا" بفضل الجهود المتواصلة لقوات الأمن، وأنه خلال الشهرين الماضيين، تم إيقاف 880 عنصرا متورطين في قضايا إرهابية تمت إحالتهم على العدالة مقابل 514 خلال نفس الفترة من السنة الماضية. وفي الجزائر، تحدثت صحيفة (الوطن) عن عودة محتملة للأمين العام السابق لحزب التجمع الوطني الديمقراطي، أحمد أويحيى، لقيادة الحزب، وكذلك الأمر بالنسبة لعبد العزيز بلخادم، على رأس حزب جبهة التحرير الوطني. وفي المقابل، اعتبرت الصحيفة أن "السؤال المطروح لا يتعلق بمدى قدرة هؤلاء أو أولئك على استعادة مقاليد القيادة، ولكن بالتوقيت المتزامن لهذه العودة والهالة الإعلامية المصاحبة لها"، مؤكدة أن "كل المؤشرات توحي بأن هذه التحركات تندرج في إطار مخطط لإعادة تشكيل التحالف الرئاسي الذي دعم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة خلال الولايات الرئاسية الثلاث السابقة". وكتبت صحيفة (ليبيرتي) أن عودة الرئيس الحالي لديوان الرئاسة، أحمد أويحيى، إلى قيادة حزب التجمع الوطني الديمقراطي "يبدو تنزيلا لأجندة سياسية ثقيلة أعدت خارج نطاق الحزب"، مشيرة إلى أن "السهولة التي رضخ بها بنصالح للضغط، والإجماع السريع حول أويحيى كأمين عام للحزب بالنيابة، يبعثان على تصديق هذا الطرح". وبدورها، توصلت صحيفة (ليكسبريسيون) إلى نفس الاستنتاج، مؤكدة أن عودة أويحيى إلى قيادة الحزب "تبدو أمرا واقعا"، غير أنها اعتبرت أن هذه "الثورة" التي يشهدها التجمع الوطني الديمقراطي، "قد تكون بداية لأزمة سياسية لانهاية لها إذا ما قرر بنصالح الدخول في صراع مع معارضيه". وبخصوص الوضع داخل حزب (جبهة التحرير الوطني) تحدثت الصحيفة عن عريضة وجهها 118 نائبا بالبرلمان إلى الرئيس الشرفي، عبد العزيز بوتفليقة، دعوه فيها إلى "التدخل من أجل إنقاذ الحزب"، متهمين الأمين العام الحالي، عمار سعداني، بسوء التدبير"الذي يشكل خطرا على الحزب وعلى الجزائر برمتها". وفي موريتانيا، شكل الوضع الأمني في البلد الجار مالي أحد أبرز المواضيع التي استأثرت باهتمام الصحف المحلية. وفي هذا السياق، كتبت صحيفة (الأخبار أنفو) أن أعمال العنف والمواجهات المسلحة عادت بقوة إلى شمال مالي بعد وصول الوساطة الجزائرية المدعومة من القوى الدولية والإقليمية إلى طريق مسدود بفعل رفض الحركات الأزوادية الكبرى التوقيع على اتفاقية السلام في شكلها الحالي. وقالت الصحيفة إن مساحة العنف اتسعت، خلال الأسبوعين الأخيرين، لتمتد من المناطق الواقعة على الحدود الجزائريةالمالية إلى الحدود المالية الموريتانية "ما خلف خسائر بشرية ومادية كبيرة ". وأضافت الصحيفة أنه تزامنا مع عودة العنف، والإنذار بتصاعده، بل وعودته لمرحلة 2012 ، بدأت تتحرك أطراف دولية وإقليمية عديدة من أجل التوصل إلى حل يضمن اتفاق أطراف الأزمة. وفي سياق متصل، ذكرت بعض الصحف أن الجيش الموريتاني رفع حالة التأهب الأمني على الحدود الموريتانية المالية بفعل التوتر المتصاعد في المنطقة منذ أسبوعين. وأشارت صحيفة (الأمل الجديد)، استنادا إلى بيان صحفي لمنسقية الحركات الأزوادية، أن رتلا من الجيش المالي سقط، أمس الثلاثاء، في كمين نصبته له وحدة عسكرية تابعة للحركات الأزوادية في المنطقة الواقعة بين بلدتي ( نمبالا ) و ( ليرا) القريبتين من الحدود الشرقية لموريتانيا. ومن بين المواضيع الأخرى التي تطرقت لها الصحف الموريتانية، استقبال الرئيس محمد ولد عبد العزيز لوزير التضامن والعمل الإنساني وإعادة بناء الشمال المالي، حامادو كوناتي، الذي سلمه رسالة من الرئيس إبراهيم بوبكر كيتا، وزيارة بعثة تقنية من الاتحاد الأوروبي لنواكشوط في إطار علاقات الشراكة بين موريتانيا والاتحاد الأوروبي، والمسيرة الأخيرة لشريحة "الحراطين" بالعاصمة.