أثارت جيهان السادات، أرملة الرئيس المصري الأسبق، الراحل أنور السادات، من جديد قصة محاولة الاغتيال التي كان سلفه جمال عبد الناصر يتخوف من حصولها حال سفره إلى المغرب، من أجل حضور أشغال القمة العربية الخامسة المنعقدة عام 1969 بالرباط، موردة أن تخوف عبد الناصر من الموت دفعه إلى اختيار السادات نائبا له. وحاولت جيهان وهي ثاني زوجة للسادات، متحدثة خلال برنامج "بوضوح" على قناة "الحياة" الفضائية المصرية، أن تميط اللثام عن الكواليس والظروف التي اضطرت جمال عبد الناصر، الرئيس المصري وقتها، لتعيين زوجها أنور السادات نائباً له، موضحة أن عبد الناصر كان مسافرا إلى المغرب وبلغه أن مؤامرة تحاك ضده هناك "فخاف أن تنجح المؤامرة واتصل بأنور". وتابعت أرملة السادات، الذي اغتيل في أكتوبر1981 إبان عرض عسكري، قائلة إنّ جمال عبد الناصر خاف أن يغتال "فلازم يعين نائبا له ولم يكن آنذاك في مجلس الثورة سوى أنور السادات وحسين الشافعي"، مضيفة أن عبد الناصر اتصل وقتها بزوجها للحضور صباحاً "ذهب إليه في الثامنة صباحا في منشيت البكري ليحلف اليمين في أن يصبح نائباً له". وكانت الزيارة الوحيدة التي قام بها جمال عبد الناصر، منذ توليه الرئاسة المصرية عام 1956، إلى المغرب عام 1969، بمناسبة انعقاد الدورة الخامسة من مجلس جامعة الدول العربية في الرباط، حيث خصص له الحسن الثاني استقبالا خاصاً في قصره بالرباط وأقام له احتفالا كبيراً، وهو الموعد الذي عاد منه عبد الناصر سالماً دون أي اعتداء، فيما سبقت هذه الزيارة أخرى مماثلة قام بها الملك الراحل الحسن الثاني إلى مصر في مارس 1965. وتعد "قمة الرباط" العربية الخامسة لعام 1969، ثاني قمة يستضيفها المغرب آنذاك، بعد قمة الدارالبيضاء الثالثة التي انعقدت عام 1965، والتي قاطعتها تونس التي كانت على خلاف مع مصر، حيث أقر بيانها الختامي "خطة عربية موحدة للدفاع عن قضية فلسطين"، فيما دعت قمة الرباط إلى إنهاء العمليات العسكرية في الأردن بين المقاتلين الفلسطينيين والقوات المسلحة الأردنية ودعم الثورة الفلسطينية.