اعترض عمدة مدينة "بادالونا الإسبانية"، خابيير غارسيا ألبيول، أحد قياديي الحزب الشعبي، على بناء مسجد كبير بالمدينة، وهو المشروع الذي كان من المزمع أن تتكفل به الحكومة المغربية. ورد عمدة المدينة على المعلومات التي نشرتها صحيفةABC الإسبانية حول إطلاق مشروع بناء المركز الديني، بالقول "يبدو أن الحكومة المغربية تود تشييد مسجد كبير بمدينة بادالونا"، وزاد معارضا "مخطئ من يعتقد أنه بإمكانه تشييد منشأة دينية بالمدينة". وأكد خابيير غارسيا ألبيول أن من يحاول القيام بهذه المبادرة سيجده "سدّا منيعا" أمام هذه المحاولات، ولن يتردّد في التصرف من دون تحفظ، في سبيل الدّفاع عن النموذج الذي يطبقه على هذه البلدية الإسبانية. وفي هذا السّياق، شدد المتحدث على أنه "لن يستطيع المغرب أو أي جهة أخرى تشييد مسجد بالمدينة"، مبرزا أن حكومة البلدية ستتقدّم بملتمس خلال الجلسة الاعتيادية بالبرلمان التي ستعقد يوم الاثنين المقبل، يعبر فيه عن رفضه لمبادرة من هذا النوع بمدينة بادالونا. وتضم هذه المدينة مسجدا أدرجه وزير الداخلية الإسباني، خورخي فرنانديث دياث، مؤخرا ضمن قائمة المساجد التي يجب على الأجهزة الأمنية الإسبانية مراقبتها. ودافع ألبيول عن هذا المقترح قائلا "يجب على السلطات الإسبانية مراقبة الرسائل التي يمرّرها أئمة المساجد للمصلين"، مضيفا "معظم الأشخاص الذين يعتنقون الإسلام شرفاء، ولكن هناك حقيقة ظاهرة، هي أنه دين واحد يُقتل فيه الأشخاص باسم الله"، وفق تعبيره. وأضاف عمدة بادالونا، المعروف بمواقفه المعادية للمهاجرين الذين يفدون على اسبانيا، بالقول "ثمة حاليا واقع اجتماعي جديد يفرضه ما أسماه الخطر الإرهابي، والذي يجب مواجهته بشجاعة وحزم". واختتم حديثه بالإشارة إلى وضع المهاجرين بالمدينة حيث قال "يوجد تفكك اجتماعي بالمدينة، ونلاحظ رغبة صريحة من قبل بعض المهاجرين في عدم الاندماج، ما يفرز صراعا اجتماعيا يعيق تقدم المدينة". وسبق لعمدة بادالونا الإسبانية أن أطلق تصريحات في الشهر الماضي، عبر فيها عن كونه لا يرغب في رؤية مهاجرين، قال إنهم "أتوا إلى إسبانيا للسرقة والإجرام"، كما سبقت تبرئته سنة 2013 من تهمة التحريض على التمييز العنصري. وكان هذا العمدة قد طلب من المواطنين التصويت عليه بكثافة في الانتخابات البلدية المقبلة، لكي يستمر في ما أسماه "تطهير المدينة" من أولئك الذين "لا نحبّهم والذين يسبّبون المشاكل للآخرين، أعتقد أنكم فهمتم قصدي" في إشارة إلى المهاجرين الأجانب.