نظمت جمعية روافد الموسيقية، مساء الأحد، بشراكة مع بيت الصحافة وفرع طنجة لجمعية فاس سايس، حفلا موسيقيا صوفيا روحيا تحت شعار "الطريق الصوفي إلى المحبة"، أحيته فرقة الشيخ الألماني حسن ديك "محبّة كرفان" (قافلة المحبّة). الحفل عرف حضورا نوعيا، وتميز بتفاعل الجمهور الكبير مع ما قدمته الفرقة من أغاني صوفية ذات إيقاع هندي في الغالب، وبكلمات عربية من التراث الإسلامي، مقتبسة من قصائد ابن عربي وجلال الدين الرومي وابن الفارض. المزيج الفريد للفرقة التي تتشكل من مسلمين ألمان وإنجليز وإسبان برئاسة الشيخ "حسن ديك"، واستعمالها لآلات مختلفة، واتباعها للطريقة النقشبندية في الأداء، جعلها تحلق بالحضور في سماء الرّوح والتأمل والمتعة الصافية. كما شاركت فرقة الفردوس الإسبانية، فرقة "قافلة المحبة"، في أداء مجموعة من الأغاني المشتركة، قبل أن يأتي دور الفنان سعيد القاضي من طنجة، الذي أدى إلى جوار الفرقة أيضا في عدد من أغاني المديح. ولفترة طويلة بعد انتهاء الحفل، ظل الجمهور، الذي يتعرف على هذه الفرقة لأول مرة، فوق الخشبة راغبا في أخذ صور تذكارية مع أعضائها ومستئنسا بوجودها، وهو ما رحّب به هؤلاء دون كلل أو ملل. وحسب تصريح للمنظمين، فإن هذا الحفل يهدف إلى ترسيخ الموسيقى التقليدية في العالم والرجوع إلى الأصول فيما يخص هذا النوع من الفن. من جانبه، قال سعيد كوبريت، رئيس المكتب التنفيذي لبيت الصحافة، إن البيت سيبقى ملتقى لجميع الحضارات، وأن هذه السهرة تسعى إلى تكريس البعد الذي يسعى إليه المغرب، وعمقه الإنساني الحضاري. إلى ذلك، أبدى الشيخ حسن ديك إعجابه بالجمهور المغربي، معتبرا أن أفضل دولتين عربيتين هما المغرب ثم الأردن، مرجعا ذلك إلى وجود الملكية في هذين البلدين. وأضاف ديك، في تصريح خاص بهسبريس، أنه يحبّ الملك محمد السادس وأن المغاربة محظوظون به وأنه سليل أهل البيت، خاصة أنه "لا يسمح بالإرهاب في بلده المتسامح، ولا بالتوجهات المتطرفة".