وجه الفنان لطفي بوشناق، يوم الأربعاء 12 يونيو 2012، انتقادا لاذعا للأذواق الموسيقية السائدة في وسائل الإعلام العربية، متهما المحطات الفضائية بإفساد الميولات الفنية للجمهور. وتساءل الفنان بوشناق، خلال الندوة الصحفية المشتركة مع الفنان وديع الصافي، في إطار مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة، «هل ما نشاهده اليوم في القنوات التلفزية يعكس ماضينا أو حاضرنا أو المستقبل الذي نتطلع عليه». واستغرب الفنان بوشناق، من سيادة نمط فني معين يشجع على الرداءة، «كما لو أنه ليس لدينا مبدعون في الكلمة واللحن والأداء»، يضيف بوشناق، الذي أكد أنه لا يبحث عن «موقع في المجال الفني»، وإنما عن «موقف يذكره التاريخ». كما شدد الفنان التونسي على أن هناك «مسؤولية مشتركة» بين وسائل الإعلام والفنانين من أجل تحرير الكلمة والرقي بالذوق، داعيا إلى «إعادة النظر في ما تقترحه وسائل الإعلام على الجمهور». وشكل الحفل الفني الافتتاحي، الذي شارك فيه فنانون من آسيا الوسطى ومن الشرق والغرب، مناسبة للاحتفاء بالشاعر والعالم والفيلسوف عمر الخيام. العرض نجح من خلاله المخرج الفرنسي طوني كاتليف في استحضار التراث الروحي والصوفي للشاعر عمر الخيام وإبراز قيم المحبة والتسامح التي يتوخى المهرجان إبرازها. وفي أجواء تفاعل حميمي، أدى الشيخ التهامي، أحد أعلام الإنشاد الصوفي في مصر والعالم العربي الإسلامي، على مدى ساعتين، باقة متنوعة من عيون الشعر الصوفي على غرار قصيدة «فهم الإشارة» لابن منصور الحلاج و»سقيتني حميا الحب» لعمرو ابن الفارض و»القصيدة العينية» لعبد الكريم الجيلي. وأتحفت فرقة الإنشاد الصوفي، المصاحبة للشيخ، جمهور المهرجان باختيارات لحنية تنهل من معين التراث الموسيقى الروحي، كما برعت في أداء تقاسيم استحضرت الأبعاد الصوفية من خلال إيقاعات آلات موسيقية تنصت لنبض الإيمان في الوجود، كالقانون والناي والعود والكمان. وفي أجواء التأمل التي يتيحها مهرجان الموسيقى العالمية العريقة، هب حراس التراث الأندلسي لمعانقة بلابل النيل، وكان سليلو قرطاج وجيرانهم من وهران على موعد في رحلة استكشافية لحلب السورية.حيث التأم فنانون من المغرب والجزائر وتونس وسوريا ومصر وأبهروا الحضور بأداء موسيقي ممتع احتضنته الأسوار التاريخية التي تحيط بساحة باب المكينة. تواصلت العروض بباب المكينة أمس الخميس في حفل فني أحياه عميد الموسيقى العربية وديع الصافي والفنان لطفي بوشناق، يليه اليوم الجمعة عرض فني للمغنية الأيسلندية بيورك، قبل أن يختتم المهرجان على إيقاع حفل ستحييه الفنانة الأمريكية جوان بايز.