غنى للحب.. للحياة.. ناجى الله المغفرة..ورفع صوته للسماء موحدا..وانحنت كلماته تواضعا أمام تصفيقات مئات الحاضرين الذين جاؤوا لسماعه، فحضنهم في قلبه كما في كلماته حينما شدى لهم: "المغرب تزهو إذا ما انتسبت، فهي والمجد سليلا". إنه الفنان التونسي الكبير، لطفي بوشناق، الذي ألهب حماس جمهور قاعة "الزياتن" بطنجة، ضمن فعاليات مهرجان "مولديات البوغاز" في يوم افتتاحه، مساء الخميس، بمشاركة الفرقة الموسيقية المغربية بقيادة المايسترو عزيز الأشهب. بحضور وزير الوظيفة العمومية، محمد مبديع، وعمدة طنجة، فؤاد العماري، وعمدة مدينة سان جوسي البلجيكية، وأمام أزيد من 3 آلاف متفرج في قاعة "الزياتن" المغطاة بطنجة، نَشَد بوشناق أجمل أغانيه الصوفية، التي تتغنى بالموروث الشعبي والابتهالات الدينية، وحب الله ورسوله، والوطن وترابه، والعالم بسلامه المفقود. وكلما رفع بوشناق خامة صوته القوية، كان يهز القاعدة تصفيقا بصوته الشجي في أولى أيام مهرجان "مولديات البوغاز"، ويستضيف العديد من الأسماء الوازنة في الغناء الصوفي والمواويل الدينية، مثل المنشد ماهر زين الذي سيختتم فعاليات المهرجان غدا السبت. ابن المدرسة الرشيدية، وسفير الأممالمتحدة للنوايا الحسنة، بلباسه الأحمر التونسي، قدم أجمل أغانيه الدينية التي رددها معه الجمهور بحماس كبير، فغنى عن الأرض التي تعبت بمن فوقها، وعن الإنسان، والوطن، والروح، والجمال، وهي عادة الفنان التونسي الذي بدأ حفله بأبيات شعرية عن المغرب متغنيا به، وبمجده السليل. وكان حفل افتتاح المهرجان قد أحيته الفرقة الجهوية للمديح والسماع، برئاسة الفنان سعيد بلقاضي، بينما يشهد اليوم الثاني للمهرجان مشاركة الفرقة الوطنية للمديح والسماع، برئاسة المنشد علي الرباحي، والمجموعة الموسيقية المغربية التركية برئاسة رفيق الماعي وGULABI KUBAT، في حين سيعرف اليوم الثالث والأخير مشاركة المنشد مروان الهنا، ليختتم المهرجان بحفل الفنان ماهر زين. وكان رئيس مؤسسة "مولديات البوغاز" عبد الحفيظ الشركي، قد أكد في وقت سابق أن الغاية من مهرجان "مولديات البوغاز" هي "استيعاب الدروس واستخلاص العبر من سيرة الصادق الأمين عليه السلام، وهي مناسبة لتجسيد تعبئة حقيقة للقيم الأخلاقية بمجتمعنا، حين افتقدناها في حياتنا اليومية، والأمر ينعكس تلقائيا على تدبير الشأن العام كلما ابتعدت فوائد العبر عن شروط حسن خواتمها" يورد الشركي.