اهتمت الصحف العربية الصادرة، اليوم الجمعة، بتطورات الأوضاع في سورية، وآفاق تسوية الأزمة اليمنية في ضوء مجلس الأمن الدولي الأخير وتواصل عملية (عاصفة الحزم)، والأوضاع الأمنية في مصر، وإحياء يوم الأسير الفلسطيني، إضافة إلى قضايا أخرى محلية. وكتبت جريدة (الأهرام) المصرية في مقال أنه "ليس من المروءة والشهامة بل ومن المصلحة أيضا ترك الشعب العربي البطل في سورية مستمرا في مأساته.."، قائلة إن هذا الشعب "يسجل ملحمة في الصمود والتحدي بعد أربع سنوات من حرب عبثية تكالبت فيها جماعات ودول على تدمير مقدرات الأمة السورية وخلق أكبر أزمة إنسانية منذ الحرب العالمية الثانية، دون جريرة ارتكبها أبناء هذا البلد الشقيق". وأضافت أن المواطن السوري هو ضحية صراع يتجاوز حدود الدولة السورية إلى مصر وسائر أنحاء المنطقة العربية بعد أن تحولت الثورة والاحتجاجات ضد سلطة بشار الأسد إلى حرب ضروس تأكل في طريقها كل شيء وراح ضحيتها أكثر من 200 ألف قتيل نصفهم من المدنيين وبينهم أكثر من 10 آلاف طفل، فيما يقدر مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أعداد المشردين في الداخل بقرابة ثمانية ملايين شخص. وقالت في هذا السياق إن الأممالمتحدة سجلت أكثر من 12 مليون شخص في حاجة إلى مساعدات إنسانية في نهاية عام 2014 في ظل إخفاق عالمي ومحلي في عملية إغاثة تلك الأعداد الضخمة التي ربما تتفوق اليوم علي أي نزوح أو تشريد مماثل نتيجة الصراعات المسلحة في التاريخ المعاصر. وبخصوص الوضع الأمني في مصر، كتبت صحيفة (الأخبار) تحت عنوان "التهاون والإهمال والتراخي وراء السماح بالغدر الإرهابي"، أن "لا أحد يستطيع أن يزعم أن هناك إمكانية لوقف العمليات الإرهابية الغادرة والخسيسة مائة في المائة، ومنها على سبيل المثال تفجير أبراج الكهرباء التي يقع الجانب الأكبر منها في مناطق نائية أو صحراوية"، مشيرة إلى أنه "رغم هذه الحقيقة إلا أن تكرار هذه الحوادث وبنفس الصورة يدفع إلى القول بأن هناك نوعا من التهاون والإهمال والتراخي في تأمين هذه المنشآت دون الاستفادة من تكرار نفس الحوادث وبنفس الأسلوب". وطالبت الصحيفة بمضاعفة الجهود الأمنية للوصول إلى العقول المدبرة لهذه الحوادث، حيث إن طرق الاستهداف والتنفيذ تدل على أن "الذين يقومون بها عناصر محترفة، وأنهم ليسوا غرباء عن قطاع الكهرباء تواصلا وعملا وهو الأمر الذي يجعلهم قادرين على اختيار أهدافهم لتحقيق التأثير المعنوي والاقتصادي". وفي موضوع ذي صلة، كتبت صحيفة (الأهرام) تحت عنوان "مع كل هجوم خسيس، يخسر الإرهاب وتكسب مصر"، أن تلك قد تكون خلاصة شاملة جامعة لمشهد يتكرر، "تتحول فيه جنازات الشهداء إلى مظاهرات غضب تطالب بالضرب بقوة على الإرهاب والإرهابيين بدون هوادة.. ويتأكد اليقين بأن الحرب ضد الإرهاب مضمونة ومنتهية، حين ترى مشاهد الرضا على أهالي الشهداء.. فهم يعرفون أن أبناءهم قدموا أرواحهم فداء للوطن والشعب، وأنهم استشهدوا في ساحة حق وهم مبعث فخر لأهاليهم وأحبائهم". وأضافت الصحيفة أن "المعركة محسومة.. وسينتصر الشعب لأنه يقف في فسطاط الحق في مواجهة باطل سيهزم ويزهق.. إن الباطل كان زهوقا". وفي موضوع آخر، كتبت جريدة (الجمهورية) في افتتاحيتها بعنوان "البرلمان .. إنجاز لن يتأخر"، أن إنجاز الحكومة للقوانين المعدلة لإجراء الانتخابات البرلمانية في أسرع وقت رغم بعض الدعوات لتأجيلها يؤكد أهمية إنجاز الاستحقاق الثالث والأخير لخارطة المستقبل رغم صعوبة التحديات الأمنية متمثلة في تصاعد الجرائم الإرهابية في سيناء وغيرها، والتحديات السياسية متمثلة في استمرار الخلافات والتراشقات بين الأحزاب والقوي السياسية حول نصيب كل منها في قوائم المرشحين. وقالت إن مصر، وهي ماضية في طريقها الذي رسمته ثورة 30 يونيو بداية من إقرار الدستور وانتخاب الرئيس والتمهيد لانتخاب البرلمان، "تقبل التحدي وتصمد أمام الإرهاب الذي يحاول إسقاط الدولة بأن تستكمل مؤسساتها رغم كل المصاعب، وتنتصر لإرادة الشعب الذي يريد دولة حديثة تقدمية تستعيد للوطن مكانته ورفعته وللمواطن حقه في الحياة الحرة الكريمة". وفي قطر، أبرزت صحيفة (الوطن) في افتتاحيتها أن كل الوقائع تشير حاليا إلى" صواب المواقف الخليجية والعربية في التعامل مع قضية اليمن، حيث أثبتت الوقفة القوية التي بادرت بها الدول الخليجية وانضمت إليها دول عربية، لحماية الشرعية الدستورية ومواجهة الانقلابيين في اليمن، بأن هذه الجهود سوف تستمر إلى حين إحقاق الحق، حيث لا يصح إلا الصحيح". وأوضحت الصحيفة انه في الأوقات السابقة "رفض الحوثيون كل النداءات للتراجع عن مخططات العنف التي نفذوها ظانين أنه لن يكون هنالك رد فعل قوي تجاه ما يفعلونه من قبل الدول الخليجية والعربية، إلى أن جاءت (عاصفة الحزم) لتشكل فعلا قويا متماسكا يعبر عن إرادة العمل الخليجي العربي المشترك والتي تضع لنفسها أهدافا معلنة وواضحة تتمثل في إعادة الشرعية الدستورية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وقيام حل سياسي واضح في اليمن ينبني على مخرجات الحوار الوطني وعلى أسس المبادرة الخليجية بشأن اليمن". وبمناسبة إحياء يوم الأسير الفلسطيني، الذي يصادف 17 أبريل من كل سنة، أكدت صحيفة (الشرق) في افتتاحيتها أن مطالبة المجلس الوطني الفلسطيني بتحويل قضية الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي إلى محكمة الجنايات الدولية، ومحاسبة إسرائيل على ما ترتكبه من جرائم ضد الإنسانية بحق الأسرى، هي "دعوة منطقية ويجب فرضها على أرض الواقع، عبر تشكيل لجنة وطنية قانونية، بالتعاون مع المنظمات الحقوقية العالمية، لإعداد ملف الأسرى الفلسطينيين وتقديمه للمحكمة الدولية". وشددت الصحيفة على ضرورة أن ترقى قضية الأسرى "فوق كل خلاف عربي أو فلسطيني، ويجب أن توحد الجهود العربية على المستوى الدولي للضغط على الاحتلال الذي يخالف كافة القوانين الدولية، بمحاكمة وأسر آلاف الفلسطينيين الذين يدافعون عن أرضهم وحقوقهم المغتصبة، وفقا لكافة الشرائع الدولية، في حين يكافأ الجنود والمستوطنون الذين قتلوا ونكلوا بأقارب الأسرى"، داعية إلى أن لا يكون العمل بشأن قضية الأسرى موسميا مرتبطا بيوم الأسير فقط. وتحت عنوان "الاتحاد الإفريقي ومأزق الانتخابات السودانية "، سجلت صحيفة (العرب) في مقال، أن الاتحاد الإفريقي "يعيش حاليا مأزقا بسبب التناقض الكبير بين الأهداف التي يتبناها في مواثيقه الأساسية وبين واقع دوله الأعضاء الذي يتناقض تماما مع تلك الأهداف التي تحملها وثائق تأسيسه"، مبرزة أن هذا التناقض تجلى بوضوح في موقف الاتحاد من الانتخابات السودانية وهو موقف سيتكرر في أي حالة مشابهة. وأوضحت الصحيفة أنه رغم استلام الاتحاد الإفريقي لتوصية لجنة الخبراء، التي شكلها رئيس الاتحاد بنفسه، والتي تقول إن "الشروط الضرورية لإجراء انتخابات شفافة وتنافسية وحرة ونزيهة، حسب القواعد التي اعتمدها الاتحاد الإفريقي غير متوفرة"، فإن الاتحاد الإفريقي قرر أن يرسل بعثة لمراقبة الانتخابات "ضاربا عرض الحائط بتوصية خبرائه". وسجلت الصحيفة أن الاتحاد الإفريقي "ظل يعيش هذا التناقض منذ نشأته، فهو يريد أن يرضي المجتمع الدولي وذلك عندما يتبنى أسس وقواعد ومعايير تتماشى مع الأسس التي اعتمدت عالميا، لكنه من ناحية أخرى يبقى صوت الأنظمة الشمولية التي يعج بها الإتحاد الإفريقي هو الأعلى في أروقته، ولذلك فإنه يقرر الشيء ونقيضه في آن واحد لأنه قد تحول إلى ما يشبه النادي الخاص لرؤساء الدول الشمولية". وبالإمارات، كتبت صحيفة (الاتحاد)، على هامش إقرار مجلس الأمن الدولي لقرار حول اليمن، أن روسيا "التي "تحسن استغلال المواقف وعدم إغضاب الأطراف التي لديها مصالح ضخمة معهم، قد اختارت عدم استخدام حق النقض (الفيتو) حتى لا تغضب الجانب العربي المؤيد ل(عاصفة الحزم) التي تقودها المملكة العربية السعودية، خاصة أنه يلوح في الأفق مؤشرات لوجود تعاون روسي محتمل مع دول المنطقة الهامة، على المستويات الاقتصادية والتجارية والسياسية". وأشارت في الوقت نفسه، إلى أن موسكو تفادت إغضاب طهران، الداعم الرئيسي للمتمردين الحوثيين، نتيجة عدم استخدام (الفيتو)، وذلك من خلال تجديد عقد تسليم الصواريخ التي دفعت طهران ثمنها سابقا، معتبرة، في دعم سياسي واضح، أن إيران أحرزت تقدما في المفاوضات النووية. وتوقعت (الاتحاد) أن تكون موسكو قد أطلعت واشنطن وتل أبيب على القرار، الذي لن تستطيع أن تعارضه الولاياتالمتحدة بقوة، بسبب التقارب الإيراني الأمريكي الحالي، طمعا في إحراز مزيد من النجاح في ما يتعلق بالاتفاق النووي. أما صحيفة (البيان)، فخصصت افتتاحيتها، لتقديم جمال بنعمر استقالته من مهمته كموفد خاص للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى اليمن، مؤكدة أن "الرجل لم يتخل عن شيء عمليا، لأن مهمته كانت عبثية، بمعزل عن الأسباب والظروف التي رافقت المهمة الدائرية، أو الاستقالة منها بعد مرور يومين فقط على تجديد مجلس الأمن الثقة به لمواصلة +المهمة+". وأشارت إلى أن الرجل كان يتنقل بين الأطراف اليمنية "مكوكيا، تحت عنوان، استكمال تنفيذ المبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني التي توصل إليها اليمنيون، وبدا أن المهمة تسير في الاتجاه الصحيح، إلى أن خرج الحوثيون من مناطقهم، وراحوا يجتاحون المحافظات ويحتلون العاصمة والمؤسسات الحكومية، من دون أن ينبس مبعوث الأممالمتحدة بأي كلمة، سوى الكلام عن استمرار الحوار، الذي أصبح بلا قيمة وبلا أي معنى، تحت سوط الأمر الواقع الانقلابي". وخلصت الصحيفة إلى أن الآمال معقودة الآن "على المبعوث الجديد، فلعله يشق طريقه بالآليات ووفق الأسس التي أصبحت واضحة، وملخصها، عودة الشرعية لليمن بكل أركانها". وفي موضوع مختلف، أكدت صحيفة (الخليج) في افتتاحيتها، على هامش تخليد يوم الأسير، أن الأسرى الفلسطينيين لا يحتاجون إلى يوم حتى يتذكرهم وطنهم وأهاليهم، فهم في عقولهم وفي قلوبهم مع دوران الأيام . وأبرزت أن الأسرى الفلسطينيين لا يختلفون عن بقية شعبهم سوى أنهم في زنزانات صغيرة ضمن السجن الكبير الذي يسجن فيه الشعب الفلسطيني داخل الأرض المحتلة، " فالشعب الفلسطيني أسير في أرضه مقيد في حركته يواجه عنف الاحتلال في ذهابه وإيابه. وهو يتعرض لقسوة السجان وظلمه كما يتعرض الفرد الأسير في زنزانته. كلاهما يذوق مرارة السجن وأهواله". ولاحظت أن السجان يزداد جنونا، لأنه يرى أن بعد كل اعتقال يزداد التحدي لقوانينه، والتمرد ضد احتلاله. ولذلك يزداد عنفه داخل الزنازين الصغيرة والكبيرة معا. فمع الخوف الذي يصاحب الاحتلال تنمو الرغبة في إذلال الضحايا. وكما يبتكر السجان القوانين والإجراءات من أجل مضايقة الناس في معيشهم اليومي، يتعاظم ابتكاره داخل الزنزانات الصغيرة لأساليب التعذيب، مضيفة أن "السجان في حالة عجب دائما، فكلما ازدادت قسوته ازدادت المقاومة لإجراءاته وتعاظم التحدي لاحتلاله". وفي الأردن، كتبت صحيفة (الغد)، في مقال بعنوان "السياحة والغلاء وذنوب الحكومة"، أن وزير السياحة الأردني نايف الفايز أقر، في تصريحات له، بأن مؤشرات قطاع السياحة "تهبط بسرعة غير مسبوقة"، معتبرة أن ما تمر به المنطقة قد يكون وراء تدهور هذا القطاع، "لكن السياسة الحكومية فاقمت الأزمة، بدل أن تساعد على احتوائها. والضرائب التي تفرض على التذاكر، ورسوم المطار، جعلت الرحلات إلى الأردن غير منافسة أبدا لشركات ومكاتب السياحة والسفر". وحسب الصحيفة، فإن الظروف المحيطة "لا تفسر وحدها تدهور الحال"، ويجب على الحكومة أن تضع، ببساطة، جدولا مقارنا للأسعار في القبلات السياحية المعهودة، وتقرر خفض الكلف، فوكالات السياحة والسفر هي التي تتحكم أساسا في السياحة، "وما دامت الأسعار بهذا المستوى، فهي وببساطة، ستضرب صفحا عن الأردن مهما فعلنا ومهما أنفقنا للترويج للسياحة. ويجب التخلي عن النظرة المالية الضيقة والمباشرة للمردود على الخزينة". ومن جهتها، قالت صحيفة (الرأي)، في مقال لها، إن المستهلكين في المدن يشكون من ارتفاع أسعار الخضار والفواكه، ويشكو المزارعون في منطقة الأغوار من انخفاض أسعار الخضار والفواكه على باب المزرعة، "الأمر الذي يوحي بأن الوسطاء هم الذين يستغلون المنتج والمستهلك، ويحققون أرباحا مبالغا فيها تبرر التدخل لإعادة الأمور إلى نصابها". ورأت الصحيفة أن الوسطاء يقومون بوظيفة حيوية، وبدونهم لا يقوم المزارع بالإنتاج ولا يحصل المستهلك على الخضار والفواكه التي يحتاجها، "وأي تهجم على الوسطاء يقع في باب الغوغائية". واعتبرت أن ما يحدث في سوق المنتجات الزراعية "ليس مؤامرة أو تواطؤا بين الوسطاء، بل نتيجة عوامل العرض والطلب في السوق، وعلى المنتج أن يرضى بنصيبه المتواضع وعلى المستهلك أن يتحول من صنف ارتفع سعره إلى آخر مما انخفض سعره أو لم يرتفع". وفي البحرين، كتبت صحيفة (أخبار الخليج) أن الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح بدا هو وأعوانه وحلفاؤه الحوثيون "يجرون هنا وهناك بحثا عن مخرج بعد أن تشتتوا وضاقت بهم السبل"، مضيفة أن الحال كذلك مع إيران التي "كانت تهدد بالويل والثبور وعظائم الأمور"، وخففت لهجتها وصارت تتحدث عن أنها ستضغط على الحوثيين من أجل القبول بما هو مطلوب منهم من أجل الوصول إلى حل. وأشارت إلى أن المخلوع صالح والحوثيين "معروف تاريخهم في اليمن وكيف نكثوا كل الوعود والاتفاقات"، وكلما وقعوا اتفاقا قاموا في اليوم التالي بالهجوم على منطقة جديدة والاستيلاء عليها، مؤكدة أنه يجب أخذ الحذر من هؤلاء "فلعلهم بعد أن تشتت شملهم يريدون إعادة لم الشمل وإعادة رص صفوفهم التي تمزقت من أجل جولة أخرى وغدر آخر". وخلصت (أخبار الخليج) إلى أنه من المهم ألا يتم تصديق هؤلاء القوم "إلا إذا سلموا بكل ما تريده (عاصفة الحزم) منهم، من دون قيد أو شرط، بدءا من الخروج من المناطق التي احتلوها إلى تسليم الأسلحة التي استولوا عليها وكل البنود الأخرى المطلوبة منهم". وفي مقال بعنوان "الخليج العربي (الحازم) وفن تقليم الأظافر"، قالت صحيفة (الوطن) إن إيران تواجه ضربة أخرى اليوم بصدور قرار مجلس الأمن الدولي الذي بارك خطى المملكة العربية السعودية وحلفائها في اليمن، ويؤيد (عاصفة الحزم) عبر التأكيد أنه لا مناص من تطبيق الفصل السابع بما يتيح استخدام القوة في اليمن لما تعرضت له من تهديد كاشف لأمنها واستقرارها، ومحاولة فاضحة للاعتداء على شرعية نظامها القائم. وأضافت أن قرار مجلس الأمن كان بمثابة "القشة التي قصمت ظهر البعير، وصفعة أممية لإيران عقب (صفعة الحزم) القاضية"، وجاء استجابة "لاستفاقة عربية ساخنة بعد استنفاد الصبر، وطول غياب للإرادة الوحدوية المشتركة، بما يصب في قطع سبل تحقيق الطموح الإيراني في المنطقة وخصوصا اليمن". وترى الصحيفة أن ما حققته (عاصفة الحزم) من نجاحات متتالية، أجبر المجتمع الدولي على التعامل إيجابيا مع العملية، والتأكيد على حق العرب في حماية أمن المنطقة وهويتهم العربية التي "لطالما حاولت إيران انتزاعها بكافة الطرق"، وأن المفاخر التي أضافتها هذه العملة العسكرية للتاريخ الخليجي الحديث والمعاصر، "تستنهض الطموح العربي لاستعادة أمجاد العرب الآفلة، بقيادة سعودية وشرف خليجي مستحق (...)". وفي مقال بعنوان "الحوثيون وباب المندب"، أبرزت صحيفة (البلاد) أهمية مضيق باب المندب الاقتصادية والأمنية بحكم موقعه الاستراتيجي حيث يطل على أهم ممرات النقل والمعابر على طرق البحر بين بلدان أوروبا والبحر المتوسط والمحيط الهندي وإفريقيا، ويسمح ممره لمرور أنواع شتى من السفن وناقلات النفط بيسر على محورين متعاكسين متباعدين، وتمر فيه أكثر من 21 ألف قطعة بحرية سنويا، و3ر3 ملايين برميل من النفط. وقالت إن الحوثيين يسعون خلال انقلابهم على الشرعية السياسية اليمنية أن يفرضوا سيطرتهم على باب المندب بتوجيه وأمر من إيران التي تدعم القوات الحوثية المتمردة، إلا أن الرد الحاسم من (عاصفة الحزم) "أصاب حلم الاثنين في مقتل"، محذرة من أن "تفكير الحوثيين فقط في الاستيلاء على باب المندب سيكون إعلانا لمقبرتهم، وهم يعلمون جيدا أنهم سيواجهون بقوة عسكرية دولية ربما تقضي عليهم للأبد، ووقتها لن يساندهم أحد ولا حتى إيران الغارقة في مشاكلها الداخلية والإقليمية والدولية". واعتبرت (البلاد) أنه لا توجد ورقة أخرى أو أخيرة للحوثيين سوى الإذعان لقرارات (عاصفة الحزم) والقرارات الدولية، مشددة على أن مضيق باب المندب "سيبقى البوابة الجنوبية للبحر الأحمر والمدخل الجنوبي لقناة السويس سدا منيعا ضد التدخلات الأجنبية، وكذلك اليمن بشماله وجنوبه سيعود لليمنيين سالما آمنا (...)، عربي الوجود والسيادة والهوية، في حضن أجندات تخدم اليمنيين ومشروعهم المستقبلي الوطني الديمقراطي القومي الطامح لبناء دولة يمنية مدنية حديثة". وفي لبنان، اهتمت الصحف بمحاكمة قناة (الجديد) اللبنانية بلاهاي، وبقضية المخطوفين العسكريين اللبنانيين لدى التنظيمات الإرهابية، وبالحوار بين الفريقين الشيعي والسني (حزب الله) و(تيار المستقبل)، إذ كتبت صحيفة (الجمهورية) أن هذا الحوار مستمر، كما أن "التصعيد في سجالاتهما حول الأزمة اليمنية والموقفين الإيراني والسعودي منها مستمر أيضا". وأشارت إلى أن راعي الحوار، رئيس مجلس النواب، نبيه بري، يحاول أن "يوقف هذا السجال، أو على الأقل، أن يخفف من حدته ونبرته على قاعدة (أضعف الإيمان)"، قائلة إن المراقبين يعتقدون أن "التصعيد لن يتوقف إلا بعد صيرورة الأزمة اليمنية إلى حوار بين أطرافها"، وهو ما تبين، أن "بري يبذل جهودا كبيرة بعيدا من الأضواء لتحقيقه". وبعد أن أشارت إلى "الخواتيم الإيجابية" المرتقب تحققها خلال الأيام القليلة المقبلة على خط التفاوض مع خاطفي العسكريين في تنظيم (جبهة النصرة)، قالت صحيفة (المستقبل) إن المراقبين "يترصدون حاليا الأنباء المتعلقة بمآل عملية المفاوضات على جبهة العسكريين الأسرى لدى تنظيم (داعش) في ظل ما يحيط هذه العملية من ضبابية وشح في المعطيات". وفي هذا السياق، كشفت الصحيفة نقلا عن "مرجع رسمي"، أن هناك "بداية أخذ ورد تشوبها بعض الصعوبات والعقبات على خط التفاوض مع (داعش)"، باعتبار أن ملف التفاوض مع هذا التنظيم "أكثر تعقيدا" من ذلك الجاري مع (النصرة) لعدة أسباب أبرزها، حسب المرجع، أن تنظيم (داعش) يعمد إلى "رفع سقف مطالبه إلى حد الشروط التعجيزية لإطلاق العسكريين الأسرى لديه". ومن جانبها، أولت صحيفة (السفير) اهتمامها بمحاكمة قناة (الجديد) والصحافية كرمى الخياط أمام المحكمة الخاصة بلبنان بلاهاي (خاصة بالتحقيق في مقتل رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري) بتهمة تسريب معلومات عن شهود. وقالت: "بالأمس، كانت كرمى بإطلالتها وكلماتها، هي (قاضية القضاة)، أما الجالسون قبالتها من +أصدقاء + المحكمة الخاصة بلبنان وقضاتها وموظفيها، فقد كانوا كالقابعين في قفص اتهام أو كالواقعين في حفرة عميقة". وأضافت أن كرمى أصدرت قرارا "اتهاميا مذيلا بتوقيع الشعب اللبناني كله، تحدثت باسم الغيارى على السياسة والسيادة والحرية والقضاء ولقمة العيش، تحدثت باسم كل ضحايا الاعتداءات الإسرائيلية والوصايات المتتالية من الزمن العثماني حتى يومنا هذا...انقلبت الأدوار في لاهاي". وأشارت إلى أن أدلة الادعاء وحججه "ضعيفة، انتفاء المسؤولية الجرمية، خرق الإجراءات القانونية، نصب كمائن مكشوفة، كلها بدت هينة أمام كرمى خياط وفريق الدفاع عنها، ذلك أن الرأي العام اللبناني أصدر حكمه المبرم على المحكمة سلفا".