تفاعل عبد الإله الخضري، مدير المركز المغربي لحقوق الإنسان، إيجابا مع مداخلة المحجوب السالك، زعيم تيار "خط الشهيد"، المعارض لجبهة البوليساريو الانفصالية من داخل مخيمات تندوف، وذاك خلال الندوة التي نظمها، أول أمس، مركز هسبريس للدراسات والإعلام. وأشاد الخضري، في تصريحات لهسبريس، بما وصفه "الموضوعية والصراحة التي اتسم بها خطاب السالك"، مبرزا أنهم كنشطاء في الCMDH لا ينكرون الأخطاء المقترفة في تدبير ملف الصحراء منذ بداية الاستقلال إلى غاية اليوم، سواء سياسيا أو حقوقيا أو اقتصاديا أو اجتماعيا. ودعا المتحدث الساسة إلى "ممارسة النقد الذاتي فيما بدر من بعض المسؤولين، وما مورس في حق إخواننا في الصحراء"، مضيفا أنه "علينا كذلك الاعتراف بأن سياساتنا العمومية في معالجة القضية ساهمت، بإرادة سياسية أم بدونها، في إطلاق يد بعض النافذين في مؤسسات الدولة للاغتناء على حساب الساكنة". وزاد بأن هذه السياسة أفضت إلى صناعة اللوبيات الفاسدة، والزعامات الفاقدة للشرعية الديمقراطية وللمشروعية القانونية والاجتماعية، التي لم تبرع سوى في استعباد البشر، والاستحواذ على الثروة، وتجييش الحشود الوهمية، ما أعطب المسير نحو الديمقراطية، كما غذى سياسة خصوم المغرب في تعقيد النزاع المفتعل في الصحراء". واسترسل الناشط الحقوقي ذاته بأن "محاولات المسؤولين الجزائريين في أروقة الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي في الآونة الأخيرة، وإعطاءهم لملف الصحراء أولوية قصوى، خير دليل على تورطهم في هذا المنحى غير السليم" على حد تعبيره. وطالب مدير المركز الحقوقي النخب السياسية والحقوقية والجمعوية الجادة والمسؤولة، التي لم تتورط في نهب خيرات البلاد والعباد، ولم تسئ إلى قضية إخواننا الصحراويين ومطالبهم العادلة في ضمان فرص العيش الكريم، مد جسور الود والتعاون معهم، والعمل سويا من أجل صالح الوطن". وتابع بأنه "لا ينفع التباكي على ماض مرير بأخطائه، ولن ينفع التمادي في تجاهل حقوقهم المشروعة في الديمقراطية وحقوق الإنسان، وذلك من أجل تحقيق التنمية العادلة، والنهضة الشاملة، التي يقطف الجميع ثمارها، ولا تكون حكرا على إقطاعيين نهبوا الاقتصاد واحتكروا السياسة، فبات المواطن على هامش المشهد، يتجرع شظف العيش، ويتحسر على نزيف وطن".