بقاعة علال الفاسي بالرباط، تتنافس ثمان فرق مغربية قادمة من ثمان جهات مختلفة على الجائزة الكبرى للمهرجان الوطني لمسرح الشباب الذي تنظمه وزارة الشبيبة والرياضة. المهرجان ليس حدثًا عاديًا في مسار النوادي المسرحية الهاوية، بل هو أكبر مسابقة رسمية خاصة بها في المغرب، تواجه من أجل بلوغها الكثير من العراقيل، وتخوض من أجلها إقصائيات مكثفة. فخلال إقصائيات هذا المهرجان الذي يصل هذا العام دورته العاشرة منذ إطلاقه في عهد الاتحادي محمد الكحص، شارك 183 ناديًا مسرحيًا من كافة أنحاء المغرب في الدور الإقليمي، ليتقلّص العدد في الدور الجهوي، ويصل إلى 55 ناديًا، ثمانية نوادي منها هي التي استطاعت الوصول إلى النهائيات. المدن التي استطاعت تحقيق إنجاز التأهل إلى هذه المرحلة، هي طنجة-أصيلة، وتازة، وفاس، والرباط، وبن سليمان، وأيت أورير، وأولاد تايمة، والعيون. ولحد اليوم الرابع من المهرجان الذي بدأ في السادس من هذا الشهر وينتهي في الثاني عشر منه، تقارب مستوى العروض بشكل صعّب من مهمة لجنة التحكيم، الذي ستجد نفسها في ورطة حقيقية لاختيار الأسماء الفائزة. تقول فاطم الزهراء أحرار، عضو لجنة التحكيم:" سنصل إلى مرحلة لن نستطيع معها اختيار الفائزين، فالمستوى متقارب لدرجة كبيرة. لا أملك سوى أن أشكر الوزارة على مساعدتها هذه الطاقات المسرحية الشابة، فالجهد الكبير الذي تبذله كل الفرق، يجعلني أبتهج لاستمرار الشباب المغربي في تقديم كل هذا الإبداع رغم قلة الموارد". وتضيف أحرار في تصريحات لهسبريس:" فوجئت عندما علمت أن العديد من الفرق تنجز أعمالها من جيوب أفرادها لأجل الوصول إلى هذا الدور. الشيء الجميل في الجوائز هو تنوّعها وكثرتها، إذ يمكن تتويج أكبر عدد من الفرق، وهذا هو ما يشكّل لنا العزاء في هذه المسابقة، فمن الصعب جدًا على شباب قدموا من مدن بعيدة، وقدّموا أعمالًا مميزة، أن يعودوا خاليي الوفاض". قلة الموارد التي تحدثت عنها أحرار، تظهر جليًا في حديث الكثير من الفرق المشاركة لهسبريس، فهناك منها من تعاني لأجل توفير ثمن التنقل إلى الرباط، وهناك فرق أخرى لم تعد تفكر في المشاركة بسبب هزالة قيمة الجوائز، خاصة وأنها ليست جوائز مادية، بل تتمحور حول أدوات تقنية. في هذا الصدد، يشير عبد الإله صبور، المكلّف بملف المسابقة داخل وزارة الشباب والرياضة:" لقد دأب المهرجان على تقديم جوائز تقنية، ما دامت الميزانية المرصودة، وتوجّه الإدارة، يبتغيان مساعدة هذه الفرق في التوّصل بآليات تقنية قد لا تجدها في مدنها. زد على ذلك، أن المهتمين بدعم الأعمال الفنية في المدن والأقاليم والجهات، يدعمون هذه الفرق كي تصل إلى الرباط، ما دامت تمثلها". ويستطرد صبور:" الأهم في هذا المهرجان، هو التراكم الذي يحققه، فما نلاحظه هو تطوّر مستوى مجموعة من الفرق التي تشارك معنا منذ الدورات الماضية. الوزارة تقوم بكل جهدها من أجل دعم الشباب العاشق للمسرح، وقد استطاعت أن تجعل من هذا المهرجان موعدًا يهتم به كل هواة المسرح من مختلف مدن المملكة".