تشهد اليوم مقاطعة الأندلس استحقاقات تشريعية سابقة لأوانها، جاءت نتيجة تزايد الخلافات بين أطراف التحالف الحكومي خاصة بعد قرار النائب "دييغو بلديراس" عن حزب اليسار الموحد، القاضي بالقيام بزيارة رسمية لمخيمات تندوف، الشيء الذي لقي رفضا من طرف رئيسة حكومة الأندلس سوسانا دياث عن الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، كون "المبادرة الغير المحمودة ستتسبب في أزمة دبلوماسية مع المغرب، وستعكر صفو العلاقات الثنائية الجيدة"، وفق تعبيرها. وقد شرع المواطنون الأندلسيون في الإدلاء بأصواتهم بكثافة منذ الساعة ال9 من صباح اليوم، بمراكز التصويت المخصصة لهذا الغرض، والتي أقيمت بمختلف المؤسسات الإعدادية، ولم تمنعهم الأجواء الباردة والممطرة في جميع مدن مقاطعة الأندلس من ممارسة حقهم الدستوري في أجواء "جد عادية لم تشهد أية أحداث تذكر لحدود الساعة"، وفق تصريح وزير العدل والشؤون الداخلية لحكومة الأندلس إميليو دي ييرا. ووفق وزير العدل والشؤون الداخلية فإن "جميع مراكز التصويت فتحت أبوابها في التوقيت المحدد، باستثناء مركزين اثنين خالفا الموعد بنصف ساعة تقريبا لأسباب تقنية خارجة عن إرادتهما، على أساس أن يغلقا أبوابهما في حدود الساعة ال8 والنصف، ويتعلق الأمر ببلدية "مورو ندي فرونتيرا" و"فوينتي أبيخونا" بقرطبة، على غرار باقي المراكز التي ستنهي العملية في حدود الساعة الثامنة ليلا". وقد فتح في وجه المواطنين ما عدده 9873 مركز تصويت موزع على 3835 مؤسسة إعدادية بكل من مدينة "خايين" و"مالقا" و"قاديس" و"سيبيا" و"غرناطة" و"ويلبا" و"ألميريا"، كما دعي 6.496.685 ناخب أندلسي للإدلاء بأصواتهم اعتبارا من الساعة التاسعة صباحا، أي بارتفاع نسبته 1.4 في المائة مقارنة مع استحقاقات 2012، بينهم 209.768 من المهاجرين الأجانب، و 245.202 يشاركون بصوتهم لأول مرة. وقد أعلن إميليو دي ييرا، في حدود الساعة الواحدة والنصف من زوال اليوم، أن نسبة المشاركة في جميع مراكز التصويت بتراب أندلسيا بلغت 33.95 في المائة بشكل إجمالي، أي بزيادة بلغت 4.66 في المائة مقارنة مع الاستحقاقات الماضية، وهي كالتالي: في مدينة "ألميريا" بلغت نسبة المشاركة 32.89 في المائة، "قاديس" 31.14 في المائة، "قرطبة" 35.96 في المائة، "غرناطة" 34.80 في المائة، "ويلبا" 30.80 في المائة، "خايين" 36.76 في المائة، "مالقا" 32.22 في المائة وأخيرا "سيبيا" 35.92 في المائة. تصريحات سياسيّة قال مارتين دي لا إيران، عن حزب الإتحاد التقدمي والديمقراطية، إن المواطنين اليوم "سيقومون بخطوة إلى الأمام في تاريخ مقاطعة أندلسيا"، داعيا "الأندلسيين إلى المشاركة بكثافة للتقرير في مستقبل من سيحكمهم". وأضاف مارتين، في تصريحات لوسائل إعلام محلية إسبانية بعد الإدلاء بصوته، بأنه يتوجب "على الناخبين إظهار رغبتهم في تحقيق الديمقراطية عن طريق المشاركة المرتفعة"، رغم أن استطلاعات الرأي تستبعد دخوله قبة البرلمان. في مقابل ذلك، قالت تيريثا رودريغيث مرشحة حزب بوديموس، أنها "منذ اللحظة الأولى من مشاركتها في غمار هذه الاستحقاقات أدركت حجم المسؤولية الملقاة على عاتقها، ووعدت بإحداث تغيير ملموس في المشهد السياسي"، كما دعت المواطنين إلى المشاركة بكثافة وبرغبة وأمل في المستقبل. وأضافت مرشحة حزب بوديموس، المناوئ لقضية الصحراء المغربية، أنها تحملت مسؤولية ترشيحها في هذه الانتخابات التشريعية بكل جدية، وأنها تعيي جيدا ما ينتظرها، "لأنه حان الوقت لاتخاذ مجموعة من القرارات لإنهاء التراجع الملحوظ في مجال الحقوق الاجتماعية وتفشي الفقر". وأدلى أنطونيو ماييو مرشح حزب اليسار الموحد الذي تسبب في خلافات داخل الائتلاف الحكومي، بصوته في حدود الساعة ال11 صباحا، وقال في تصريحاته لوسائل الإعلام المحلية الإسبانية أن" على المواطنين استغلال هذه الفرصة المهمة والمشاركة بكثافة لإنقاذ مقاطعة أندلسيا من الأزمة، ولتعزيز مشروع مستقبلي يعود بالنفع على جميع الساكنة". في حين، وجه خوان مانويل مورينو بونييا، مرشح الحزب الشعبي، رسالة شكر إلى كل من ساهم في "جعل هذا الاستحقاق يمر في أجواء جد عادية وناجحة"، داعيا الناخبين الأندلسيين إلى المشاركة بكثافة والولوج إلى مراكز التصويت لممارسة حقهم الدستوري. في غضون ذلك، تمنى مرشح الحزب الشعبي، حظا سعيدا لكل القوى السياسية المشاركة في الاستحقاق ولحزبه بشكل خاص، كما عبر عن فرحه كونه يشارك لأول مرة، وأنه في استعداد لإحداث تغيير في أندلسيا في حال فوزه. بمقابل ذلك، أكدت سوسانا دياث عن الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، أنه "نواجه تحدي تاريخي وسنكون في المستوى المعهود والأندلسيين سيقررون لصالحنا، وأندلسيا حققت أشياء مهمة وسمع صوتها بقوة داخل إسبانيا، وتعيش هذه اللحظة بكثير من الشغف، باعتبارها فرصة يعبر فيها الأندلسيون بكل حرية في اختيار من يسير شؤونهم، لبدء مرحلة جديدة ".