خصصت الصحف الصادرة، اليوم الخميس، بأمريكا الشمالية عناوينها الرئيسية للحديث عن استعادة الجيش العراقي لمدينة تكريت وللتقرير الذي أدان شرطة فيرغسون بولاية ميسوري وللفضيحة الجديدة التي تعصف بجهاز الخدمة السرية المسؤول عن حماية الرئيس أوباما، وللانتقادات التي وجهتها المعارضة بكندا لمشروع قانون محاربة الإرهاب. وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (لوجورنال دي مونريال) أن القوات الموالية للحكومة العراقية، حسب الرواية الرسمية، على وشك استعادة مدينة تكريت من أيدي جماعة "الدولة الإسلامية"، معتبرة أن هذا الانتصار سيؤدي إلى رفع معنويات القوات العراقية وإظهار أن هزيمة هذا التنظيم ممكنة بنهج "الاستراتيجية الملائمة". وخلصت إلى أن تحرير تكريت بالرغم من اعتباره انتصارا، فإنه لا يعني أن الفوز في الحرب ضد الجماعة المتطرفة التي تستخدم استراتيجية حرب العصابات، أمر قريب التحقق. من جانبها، أشارت صحيفة (واشنطن بوست) تحت عنوان "القوات العراقية تدخل تكريت المحاصرة من قبل الجهاديين" إلى أن القوات العراقية تأمل في أن تسجل أخيرا انتصارا ضد جماعة "الدولة الإسلامية" التي تسعى لإشعال حرائق جديدة في العراق وسورية المجاورة. وأضافت الصحيفة أن هجوم القوات الحكومية العراقية الذي انطلق منذ عشرة أيام يهدف إلى تحرير تكريت التي توجد في أيدي الجهاديين منذ شهر يونيو الماضي، مشيرة إلى إظهار التلفزيون العراقي لمدنيين يحيون وصول القوات الموالية الحكومة. وأبرزت أن الجنود وضباط الشرطة وأفراد وحدات التجنيد الشعبي، وهي قوة شبه عسكرية تتكون أساسا من الميليشيات الشيعية، سيطروا على جزء كبير من حي القادسية. وأشارت الصحيفة إلى أن إدارة أوباما رحبت بعملية تكريت كدليل على ان استراتيجية واشنطن بالمنطقة تعمل بشكل جيد. نفس الصحيفة عادت للحديث عن سلسلة الحوادث التي همت جهاز الخدمة السرية، الذي يعد وحدة النخبة يضم 6500 شخص من الجنسين مكلفين بحماية الرئيس الأميركي، وذلك إثر اصطدام عنصرين من الجهاز كانا في حالة سكر بين بالحواجز الأمنية المثبتة أمام البيت الأبيض. وذكرت الصحيفة أن جوزيف كلانسي، الذي عينه باراك أوباما منتصف شهر فبراير الماضي كمدير جديد على راس الجهاز، أقر أمام الكونغرس بأن جهاز الخدمة السرية "لم يقم بعمله على الوجه الأكمل" وقدم وعودا بأنه سيقوم بتغييرات جذرية . وأشارت يومية (واشنطن بوست) إلى أن سمعة جهاز الخدمة السرية المرموق قد اهتزت بالفعل في السنوات الأخيرة بسبب الفضائح المتعلقة بالدعارة والكحول، وخاصة عندما تمكن رجل يحمل سكينا، الخريف الماضي، من تسلق البوابة المحيطة بحدائق البيت الأبيض والولوج إلى قاعة الاستقبال قبل أن يلقى عليه القبض. من جهتها، اهتمت صحيفة (نيويورك تايمز) بالتقرير الذي أدان بالتفصيل ممارسات الشرطة العنصرية التي أصبحت روتينية مما دفع بقائد شرطة فيرغسون (ولاية ميسوري، وسط الولاياتالمتحدة)، التي كانت مسرحا لأعمال الشغب في الصيف الماضي بسبب مقتل شاب أسود على يد أحد ضباط الشرطة، إلى تقديم استقالته . وفي نفس السياق، ذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) أنه ساعات قبل إعلان استقالة قائد شرطة فيرغسون، أصيب شرطيان بجروح خطيرة عند نهاية مظاهرة مناهضة للعنصرية تدعو إلى إجراء مزيد من الإصلاحات. وبكندا، كتبت صحيفة (لودروا) أن رئيس الوزراء، ستيفن هاربر، استوعب جيدا الدروس السياسية المستقاة من المقولة "فرق تسد"، مشيرة إلى أن حزب المحافظين، في السلطة، يعمل على الاعتماد على الخوف من أجل إعطاء دفعة لحملته الانتخابية المقبلة بعد فشله في اللعب بورقة الحكم الرشيد بسبب عدم تمكنه من تحقيق فائض في الميزانية نتيجة انخفاض اسعار البترول حيث يريد الظهور بمظهر الحزب الوحيد القادر على حماية البلاد من المجرمين ومن تهديد الجهاديين والإرهابيين على اختلاف مشاربهم. واشارت الصحيفة، بهذا الخصوص، إلى أنه إذا كان الليبراليون والديمقراطيون الجدد لا يترددون في التنديد بشدة بتجاوزات حكومة هاربر واستغلالها الخوف لتمرير مشروع قانون الإرهاب، إلا أنهما لم يستطيعا تشكيل جبهة موحدة ضد المحافظين مما يفتح المجال أمام إعادة انتخابهم، لافتة إلى أن جاستن ترودو، زعيم الليبراليين أكد أنه سيصوت لصالح القانون بعد إدخال تعديلات عليه. من جانبها، تطرقت صحيفة (لودوفوار) إلى الانتقادات التي تعرضت لها الحكومة الاتحادية بعد تقديمها يوم الأربعاء مشروع قانون يهدف إلى عدم استفادة بعض المجرمين من السراح المشروط قبل قضاءهم مدة لا تقل عن 35 سنة في السجن وإسناد دراسة أي طلب للإفراج المشروط إلى مجلس الوزراء، مشيرة إلى أن الحزب الدمقراطي الجديد اعتبر المسطرة الجديدة تسييس لعملية السراح المشروط في حين تساءل زعيم الحزب الليبراليين، جاستن ترودو، عن ما إذا كان القانون الجديد سيضيف شيئا مفيدا للنظام القضائي أو هو مجرد استغلال لأغراض انتخابية. في الشأن الكيبيكي، تناولت صحيفة (لابريس) المواجهة التلفزية بين رجل الأعمال وقطب الاعلام في كيبيك، بيير كارل بيلادو، الأوفر حظا لزعامة الحزب الكيبيكي حسب استطلاعات الرأي لخلافة بولين ماروا، ومنافسيه وذلك في أفق الانتخابات الداخلية لزعامة الحزب الكيبيكي. وبالدومينيكان، توقفت صحيفة (إل كاريبي) عند تقرير البنك الدولي الذي أصدره أمس الأربعاء بخصوص وضعية الاقتصاد حيث طالب من السلطات تبني سلسلة من الإصلاحات لتحسين مناخ الأعمال وتعزيز تنافسية المقاولات والرفع من جودة المنتوجات الفلاحية وتنويع الأسواق حيث أن 70 بالمئة من الصادرات تتجه نحو الولاياتالمتحدة وهايتي، مشيرا إلى التطور الكبير الذي عرفه الاقتصاد الدومينيكاني خلال السنين الأخيرة حيث انتقل من اقتصاد تعتمد صادراته بشكل أساسي على صناعة النسيج إلى اقتصاد متنوع يشمل الكيماويات والأحذية والمعدات الطبية والصناعة الغذائية. من جانبها، كتبت صحيفة (ليستين دياريو) أن وصول دانييل سوبليس، السفير الجديد لهايتي إلى سانتو دومينغو لمزاولة مهامه سيعطي دفعة قوية للعلاقات بين البلدين وسيعول عليه من أجل الاستفادة من خبرته الطويلة لتطوير العلاقات بين الدومينيكان وهايتي بعد الأزمة الدبلوماسية الأخيرة، مبرزة أن الدبلوماسي سيعمل على تحديد أسباب أوجه القصور في الخدمات القنصلية كما سيعمل على تسريع وتيرة حصول المهاجرين الهايتيين المقيمين بالدومينيكان بصفة غير شرعية على الوثائق المطلوبة للاستفادة من خطة تسوية وضعية الأجانب. وببنما، نقلت صحيفة (لا برينسا) عن المراقب العام للجمهورية، فيديريكو هومبرت، أن افتحاص ممتلكات وزير التنمية الاجتماعية في الحكومة السابقة، غييرمو فيروفينو، أشار إلى احتمال وجود تهمة الاغتناء غير المشروع، موضحا أن التقرير الذي أعده فريق المدققين سيقدم إلى المدعي العام للجمهورية اليوم الخميس، خاصة وأنه يتضمن عناصر كافية لفتح تحقيق معمق من طرف النيابة العامة المكلفة بمحاربة الفساد. في السياق ذاته، أشارت صحيفة (لا إستريا) إلى أن اتهامات الفساد المتبادلة بين الصديقين السابقين والعدويين الحاليين، الرئيس المنتهية ولايته ريكاردو مارتينيلي ووزير الشؤون الرئاسية السابق ديميتريو جيمي باباديميتريو، فتحت الباب أمام مزيد من التساؤلات حول طريقة تدبير الشأن العام خلال الحكومة السابقة، مضيفة أن المواطنين في انتظار مزيد من التوضيحات بهذا الشأن.