وصفت جريدة "لوموند" الفرنسية أغنية "حك لي نيفي" بالموسيقى التي تُرقص المغرب خلال هذه الأيام، وذلك من خلال إجرائها حوارًا مع علي ملوك، مخرج هذا الكليب الذي وصل في موقع اليوتيوب إلى 10 مليون مشاهدة و590 ألف مشاهدة، في حيّز زمني لا يتجاوز شهرًا وبضعة أيام. وكتبت الجريدة تقديمًا مصغرًا عن مخرج هذا العمل، فقد درس في العاصمة الاقتصادية الدارالبيضاء قبل أن يلج محترفًا حرًا للسينما الفرنسية بباريس، وهو يعمل حاليًا كمدير لشركة إنتاج كما يرأس مجموعة من أربعين شابًا تشتغل في السمعي-البصري، وهي مجموعة "باربابابا" التي أنجزت هذا الكليب المشهور. أغنية "حك لي نيفي" ليست سوى مقطع غنائي ساخر من كليب مشهور هو "شيكيني" للثنائي النيجيري "بي سكوار"، غير أن المقطع المغربي الساخر الذي يدخل في خانة فن "بارودي"، تجاوز نجاحه الأغنية الأصلية التي وصلت إلى ستة ملايين و700 ألف مشاهدة في موقع "اليوتيوب". وعن أسباب اختياره لأغنية "شيكيني" دون غيرها، قال علي ملوك إنه كان حاضرًا في صالة ديسكو عندما سمع هذه الأغنية، ودون كثير من التفكير، قرّر إنجاز نسخة ساخرة. وفي ظرف ثمانية أيام، كتب فريقه الكلمات، سجلوا الموسيقى، صوّروا مشاهد الرقص التي اعتمدوا فيها على راقصين محترفين، ثم قاموا بتوضيبها، لينشروا المقطع على منصة اليوتويب محققين نسبة عالية من المشاهدة نادرًا ما حققتها مقاطع مغربية أخرى خلال هذا الزمن القياسي. "كلمات أغنيتنا لا تريد أن تقول شيئًا، فالهدف هو إرقاص مستمعي ومشاهدي الأغنية. قبل إنجاز هذا المقطع، قمنا بدراسة حول سيكولوجية الجماهير كي نقدم عملًا بعيدًا عن العنصرية، في الكليب هناك صغار وضخام البنية وأمازيغ وبعض القادمين من الغرب" يقول ملوك، مبرزًا أن الرسالة التي يبتغي هذا المقطع إيصالها، هي أهمية القيم الإنسانية من أيّ شيء آخر، وذلك في ظلّ اعترافه بوجود العنصرية في المغرب. وأضاف ملوك في هذا الصدد أن المغاربة صاروا أكثر تركيزًا على ما هو مادي، مشيرًا إلى أن معاداة أصحاب البشرة السوداء صارت للأسف أمرًا واقعيًا في المغرب، وأن المغاربة يمارسون العنصرية فيما بينهم. غير أنه استدرك القول كون فراغ الجيوب لا يمنع من السعادة في هذا البلد، وبالتالي فما تطالب به مجموعته عبر المقطع المذكور، ليس سوى المزيد من الانفتاح والتركيز على الإنسانية في تعاملنا اليومي، يقول ملوك. وأوضح ملوك أن النجاح غير المتوقع لأغنية "حك لي نيفي" دفع مجموعة من دور الإنتاج إلى التواصل مع مجموعة "باربابابا"، كما أن بعض الإذاعات تواصلت معهم من أجل عقد شراكات، بل وحتى عددًا من الماركات التجارية، غير أن كل هذا لم يدفع بالمجموعة إلى التسرّع في أخذ قراراتها المستقبلية، فمن أكبر الشروط التي تؤكد عليها هي التحكم في صورتها وليس أن تكون مجرّد أداة تسويقية. وفيما يخصّ المشاريع القادمة، تحدث ملوك عن عمل تقدّر قيمته المالية ب20 ألف أورو، سيُصوّر بين المغرب وبلد عربي آخر، واصفًا هذا العمل بالمفاجأة، ومكتفيًا بالقول إن الفكاهة ستكون دائمًا حاضرة في أعمال المجموعة الخاصة، فهي علامتهم المميزة، حتى ولو تكن طريقتهم الوحيدة لإيصال رسائلهم.