نشرت صحيفة هافينغتون بوست، النسخة المغاربية، بورتريهات مصغّرة لمن وصفتهم بشخصيات مغربية الأصول، حققت نجاحات باهرة في عالم السياسة بالخارج، مُرّكزة على مشوارهم الدراسي والمهني خارج بلدهم الأصل، ومبرزة مميزاتهم التي جعلتهم يتصدرون عناوين الصحف في الخارج. أحمد أبو طالب وُلد أحمد أبو طالب في الريف حيث كان والده يشتغل إمامًا، نشأ وترعرع في "بيت صغير لا يتوفر فيه لا ماء ولا كهرباء، كان هذا قبل أكثر من 35 عاما، أي قبل أن يستقر في هولندا، بعدما غادر المغرب في سن لا تتجاوز ال15 عاما. ويُعدّ أحمد أول رئيس بلدية مسلم في مدينة أوروبية "روتردام"، ويعتبر بفضل هذا المنصب الذي شغله، رمزاً للنجاح والاندماج، وقد قال أحمد أبو طالب الذي يعتبر نفسه "أكثر تشبعا بالمواطنة الهولندية من بعض الهولنديين الأصليين" أن "كل ما يفعله أو يفكر فيه يكون لصالح هولندا". بعد دراسة العلوم والصحافة، أصبح أحمد أبو طالب متحدثاً باسم وزارة، ممّا عجل دخوله عالم السياسة. وفي يناير من سنة 2004 عُين عضوً في حزب العمل ونائب رئيس بلدية أمستردام، ليصبح بعد ذلك منذ عام 2009 عمدة روتردام. قبل بضعة أشهر من اغتيال المخرج المثير للجدل ثيو فان جوخ على يد متطرف في هولندا، صرّح أحمد أبو طالب تصريحا مدويا داخل أحد المساجد ظل مشتهرا به إلى حدود الآن، والذي قال فيه: "توقفوا عن محاولة الظهور كضحايا، إذا كنتم لا تستطيعون الاندماج، فغادروا هذا البلد". كلام كهذا تكرر على لسانه بعد حادث شارلي إيبدو في باريس ، أثار هو الآخر الكثير من الجدل. نجاة بلقاسم ثاني الشخصيات التي دخل اسمها لائحة مغاربة العالم المتميزين في مجال السياسة كانت نجاة بلقاسم، والتي لُقبت في البورتريه الخاص بها ب "السيدة الأولى في مجال التعليم". أصولها من منطقة الريف المغربية، حيثُ ولدت هذه الأخيرة في قرية قرب الناظور، ونشأت في عائلة كبيرة من سبعة أطفال. في سن الخامسة، انتقلت مع والدتها وواحدة من أخواتها للانضمام إلى والدها، الذي كان حينها واحدا من العمال المهاجرين المستقرين في فرنسا، وفي سن الثامنة عشرة أصبحت شابة تحمل الجنسية الفرنسية. وبعد أن قادها الحظ لولوج مقاعد معهد العلوم السياسية في باريس، ضربت نجاة بلقاسم موعدا مع مستقبل مشرق خاصة بدخولها غمار السياسة عن طريق الحزب الاشتراكي الفرنسي في عام 2002. بعد خمس سنوات فقط، خرجت نجاة بلقاسم من العمل في الظل، لتصبح متحدثة باسم سيغولين رويال خلال الانتخابات الرئاسية عام 2007، وأيضا خلال سنة 2009. بعد ذلك راهن فرانسوا هولاند على اسمها وسمعتها، حين كان مرشح الحزب الاشتراكي الفرنسي للانتخابات الرئاسية عام 2012، إذ جعلها المتحدثة باسم حملته الانتخابية. في ماي 2012، أصبحت نجاة بلقاسم وزيرة حقوق المرأة، والناطق باسم الحكومة، وكانت أصغر عنصر بها. بعد ذلك تولت نجاة بلقاسم مسؤولية وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي والبحث العلمي، لتصبح بذلك أول امرأة تتولى مثل هذه المهمة في تاريخ فرنسا وحققت كل هذا وسنها لم يتجاوز 37 سنة. رشيدة داتي مغربية أخرى استطاعت بتميزها في مجالها أن تنال لقب العصامية بين الشخصيات المختارة. هي ابنة أب مغربي وأم جزائرية نشأت في عائلة كبيرة من 11 طفلا في منطقة ميدوز القديس يوحنا في باريس، تلقت تعليمها في كلية كاثوليكية خاصة. رشيدة داتي، سياسية فرنسية ذات مسار غير عادي كما تصفها وسائل الإعلام الفرنسية، فقد أصبحت هذه الأخيرة معروفة لدى عامة الناس عندما أصبحت متحدثةً باسم نيكولا ساركوزي خلال حملة الانتخابات الرئاسية عام 2007، قبل أن تصبح وزيرة العدل وحافظة الأختام منذ عام 2009 وقد كانت أول سياسية ووزيرة فرنسية من أبوين مهاجرين من شمال إفريقيا. سميرة العوني مغربية ذات طموحات سياسية غير محدودة، هكذا وصفتها الصحيفة التي اختارتها من بين أكثر المؤثرين في مجال السياسة خارج المغرب. هي امرأة سياسية من أصل مغربي نشأت في الدارالبيضاء، بعدها أكملت دراستها في جامعة سوربون في باريس وحصلت على شهادة الدكتوراه في الاقتصاد، واستقرت في كيبيكبكندا وعاشت هناك لأكثر من 15 عاما. في عام 2008، أقدمت سميرة على تحقيق قفزة نوعية في حياتها السياسة في كيبيك، عندما أصبحت مرشحة الحزب الديمقراطي الجديد في مونتريال. وهي أول مرشحة محجبة ترشحت للانتخابات في كيبيك. وقد استطاعت العوني في الآونة الأخيرة أن تمثل المسلمين بطريقة إيجابية في وسائل الإعلام داخل كيبيك. فاطمة هدى بيبان امرأة سياسية متخصصة في العلوم السياسية، وُلدت في مكناس عام 1951، وواصلت دراستها في جامعة محمد الخامس في الرباط، قبل الهجرة إلى كندا حيث أتمت دراستها في جامعة أوتاوا، ثم في جامعة ماكجيل بمونتريال أين حصلت على دبلوم في تخصص العلاقات الدولية وعلوم الإعلام ودكتوراه في السياسة الدولية. أصبحت مستشارة للحكومة حول قضايا الهجرة في عام 1994، ثم دخلت إلى عالم السياسة بعد انتخابها عضوا في الحزب الليبرالي كيبيك. وتباعا أعيد انتخابها في الأعوام 1998، 2003، 2007، 2008 و 2012. كانت رئيس لجنة الزراعة في برلمان كيبيك، عام 2003 قبل أن تصبح نائبة الرئيس الأول للجمعية الوطنية عام 2007، لتنال بعدها شرف رئاسة لجنة النقل و البيئة عام 2012. استثنيت من الحزب الليبرالي عام 2014 بعد خلاف داخلي، وهي الآن مستقلة. حازت فاطمة هدى شرف التواجد في لائحة " 15 امرأة كيبيكية وضعت علامة في تاريخ النساء". وبالإضافة إلى ذلك، أسست جمعية النساء البرلمانيات في كيبيك. في عام 2008، مُنحت فاطمة هدى وسام الشرف من قبل فرنسا، وذلك بفضل التزامها بالدفاع عن حقوق الإنسان. ليلى عزوزي بلجيكية من أصل مغربي، وأول منتخبة لجمعية المحجبات في بلجيكا، في عام 2012 أثارت واقعة ارتدائها الحجاب جدلاً في البلاد. في الواقع، تسبّب اختيارها ارتداء الحجاب في فرض عقوبات عليها من قبل حزبها، كان أقصاها حكم يقضي باستبعادها. شرحت ليلى عزوزي موقفها من الحجاب في مقابلة سابقة بقولها:"لمن يحتقرني أقول، وراء هذا الحجاب هناك في المقام الأول امرأة، مثل كل إنسان، لديها أحلام ومشاريع وأمل."