كشفت ورقة بحثية قدمها بروفيسور عربي مقيم بالولاياتالمتحدة، أن عرب أمريكا مازالوا بعيدين عن تأسيس لوبي لهم على غرار اللوبي اليهودي، مشيرة إلى أن الجالية العربية تقف بعيدة كل البعد عن مراكز القوى التي يشغلها في الغالب يهود. جاءت الورقة التي عرضها البروفيسور نصير عاروري، المقيم في الولاياتالمتحدة تحت عنوان "العرب في أمريكا والوسط السياسي الحي: دور المثقفين في شؤون الجاليات العربية"، وقدمت لمؤتمر المغتربين العرب الأول المنعقد في مقر الجامعة العربية. وتحدث عاروري عضو الوفد الفلسطيني للمؤتمر بالتفصيل عن دور الجاليات العربية في الولاياتالمتحدة، وموقعها في المجتمع الأمريكي. وقال: من الواضح أن السياسة الخارجية الأمريكية لا يرسمها رئيس أو نائب رئيس، بل تسيطر عليها مؤسسة تتكون من جماعات وأفراد ومؤسسات مرموقة في حقول الدفاع والمالية والخارجية، تضاف لها جماعات ذات نفوذ قوي في الكونجرس. وأضاف، بدأت تكثر في هذه الجماعات عناصر قوية تنتمي إلى اللوبي اليهودي، ومن هنا يأتي نفوذ اليهود الأمريكيين في السياسة الخارجية، ومن هنا يتزايد نفوذ إسرائيل في تلك السياسة، وذلك نتيجة عمل دؤوب تشترك فيه فئات عديدة بشكل مبرمج متناسق. وأوضح عاروري، أن الجالية العربية تقف بعيدة كل البعد عن مراكز القوى التي يشغلها يهود بارزون على مستويات عدة سواء داخل الحكومة على الأصعدة التنفيذية، والبرلمانية أو القضائية، أو خارج الحكومة. وتابع، عندما نستعمل اصطلاح اللوبي فإننا لا نكتفي التصويت، بل نشير إلى عملية منظمة تشترك فيها فئات عدة، سواء يهودية أو غير يهودية قاسمها المشترك هو إنجاز على المستوى السياسي تتحقق من خلاله أهداف إستراتيجية تنبثق عادة من عمل حكومي، إلا أن الولاياتالمتحدة وبلدان غربية أخرى لا تنحصر القرارات السياسية فيها على العمل الحكومي؛ لأن المجتمع المدني شطر واسع من اتخاذ القرارات. وخلص عاروري إلى أن الجاليات العربية ليست على المستوى المطلوب لأعمال اللوبي الحديثة المتطورة، وأن تمثيلها في الكونغرس محصورا في عدد قليل لا يمكنه منافسة اللوبي الصهيوني في أي شكل كان. وأشار إلى أن الجاليات العربية نشطت في جانب آخر وهو التقارب مع أنصار السلام ودعاة الحرية، بما فيهم الكنسيين، ومجموعات الدفاع عن حقوق الإنسان والحريات العامة ومكافحة العنصرية والأبارتهايد. وبين أن هذه الجاليات العربية أصبحت تتفاوض مع الجمعيات الأمريكية غير الحكومية الناشطة في مجال حقوق الإنسان وتعمل ضد الاستيطان، وضد الحرب. ولفت إلى أنه من نتائج هذه النشاطات إنشاء حركة العودة قبل عشر سنوات، والتي أصبحت عنوانا مهما للدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين وبخاصة حق العودة. وأشار إلى أن هذه المنظمة من خلال فروعها المنتشرة في الولاياتالمتحدة العديد من المؤتمرات السنوية وفعاليات أخرى مختلفة. وتطرق إلى وجود روابط وجمعيات أخرى تنشط في الولاياتالمتحدة مثل الجمعية الأمريكية-العربية لمقاومة التمييز، ورابطة الخريجين العرب-الأمريكيين، والمركز الفلسطيني بواشنطن. وبين البرفسور عاروري أن هناك جمعيات يهودية ظهرت حديثا، وهي مناهضة للصهيونية تنشط في الولاياتالمتحدة، وأنها تحاول أن تحل مكان منظمة AIBAG ، التي تحتكر اللوبي الصهيوني في أمريكا، وأنه من أبرز هذه الجمعيات اليهودية منظمة J-Street . وذكر أن مثل هذه التجمعات اليهودية تضم مجموعات ناشطة في مجال حقوق الإنسان، ولكن المشكلة التي تواجهها صعوبة اختراق المؤسسات القائمة. عن "الإسلام اليوم"