استدل الصحافي الأمريكي راي حنانيا بتاريخ العلاقات المغربية-الأمريكية كي يؤكد عمق الإرث الذي يجمع بين البلدين، إذ عاد إلى واقعة الاعتراف المغربي باستقلال الولاياتالمتحدة عام 1787، وما تلا ذلك من مراسلات دبلوماسية بين السلاطين المغاربة والرئيس الأمريكي جورج واشنطن، كانت بمنزلة أوّل صداقة تجمع بلاد العم سام ببلد إفريقي. وذكر راي حنانيا، الصحافي الأمريكي من أصول فلسطينية، في مقال منشور على موقع "أراب ديلي نيوز"، أنه من بين التقارير الأولى التي أنجزها في حياته المهنية، تلك التغطية التي قام بها للقاء بين السفير المغربي في واشنطن وعمدة شيكاغو سنة 1976، وذلك لغرض تقوية العلاقات بين المغرب والولاياتالمتحدة، إذ أن المغرب كان أول بلد في العالم يعترف باستقلال الولاياتالمتحدة، وهو ما يجعل المغاربة فخورين جدًا بهذه الواقعة، يقول الصحافي. وتحدث راي حنانيا عن أنه سافر إلى المغرب عندما كان ناشرًا لصحيفة "ميدل إيست فويس" في تلك الفترة، وكتب عن ثقافته وعمق علاقة المغاربة بالشعب الأمريكي، وقد وثّق لهذه الرحلة في صحيفته بشكل كانَ له بالغ الأثر في شيكاغو، خاصة وأنه كان الصحافي الأمريكي-العربي الوحيد في بلاد العم سام ذلك الوقت. وعلاقة بالوضع الحالي، أبرز حنانيا أنّ المركز المغربي الأمريكي الموجود بواشنطن يحتفل هذه الأيام بذكرى اعتراف المغرب بالولاياتالمتحدة، وذلك تزامنًا مع احتفالات الشعب الأمريكي باستقلاله في إطار ما يُعرف بعيد الرؤساء، الذي يخصّص للاحتفال بعيدي ميلادي الرئيس جورج واشنطن والرئيس أبراهام لنكولن، وعاد الصحافي إلى سبعينيات القرن الثامن عشر عندما توقف التعاون بين السفن الأمريكية والمملكة البريطانية حول ضمان أمن إبحار هذه السفن في سواحل إفريقيا الشمالية، وكيف أعلن السلطان العلوي سيدي محمد، عام 1977، تكلّف دولته بضمان أمان السفن الأمريكية، وتمكينها ليس فقط من الدخول إلى الموانئ المغربية والاستراحة، بل حتى ولوج الموانئ الخاصة بالأمم التي يرتبط معها المغرب بعلاقات صداقة. وتطوّرت العلاقات بعد ذلك إلى إعلان الكونغرس عام 1780 تأكيد الولاياتالأمريكية على ضرورة بناء علاقة صداقة مع المغرب والبدء في محادثات تتعلق بالتعاون الاقتصادي بينهما، وذلك ردًا من الكونغرس على طلب للسلطان في هذا الاتجاه، يقول حنانيا، وهو ما حصل بعد ذلك بسبع سنوات، عندما وقعت الولاياتالمتحدة معاهدة صداقة مع المغرب، تعدّ أول معاهدة من نوعها بين هذا البلد وبلد إفريقي، أو مسلم، أو عربي. وإثر وفاة السلطان سيدي محمد، أشار الصحافي إلى أن الرئيس الأمريكي آنذاك جورج واشنطن ذكّر الكونغرس بضرورة الحفاظ على العلاقات مع المغرب في عهد السلطان الجديد مولاي سليمان، كما أن هذا الأخير راسل الرئيس الأمريكي بأنه ماضٍ في الحفاظ على الإرث الدبلوماسي بين البلدين. وقد اعترف مولاي سليمان بأن الأمريكيين كانوا أكثر الأمم المسيحية تقديرًا من طرف والده، وبأنه سيستمر هو الآخر في هذا التقدير. وعاد راي حنانيا إلى الرسالة التي وجّهها جورج واشطن إلى السلطان سيدي محمد عام 1790، والتي قال فيها الرئيس الأمريكي إنه يُطمئن السلطان المغربي على استمراره في تشجيع كل المبادرات التي ستقود لصداقة وانسجام أكبر بين الولاياتالمتحدة والمغرب، متحدثًا عن سروره العميق بكل المناسبات التي تقوده للتواصل مع السلطان المغربي.