اهتمت الصحف العربية الصادرة، اليوم الاثنين، بالخصوص، بحادث ذبح 21 مصريا، أمس الأحد، في ليبيا على يد تنظيم (داعش) الإرهابي، والحملة الدولية لمكافحة الإرهاب، ومقتل الشبان المسلمين الثلاثة في الولاياتالمتحدةالأمريكية، والأزمة المستفحلة في اليمن. ففي مصر، ذكرت صحيفة (الأهرام) تحت عنوان "(داعش) ترتكب عملا بربريا باسم الإسلام"، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، قرر عقد اجتماع عاجل لمجلس الدفاع الوطني وإعلان حالة الحداد في البلاد لمدة سبعة أيام، ونعى شهداء مصر الذين سقطوا ضحية الإرهاب الغاشم، كما قدم العزاء للشعب المصري في مصابه الأليم. وأضافت أن الكنيسة الأرثوذكسية بمصر أكدت أن الوطن "لن يهدأ له بال قبل أن ينال هؤلاء الأشرار جزاءهم العادل"، فيما أكد الأزهر الشريف أن "هذا العمل الإجرامي البربري الهمجي البشع ينم عن نفوس مريضة تحجرت قلوبها وتعيث في الأرض فسادا تقتل وتسفك النفوس البريئة دون حق"، مشددا على ضرورة قيام المجتمع الدولي بواجبه في تعقب قوى التطرف والإرهاب. وفي موضوع آخر، ذكرت الصحيفة في افتتاحيتها بعنوان "صفقة رافال"، أنه ستجرى اليوم مراسم التوقيع بين مصر وفرنسا على أول صفقة لبيع مقاتلات من طراز "رافال" التي تعد الأحدث من نوعها في سلاح الجو الفرنسي، مشيرة إلى أن الصفقة تشمل 24 طائرة بقيمة 2ر5 ملايير أورو، فضلا عن فرقاطة متعددة المهام، وعدد من الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى من طراز "ام بى دى ايه". وأكدت أن التهديدات التي باتت تمثلها جماعات العنف والإرهاب مثل (داعش) تفرض على القاهرة الاستعداد لمواجهة هذه الأشكال المتطورة من العنف والإرهاب التي أضحت تهدد وحدة وسلامة أراضي العديد من الدول الهشة بالمنطقة. وفي الشأن السياسي، قالت صحيفة (الجمهورية) في افتتاحيتها بعنوان "عضوية البرلمان.. لمن¿"، إن ملايين الناخبين المصريين لن يترددوا في "إسقاط رموز وأتباع نظامين أسقطهما الشعب كله في 25 يناير و30 يونيو مهما كانت الأقنعة التي يخفون وجوههم أو وسائل الإغراء التي تعودوا ممارستها بلا حياء قبل الثورة الشعبية". وأكدت الصحيفة أن "الأحزاب والقوى السياسية المتصارعة تتحمل مسؤولية تطهير المشهد الانتخابي من هذه الرموز ومن شابهها من عديمي الكفاءة غير القادرين علي تنفيذ مطالب الشعب والمنتفعين بالأزمات التي يمر بها الوطن وهو يقيم دولته الجديدة ويصنع المستقبل الأفضل". وفي الأردن، كتبت صحيفة (الغد)، في مقال لها، أن أصحاب شعار "ليست حربنا"، في إشارة إلى الحرب ضد تنظيم (داعش) الإرهابي، "أحنوا رؤوسهم للعاصفة، وانتقلوا إلى خط الدفاع الثاني بشعار 'لا للحرب البرية' "، مع أن الدخول بالقوات الأردنية إلى الأراضي السورية "لم يكن واردا سابقا، وليس واردا حاليا"، موضحة أن "التصور الثابت لدينا أن القوات التي ستدحر تنظيم (داعش) وتحل محله على الأرض، يجب أن تكون محلية، مهما توسع الدعم اللوجستي والفني لها من التحالف الدولي". وأشارت الصحيفة إلى أن بعض المعارضين للحرب على (داعش) "يتذرع بأن حربنا يجب أن تكون في الداخل، لمواجهة (الداعشية) في بلدنا. ونحن نوافق على ذلك"، مبرزة أن الحرب الداخلية على (داعش) هي حرب اجتماعية تنويرية، لمواجهة جذور التطرف الفكرية والثقافية والسياسية، قبل أن تضيف "لكننا على يقين أنهم سيعتبرون مكافحة التطرف خطة مشبوهة وإملاءات خارجية ومؤامرة. ونريد هذه المرة أن نرى الدولة كما هي في الحرب على (داعش)، تذهب بحزم وعزم لتطبيق الاستراتيجية الداخلية لمكافحة التطرف". وفي مقال بعنوان "تنقية الجو العام"، أكدت صحيفة (الدستور) أن الأردن يحظى بفرصة مضاعفة لبناء دولته المدنية العصرية على أسس قومية ووطنية راسخة، مبرزة أن "النظام يعيش حالة انسجام مع شعبه ولم تنخدش العلاقة طوال عمر الدولة الأردنية الحديثة، بل تتراكم العلاقة كميا ونوعيا على أسس من الثقة والتقدير للجهد الملكي المبذول لإبقاء الأردن خارج دائرة النيران المشتعلة بجنون في المنطقة". وأوضح كاتب المقال أن "تنقية الأجواء تبدأ بخطوة مشتركة من الحكومة ومؤسسات الدولة مع القوى السياسية الأردنية أساسها طي صفحة الحراك الشارعي ومخرجاته وتداعياته السلبية (...)"، مضيفا أن مرحلة التنقية تحتاج إلى "الخلاص من عقلية الشك في المكونات السياسية والاجتماعية والنظر للمعارضة كجزء أصيل من عملية الحكم وليس نقيضا لها وكرافعة للإصلاح وليست سببا في تعطيلها". وتطرقت صحيفة (الرأي)، في افتتاحيتها، للاحتفال بيوم الوفاء الوطني للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى، فقالت إنه يعد تكريسا للمبادرة الملكية بتخصيص يوم 15 فبراير من كل عام "كيوم وطني للوفاء لهم وتقديرا للعطاء الذي قدموه خلال خدمتهم العسكرية وعطائهم المميز وتضحياتهم الجليلة في الدفاع عن حمى الوطن والذود عن ترابه". وأبرزت، في هذا السياق، ما أشار إليه رئيس الوزراء وزير الدفاع من أن "هذه الفئة في بلدنا ستبقى الجند الجاهزين للشهادة، كما كل واحد من شعبنا"، وتأكيده في الآن ذاته على أن "هذه الفئة ستبقى جاهزة لاستئناف المهمة التي خلقت لها ومن أجلها وهي الدفاع عن الأرض والعرض والأبناء وكل ما يستحق التضحية من أجله حتى حدود الاستشهاد". ومن جهتها، قالت صحيفة (العرب اليوم)، في مقال لها، إن التطرف يضرب العالم بأشكال شتى، وهو غير محصور في التطرف الديني وحده، مؤكدة على ضرورة وقوف العالم "وقفة جادة تتجاوز القرار الأممي الأخير بتجفيف منابعه، بعد أن صوت مجلس الأمن الدولي، الخميس، بالإجماع، على مشروع قرار جديد حول منع تمويل الجماعات الإرهابية في سورية والعراق، بما في ذلك (داعش) و(جبهة النصرة)". وأوضحت الصحيفة أنه "يجب أن يتطور القرار الأممي إلى إعلان حرب على الإرهاب والتطرف، بعد الجريمة البشعة في الولاياتالمتحدةالأمريكية، على يدي متطرف أمريكي بمواصفات الداعشيين، قتل بدم بارد أردنيتين وشابا سوريا، أضيفت إلى الجريمة النكراء التي تعرض لها الطيار الأردني الشهيد معاذ الكساسبة، كما صدم العالم من الجريمة الأخرى التي ارتكبتها عصابات (داعش) بإعدام 21 عاملا مصريا من الأقباط العاملين في مدينة سرت الليبية". وفي قطر، خصصت صحف (الراية) و(الوطن) و(الشرق) افتتاحياتها لموضوع مقتل الشبان المسلمين الثلاثة في الولاياتالمتحدةالأمريكية على خلفية مسيرة تضامنية نظمت أمس في الدوحة وشارك فيها جموع من المتظاهرين تنديدا بالجريمة. وكتبت (الراية) في افتتاحيتها بعنوان (رسالة تضامنية مع ضحايا "تشابل هيل") أن هذه الجريمة تفضح الغرب، وتؤكد سياسة الكيل بمكيالين، التي تتعامل بها الدول الغربية وأجهزتها الإعلامية التي سعت بكل الوسائل للتهوين من هذه الجريمة والتقليل منها. وقالت إن الإدانات لهذه الجريمة الشنيعة يجب أن توجه أولا للدول الغربية وأجهزة إعلامها التي تجاهلت عمدا هذه الجريمة التي استهدفت أرواحا بريئة "ولذلك فإن خروج آلاف الطلاب والمواطنين والدبلوماسيين وعلماء الدين والشخصيات العامة أمس في المسيرة التضامنية مع ضحايا "تشابل هيل"، التي نظمتها مؤسسة قطر للتنديد بالجريمة، يؤكد أهمية نبذ التطرف والعنف، والدعوة لحماية الطلاب في أي مكان بالعالم". وأكدت أن هذه الجريمة كشفت مدى العنصرية البغيضة في الغرب وبأن الإعلام الغربي قد كشف عن مظاهر هذه العنصرية بتجاهله الواضح للجريمة. أما صحيفة (الوطن) فقالت إن القطريين عبروا أمس، في تلك المظاهرة، عن رفضهم وإدانتهم للجريمة الإرهابية، التي راح ضحيتها ثلاثة مسلمين، مؤكدة أن المسيرة لم تكتف بإعلان الرفض والإدانة، وإنما أيضا كانت واضحة وضوح المواقف القطرية في كل المواقف وجميع المجالات، عندما سمت الأشياء بمسمياتها الصحيحة، ووصفت الجريمة بالإرهابية، ولم تقبل التوصيفات والتسميات المخففة أحيانا، والمائعة دائما، تلك التي درج الإعلام الغربي على استخدامها. وبدورها، قالت (الشرق) إنه تأكيدا لنهجها الرافض لكل المواقف العنصرية سواء كانت على أساس ديني أو عرقي أو مذهبي، ولموقفها المناهض لاستخدام العنف بكافة أشكاله، أطلقت قطر صرخة من أجل الإنسانية وضد التفكير الظلامي، بتنظيم المسيرة التضامنية لطلاب جامعة حمد بن خليفة وجامعة قطر، إحياء لذكرى ضحايا جريمة "تشابل هيل" التي أودت بحياة ثلاثة طلاب مسلمين من أصول عربية. وقد شارك آلاف الأشخاص يمثلون أكثر من ستين جنسية، تقول (الشرق)، في هذه المسيرة التي عبرت عن أواصر الأخوة التي تجمع الطلاب بنظرائهم حول العالم، مشيرة إلى أن اللافتات التي حملها الطلبة شددت على أهمية الحفاظ على حياة الطلبة وحمايتهم في جميع أنحاء العالم، واستمع المشاركون إلى رسالة خاصة وجهها شقيق وشقيقة الضحية ضياء شادي بركات، نوها فيها بالمبادرة القطرية الفريدة، متمنين أن تصل رسالة الحب وليس الكراهية إلى الجميع في كل مكان. وبالإمارات، كتبت صحيفة (الاتحاد) عن توصل سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، برسالة خطية من شينزو آبي، رئيس وزراء اليابان تتعلق بالعلاقات الوثيقة بين الإمارات واليابان، وآليات دعمها وتطويرها في مختلف المجالات وآخر المستجدات التي تشهدها المنطقة. ومن جانبها، حذرت صحيفة (البيان) في افتتاحيتها من تزايد خطر جرائم الكراهية والتعصب والتي "بدأت تأخذ منحى تصاعديا في غياب أي حملات توعوية لتكريس منهج التسامح بين الأديان"، مشيرة في هذا الصدد إلى الهجوم الذي استهدف تجمعا تضامنيا مع صحيفة (شارلي إيبدو) الفرنسية في العاصمة الدانماركية كوبنهاغن والذي جاء بعد أيام من جريمة (تشابل هيل) في الولاياتالمتحدة والتي راح ضحيتها ثلاثة مسلمين. وشددت الصحيفة على أنه كلما زاد عدد معتنقي الأفكار المتطرفة والعنصرية، "ارتفع مؤشر الخطر وارتفعت معدلات جرائم الكراهية والعنصرية، فالتعصب يعزز التطرف الأعمى الذي يقود بدوره إلى الإرهاب، والذي يهدد أمن المجتمعات ويزعزع استقرارها"، مؤكدة في السياق ذاته على أن حرية الرأي والتعبير تعد "العدو الأكبر لأصحاب الفكر المتطرف والمتحجر (..) لأنها تتيح للناس أن يفكروا بحرية ويجتهدوا بحرية ويختلفوا بحرية". ومن جانبها، أكدت صحيفة (الخليج ) في افتتاحيتها أن اللوبي الإسرائيلي يدرك بوضوح أن التطرف في سياسة إسرائيل أصبح لا يكشفه فحسب في أوروبا بل وحتى في الولاياتالمتحدة كما بات يوفر الفرصة للتجرؤ على انتقاده وسط موافقة ضمنية من الإدارة الأمريكية التي لا تجرؤ على انتقاد سياسة تل أبيب علنا خلافا لنتنياهو الذي أضحى يتدخل علنا في السياسة الأمريكية الداخلية من خلال الإصرار على التحدث في الكونغرس ومهاجمة سياسة الإدارة تجاه بعض القضايا في المنطقة بشكل غير مباشر. وأبرزت الصحيفة أن العديد من الدول الأوروبية أضحت تجد صعوبة وحرجا في الدفاع عن حقوق الإنسان والديمقراطية من جهة والموافقة أو الصمت على الانتهاك الفظ لها من قبل إسرائيل من جهة أخرى. ولاحظت الافتتاحية أن اللوبي الإسرائيلي، الذي يعجز عن التأثير في السياسات الأوروبية، على النحو الذي يفعله في السياسة الأمريكية تجاه المنطقة العربية، يريد أن يضغط على أوروبا من خلال تأثيره في السياسات الأمريكية مما "يكشف عن مدى الفظاظة التي أصبح اللوبي اليهودي يتعامل فيها مع بعض بلدان العالم". وفي البحرين، قالت صحيفة (الوسط) إن المشاهد المفجعة، أمس، لذبح تنظيم (داعش) 21 مصريا، اختطفوا في ليبيا لأنهم فقط ينتمون إلى الديانة المسيحية (القبطية)، لاشك أنها ستفتح جبهة أخرى باتجاه ليبيا، وإنه ليس مستبعدا أن تمارس مصر دورا مباشرا، كما هو الدور الأردني، وهذا ربما سيحصل على دعم عربي ودولي، مشيرة إلى أن "الجيش المصري منشغل حاليا في القتال في سيناء، ولكنه الآن سيكون مضطرا للتوجه نحو ليبيا أيضا". وكتبت الصحيفة في مقال بعنوان "الإرهاب ليس له دين أو مذهب" أن الضربات الجوية التي يقوم بها التحالف الدولي ربما ستصاحبها قوات برية، ومثل هذا التحالف ليس مستبعدا، "ولكنه أيضا يفتح المنطقة على متغيرات استراتيجية كبرى، ولاسيما أن التقاطعات بين قوى متناقضة تصاحبها اختلافات كبيرة في السياسات نحو عدد من دول المنطقة. ومن جهتها، اعتبرت صحيفة (الوطن) أن الفرصة متاحة للمؤسسات الإعلامية لاستبدال رؤيتها تجاه العديد من القضايا التي اعتادت أن ترى من خلالها هذه القضايا، موضحة أنه في ضوء هذه الفرصة يتحتم على المؤسسات الإعلامية تجاوز أطرها التقليدية، والانتقال لأطر أخرى أكثر ابتكارا بحيث تتم عملية تشكيل الرأي العام بشكل مختلف. وكمثال على هذا التحول، أوردت الصحيفة في مقال بعنوان "إعلام يبدل نظارته"، حادثتين ظهرتا قبل أيام وشهور قليلة في الولاياتالمتحدة، الأولى تتعلق بجريمة إرهابية راح ضحيتها مجموعة من المسلمين الشبان والذين لم يكترث لهم أحد من المؤسسات الإعلامية الأمريكية، والرأي العام الأمريكي، والثانية الصراع العنصري المكبوت في مجتمع الولاياتالمتحدةالأمريكية، بعد مقتل شاب أسود على يد رجل شرطة، والمواجهة العنيفة من قبل رجال الأمن باستخدام القوة المفرطة. هاتان الحادثتان بينتا، توضح الصحيفة، أنه لا يمكن الاستمرار في طرح معايير حقوق الإنسان ومعايير الحرب على الإرهاب إعلاميا في الوقت الذي تعاني فيه حكومات ومجتمعات أخرى من هذه الآفات، مشددة على أن "تبديل طريقة التعاطي الإعلامي بات سمة جديدة من سمات مرحلة ما بعد شبكات التواصل الاجتماعي، والاستمرار في الطريقة السابقة التقليدية يعني استمرار الانخداع الذاتي قبل خداع الآخرين". على صعيد آخر، أبرزت صحيفة (أخبار الخليج) أن كل المؤشرات تدل على أن اعتراف العديد من الدول الأوروبية بدولة فلسطين لن يتأخر كثيرا، الأمر الذي من شأنه أن يضيف ضغطا سياسيا على الكيان الصهيوني ويساهم في محاصرة سياسته العدوانية والعنصرية، معتبرة أنه "ليس أمام فلسطين من طريق سوى رفع وتيرة تحركها السياسي على الساحة الأوروبية للإسراع في الحصول على نفس الخطوة السويدية". ورأت الصحيفة في مقال بعنوان "فلسطين تحضر بقوة في أوروبا"، أن فلسطين في أمس الحاجة إلى الدعم الأوروبي في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها القضية الفلسطينية وضعف الدعم العربي للقضية الفلسطينية، مشيرة إلى أن من شأن تعزيز العلاقة مع الدول الأوروبية أن يضيف دعما سياسيا للقضية الفلسطينية وبالتالي يجب استثمار المواقف الإيجابية للكثير من الدول الأوروبية حيال القضية الفلسطينية لخدمة هذه القضية. وفي اليمن، رصدت صحيفة (نيوز يمن) جديد التحركات المبذولة لاحتواء الأزمة الدستورية التي تشهدها البلاد نتيجة الاستقالة المزدوجة للرئيس عبد ربه منصور هادي والحكومة برئاسة خالد بحاح، مبرزة في هذا السياق أن مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومستشاره الخاص لشؤون اليمن، جمال بنعمر، كشف أمس عن إجرائه الأسبوع الماضي ومطلع الأسبوع الجاري سلسة لقاءات، شملت رئيس حكومة الكفاءات اليمنية المستقيلة، ووزراء في الحكومة، إضافة إلى فعاليات مدنية في محافظتي مأرب وحضرموت. وأضافت الصحيفة أن بنعمر أوضح في بيان له أنه التقى أول أمس السبت رئيس مجلس الوزراء، خالد محفوظ بحاح ووزير الخارجية، عبد الله الصايدي، ومناقشته معهما الأوضاع السياسية والاقتصادية الراهنة وسبل إيجاد مخرج آمن لليمن يجنبه ويلات الصراع والانزلاق نحو الاحتراب الداخلي، إضافة إلى بحث سبل إعادة العملية السياسية إلى المسار التوافقي الذي رسمت خارطة طريقه المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة. من جهتها، توقفت صحيفة (الأيام) عند أبرز ردود الفعل المسجلة عقب صدور بيان الاجتماع الاستثنائي الوزاري لدول مجلس التعاون الخليجي الذي دعا الأممالمتحدة إلى التدخل في اليمن تحت طائلة البند السابع، مشيرة إلى أن محمد عبد السلام الناطق الرسمي لجماعة (أنصار الله) - الجناح السياسي للحوثيين - انتقد بشدة هذا البيان ووصفه بأنه "ابتزاز مستفز للشعب اليمني في لقمة عيشه والتبشير له بانهيار اقتصادي". وقال الناطق الرسمي لجماعة (أنصار الله) في بيان له أمس، تضيف الصحيفة، إن "التهويل بسحب السفراء وأن البلد سيدخل في عزلة دولية يكشف حالة الهلع لدى بعض القوى السياسية التي لا تراهن على الشعب ومقدراته وعزة وكرامة أبنائه وإنما تراهن على الخارج". وتحت عنوان "إلى دول الخليج: لا تتركوا اليمن لخصومكم"، أعربت صحيفة (الأيام) عن رفضها لردة الفعل الخليجية اتجاه "الانقلاب على الشرعية" وبالأخص ما يتردد في وسائل الإعلام عن سحب كل سفراء مجلس التعاون من صنعاء، ملاحظة أن اعتزام دول المجلس إصدار حزمة عقوبات ضد اليمن وجماعة (أنصار الله) الحوثية "قد تطال المواطنين العاديين قبل أن تطال أنصار الله كتيار سياسي". وترى الصحيفة أنه من "غير المنطقي" أن تقوم دول الخليج العربية بسحب سفرائها وإغلاق سفاراتها في صنعاء، "لأن ذلك سيعتبر تسليما من تلك الدول بنفوذ وتأثير إيراني بديل التأثير الذي كانت تحظى به تلك الدول، كما أنه رسالة خاطئة إلى الشعب اليمني، مفادها أن تلك الدول تخلت عنه في أول اختبار حقيقي، كما أنه سيحبط التيارات الرافضة للانقلاب على اعتبار أن دول الخليج استسلمت للأمر الواقع الجديد في اليمن، وبالتالي فلا مناص أمامها إلا التسليم به كذلك". وشددت الصحيفة على أن علاقة اليمن بدول الخليج "حتمية وإجبارية بحكم الروابط التاريخية والجغرافية التي لا تقبل التغيير، وبالتالي فتلك الدول معنية باستمرار دعم اليمن واليمنيين والدفع لإيجاد تسوية للأزمة الحالية"، قائلة إن انسحاب تلك الدول من اليمن وقطع برامج الدعم التي أقرت في مؤتمرات أصدقاء اليمن، وإصدار قرار عقوبات "ستعني بمجملها عقوبات جماعية على الشعب اليمني لن تطال المستهدف منه، وستؤجج الشارع اليمني على تلك الدول، وعند اشتداد الأزمة الاقتصادية واستفحالها ستتدخل إيران حتما وتظهر كالمنقذ لليمن واليمنيين من الأزمة". وفي لبنان، توقعت صحيفة (الجمهورية) أن يبدأ البحث "الجدي" في إنجاز الاستحقاق الرئاسي في أبريل المقبل. وأشارت إلى أن الاهتمام المحلي هذا الأسبوع "توزع" على محاور عدة، منها الوضع الأمني في البلاد "عموما" والخطة الأمنية في البقاع "خصوصا" وآلية اشتغال الحكومة والحوار بين "تيار المستقبل" و"حزب الله". وأوضحت أنه وبموازاة الخطة الأمنية بالبقاع الشمالي، التي بدأها الجيش الخميس الماضي، والتي "توسع نطاقها"، سجل "اهتزاز الحكومة التي يجهد رئيسها تمام سلام عبثا في إيجاد آلية جديدة لعملها". وقالت في هذا السياق بأن سلام لن يدعو الى جلسة لمجلس الوزراء هذا الأسبوع "قبل تحقيق التفاهم الذي يدعو اليه لتغيير آلية اتخاذ القرارات في مجلس الوزراء". وبخصوص الحوار، كشفت الصحيفة أنه سيستأنف "جولاته" بعد غد الأربعاء، من أجل "استكمال البحث في السبل الآيلة إلى خفض منسوب الاحتقان المذهبي ورفع منسوب الجهوزية الوطنية إلى حيث يليق بمستوى الاستحقاق الرئاسي". وفي ذات الإطار، تطرقت (السفير) الى الكلمة التي ألقاها رئيس (تيار المستقبل) السبت الماضي بمناسبة مرور عشر سنوات على اغتيال والده رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري (14 فبراير 2005) ووصفته ب "الخطاب المتعدد الوظائف"، مشيرة الى أن الأمين العام ل(حزب الله) حسن نصر الله سيلقي بدوره، اليوم، كلمة "يرجح أن تبدأ من حيث توقفت كلمته" يوم 30 يناير الماضي، و"المتعلقة بالعملية" التي نفذها الحزب بمزارع شبعا. وتساءلت (النهار) عما إذا كانت كلمة حسن نصر الله ستحمل "ردا مباشرا على كلمة سعد الحريري"، أم ستتجنب الدخول في سجال داخلي ما دام الحوار بين "المستقبل" والحزب قائما.