شكرا سيدي رئيس الحكومة. شكرا لأنك استمعت إلى أنين مواطن مغربي، يبلغ من العمر 91 سنة، وجد نفسه فجأة في الشارع رفقة زوجته، بعد أن استولت مافيا العقار على منزله، بحكم قضائي. شكرا لأنك رفضت الطريقة المهينة واللاإنسانية التي سلكتها عناصر القوات العمومية، في تنفيذ حكم القضاء، ولم تستسغ أن يتم الاعتداء جسديا على مواطن مغربي بلغ من العمر عتيا رفقة زوجته، وأن رميه في الشارع مع منعه من إخراج متاعه وملابسه وأوراقه التعريفية وأمواله، بل وحتى أدويته. يتم شكرا لأنك جعلت المواطن شالوم يسمع صوت وزيرالداخلية بعد أن أمرته بالاتصال به، ليواسيه ويشد من أزره، وليخبره أنه قد تم فتح تحقيق معمق في حيثيات إفراغه من بيته، وليقنعه بالبقاء في وطنه والعدول عن فكرة الهجرة إلى اسرائيل. شكرا لأنك جنبت المغرب فضيحة أخرى، كانت ستجعلنا حديث كل الفضائيات، التي صرنا ضيوفا دائمين على نشراتها الفضائحية. فشالوم عبد الحق مواطن مغربي ولد وعاش في المغرب حتى بلغ من العمر91 سنة، وهو لا يريد شيئا من الدنيا سوى قضاء بقية حياته في وطنه، وهجرته إلى اسرائيل في هذا العمر، بعد أن رفض طيلة سنوات طويلة كل مغريات الهجرة الصهيونية، كانت ستكون مصيبة على صورة المغرب التي لا تحتاج إلى مزيد من التلطيخ. وكم أتمنى أن يأتي يوم يعود فيه كل اليهود المغاربة إلى وطنهم، لنعيد سيرة تاريخ مغربي مجيد، صنعناه ذات يوم في الأندلس، بحب وتعايش وتسامح لم يشهد له التاريخ مثيلا، ولازال حديث المؤرخين وحلم الشعراء، في عالم اليوم الذي تسوده قيم الكراهية والعنصرية والتمييز والإقصاء. ولكن وأنا أشكرك، فأنا أتهمك بخرق الدستور الذي ينص على مبدأ المساواة بين المغاربة، ويحظر كل أشكال التمييز بسبب الجنس أو اللون أو المعتقد أو أو الثقافة أو الانتماء الاجتماعي أو الجهوي أو اللغة أو الإعاقة أو أي وضع شخصي مهما كان. نعم لقد خرقت الدستور، ليس لأنك تدخلت في قضية شالوم، ولكن لأنك لم تتدخل في قضايا كثيرة مماثلة نقرأ كل يوم تفاصيلها على صفحات الجرائد، يكون ضحيتها أفراد أو جماعات من المواطنين المغاربة، الذين يطردون من منازلهم ويتشردون فجأة في الشارع، تماما كشالوم. فلماذا لم تتدخل في قضاياهم؟؟؟سأقص عليك سيدي رئيس الحكومة قصة دوار اولاد ادليم على سبيل المثال لا الحصر، وقل لي حينها لماذا لم تتدخل لإنصافهم رغم أن حكايتهم تشبه حكاية شالوم؟؟؟ في مارس 2014 تم طرد 30 عائلة، من ساكنة دوار اولاد ادليم الكائن بحي الرياض بالعاصمة الرباط، من بيوتها، من طرف قوات الأمن العمومية بمعية حراس خاصين من الشركة العقارية التي استولت على أراضيهم. ويوم 18 دجنبر من نفس السنة تم هدم آخر البيوت في الدوار، بطريقة عنيفة ومهينة ولاإنسانية، ليجد سكان دوار بأكمله أنفسهم بدون مأوى وبدون مصدر للعيش بعد أن استولت مافيا العقار على بيوتهم والأرض التي كانوا يزرعونها. شالوم كان يكتري البيت الذي طرد منه، وساكنة اولاد ادليم لها شهادة عقارية تثبت ملكيتها للأرض التي طردوا منها يعود تاريخها لسنة 1838. فلماذا تدخلت لتنصف شالوم ولم تتدخل لتنصف ساكنة اولاد ادليم؟؟؟ لن نهددك بالرحيل سنبقى هنا لنجابه ظلمك بشموخ توبقال سنبقى نحن وسترحل أنت ولن نهددك باللجوء لاسرائيل فلنا رب يحمينا هو نعم المولى ونعم الوكيل.