ناشدت كوهن مصمودي، مغربية يهودية، تقيم بالدارالبيضاء، الملك محمد السادس التدخل لإنقاذها من التشرد ومن تسلط مافيا العقار التي قالت إنها «تمارس عليها جميع أنواع الترهيب» قصد إخراجها من شقتها التي تقيم فيها منذ 52 سنة على أساس حكم تؤكد بأنه «باطل»، على اعتبار أن وثائق ملكية العمارة موضوع النزاع، والتي على أساسها صدرت عدة أحكام بالإفراغ، «مزورة». كوهن مصمودي جارة الحاخام المغربي شالوم عبد الحق الذي اضطر للرحيل رفقة زوجته إلى إسرائيل شهر فبراير الماضي إثر صدور حكم بالإفراغ ضده، روت في اتصال ب» اليوم24» تفاصيل «المضايقات» التي تتعرض لها لإجبارها على ترك بيتها، مشيرة إلى كونها تعيش حالة رعب مستمر مما قد يصيبها، خصوصا وأنها حسب ما أكدته، تتلقى «اتصالات تهددها بالقتل وتطلب منها الرحيل نحو إسرائيل». «ذبحوا القطة ديالي وتيعيطو ليا يهددوني وتيقولو ليا نمشي لإسرائيل» تقول مصمودي وهي تبكي وتردد «فين غادا نمشي؟ هاذي بلادي، هاذي أرضي المقدسة»، غير مستبعدة في الوقت نفسه إمكانية مغادرتها المغرب في حال استمر «مسلسل الرعب» الذي تعيشه رغم أنها كانت ترفض الرحيل من المغرب والالتحاق بإخوتها في الخارج، «تنعيش فالرعب والخلعة بسبب هاذو اللي تسلطوا علينا…تنطلب من سيدنا يتدخل وينقذنا»، تقول مصمودي، مضيفة «إيلا بقاو تيهددوني وبغاو يقتلوني غادا نمشي وتنطلب حاجة وحدة يخليوني ناخذ معايا واليديا وجدي، حيث تندير ليهم الذكرى فكل عام، وما نقدرش نخليهم بوحدهم فهاذ البلاد». بنبرة تنم عن شعور عميق ب»الحكرة» والحزن تقول مصمودي إن الأشخاص الذين يهددونها «تيقولوا يدهم طويلة ويقدرو يديرو ما بغاو»، مردفة «أنا عندي الله وسيدنا». وتساءلت المتحدثة نفسها بألم «شحال احنا ديال اليهود اللي بقينا فالمغرب؟ 1500 واحد، بغاو يخويونا بلادنا؟ هاذي بلادنا فين غادي نمشيو إيلا جراو علينا منها؟»، موضحة أنها تعيش «اضطهادا حقيقيا» يمارس عليها من طرف أشخاص يدعون ملكيتهم للعمارة، حيث تقطن، والتي قالت إنها «تتعرض للتخريب بعدما كانت أجمل عمارة في الحي ككل»، مشيرة إلى أنهم قاموا يوم الخميس الماضي بتخريب قنوات الماء وهو ما أغرق شقتها بالمياه، مؤكدة أيضا، أنه تم «تسخير» بعض الأشخاص لاعتراض طريقها وتهديدها كلما خرجت من شقتها. وفي السياق نفسه، أفاد محمد متزكي، منسق جمعية ضحايا السطو على الممتلكات في الدارالبيضاء، أن العمارة حيث تقطن كوهن مصمودي، وحيث كان يقطن شالوم عبد الحق قبل رحيله نحو إسرائيل «ليست في ملكية الطرف الذي صدر لصالحه حكم بإفراغ مجموعة من سكان العمارة»، مشيرا إلى كون وثائق الملكية التي تم التقدم بها في هذا الملف، والتي على أساسها صدرت أحكام الإفراغ «مزورة»، حيث إن العمارة موضوع النزاع، وحسب ما توضحه شهادة الملكية، «مقيدة برهن بمبلغ 7 ملايين فرنك منذ سنة 1958»، مضيفا «هذا يعني بأن شالوم عبد الحق طُرد من بيته وغادر وطنه نحو إسرائيل مكرها بناء على حكم باطل. واليوم، هم يحاولون طرد كوهن مصمودي وغيرها من بيوتهم على أساس الوثائق المزورة نفسها». وأوضح المتحدث ذاته أنه تم توجيه شكاية إلى الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف في الدارالبيضاء لفتح تحقيق في الموضوع، مشيرا إلى أن هذا الوضع «ينطبق على العديد من العمارات، حيث تصدر في حق سكانها أحكام إفراغ دون أن نعلم من هم أصحاب هذه الدعاوى، وكأننا نترافع ضد أشباح»، يقول متزكي. من جهتها، أكدت النائبة البرلمانية عن حزب العدالة والتنمية، نزهة الوافي، التي تتابع هذا الملف منذ سنوات أنها ستستمر في مؤازرة كوهن مصمودي وغيرها من ضحايا هذا الملف، مبدية أسفها لما تتعرض له كوهن من مضايقات لإجبارها على مغادرة شقتها بعدما تم طرد جارها الحاخام شالوم عبد الحق الذي اضطر ليلتحق بعائلته في إسرائيل. يذكر أنه سبق لرئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، وكذا وزير العدل والحريات، مصطفى الرميد، ووزير السكنى وسياسة المدينة، محمد نبيل بنعبد الله استقبال وفد من ضحايا «مافيا العقار» ممن تم السطو على بيوتهم أو المهددون بإفراغها، وذلك بعد تفجر قضية الحاخام اليهودي الذي طُرد من بيته الذي عاش فيه أكثر من خمسة عقود قبل أن يضطر للرحيل رفقة زوجته إلى إسرائيل. وكان بنكيران قد وعد الضحايا الذين عرضوا عليه قضيتهم بذل كل ما يستطيع حتى لا تتكرر مأساة شالوم.