بعد أن قضت 50 سنة في مسكنها اتهمت أسرة يهودية تقطن بالدار البيضاء ما أسمتها «مافيا العقار» بمحاولة تشريدها وطردها من شُقتها المتواجدة بعمارة في شارع «جاكمان» من حي كوتييه، وذلك بعد أن قضت أزيد من 50 سنة تكتريها دون أي مشاكل تذكر، وفق شهادات ل3 من قاطني المبنى السكني، مشيرة إلى أنها تعرضت للتهديد منذ العام 2012 في حالة عدم تنفيذها لعمليات الإفراغ. ونشرت عائلة عبد الحق شريطا مصورا تستغيث فيه بالملك محمد السادس من أجل التدخل لإنقاذها مما أسمته «جريمة بحق الإنسانية تتعمدها جهات مالكة للعمارة المذكورة»، دون أن تشير إلى هويتها.. بينما ظهر شالوم عبد الحق، ويبدو أنه تجاوز الثمانين من عمره، وهو يتحدث عما يزيد من 46 سنة من إقامته رفقة زوجته داخل شقة بالعمار «دون أي مشاكل..». وتابع شالوم أن من أسماهم «الرباعة» يهددونه وأسرته بالإفراغ القسري من المنزل، لترمى به في الشارع بدون أي وجه حق»، مشيرا إلى أن هذا الحدث لم يشهد له المغرب مثيلاً في السابق.. أما زوجة شالوم، فيسمان مسعودي، التي أبدت حالتها الصحية المتدهورة رفقة زوجها، فعبرت عن غضبها من محاولة الإلقاء بِهما «في لحظة غفلة» إلى الشارع، وقالت: «أين سننام؟.. هذا ليس معقولا». من جهة أخرى، تساءلت سيدة خمسينية، هي جارة الأسرة اليهودية المغربية، عن مصدر المطالبين بإفراغ الساكنة للشقق في العمارة، وأضافت: «لا نعرف من أي جاؤوا ويدعون بأنهم يملكون العمارة»، مشيرة إلى أن هذه «المافيا» مارست عليهم منذ 2012 «التعذيب والتهديد» و»يهددونا باستقواءهم بالعدالة والأمن.. نحن معنا الله وصاحب الجلالة». وأعلنت المتحدثة استحالة خروج العائلات، التي قضت أزيد من 40 إلى 50 سنة في العمارة، «أين سنرحل، نحن أناس كبار في السن وألفنا مسكننا الذي نشتم فيه رائحة آباءنا»، قبل أن تصف الجهة المطالبة بالتفريغ ب»الحقير» و»المجرم»، التي تهدد الساكنة «بإرسال شمكارة». وتابعت السيدة ذاتها بالقول إن تلك الجهات تحاول هدم أجزاء من العمارة، من الشقق التي جرى تفريغ ساكنتها، حتى تظهر للسلطات أنها قديمة وبالية ولم تعد قادرة على دورها في السكن، «باتت العمارة فضيحة»، قبل أن تتوجه بندائها إلى الملك مرة أخرى من أجل التدخل العاجل. محمد متزكي، الذي قدم نفسه مُستثمرا من بين صفوف مغاربة العالم، قال في الشريط المذكور إن من أسماها «مافيا العقار» تقوم بجرائم ضد الإنسانية، وفق تعبيره، حيث تقوم بشراء العمارات والشقق بسكانها، «ويتم استصدرا الأحكام لصالحهم»، مشيرا إلى أن هذا الفعل يستهدف «تدمير حياة البيضاويين يهودا ومسلمين».. وطالب متزكي، في نداء وجهه للملك، زيادة على الحكومة والمجتمع المدني، بالتجند من أجل الوقوف ضد «هذه الآفة التي لم يعرفها المغرب من قبل.. ضد عصابة تريد الاغتناء السريع على حساب حياة البيضاويين» وفق تعبيره.