تسارعت وثيرة الأحداث في قضية - ما تصفه هيآت المجتمع المدني - ب "الطرد غير القانوني" للحاخام اليهودي المغربي شالوم عبد الحق، البالغ من العمر 91 سنة، من منزله في حي كوتييه بالدارالبيضاء، بعد تدخل كل من رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران ومحمد حصاد وزير الداخلية إلى جانب مصطفى الرميد وزير العدل والحريات في الموضوع. وقالت نزهة الوافي، البرلمانية المنتمية لحزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة الحالية، في تصريح لهسبريس إن رئيس الحكومة أقدم يوم الأربعاء على إعطاء تعليمات مستعجلة لوزير الداخلية من أجل التدخل وفتح تحقيق في حيثيات قضية إفراغ الأسرة اليهودية من بيتها، ومحاولة ثني الحاخام المغربي على الهجرة لإسرائيل. حصاد يتصل بشالوم وذكرت الوافي أنبنكيران كان ملما بجزء كبير من القضية بعدما اطلع على الفيديو الذي بثته جريدة هسبريس الإلكترونية يوم 6 يناير المنصرم والذي تضمن شهادة الحاخام شالوم عبد الحق وجارته المغربية ميسودي التي تدين بالديانة اليهودية. وكان الفيديو المصور قد أدلى فيه المواطنان المغربيان بشهادة تضمنت اتهامات مباشرة لما أسموه بمافيا العقار التي استولت بدون وجه حق على العقار الذي كانا يكتريان فيه شقتين سكنيتين. وعبرت البرلمانية المغربية عن ارتياحها بعدما بلغ إليها نبأ شروع وزير الداخلية في فتح تحقيق في الموضوع واتصاله بالحاخام اليهودي، والذي وعده بأن يفتح تحقيقا معمقا في الموضوع. وقالت الوافي لهسبريس "أكيد أن قضية مافيا العقار، التي فاحت رائحتها بشكل كبير، تلقى اهتماما كبيرا من طرف المسؤولين الحكوميين ومن ضمنهم رئيس الحكومة ووزير الداخلية ووزير العدل الذين يأخذون بمحمل الجد ملف مافيا العقار في الدارالبيضاء. ". واستطردت المتحدثة في ذات التصريح "يجب أن نعلم أن مافيا العقار نهبت عقارات الدارالبيضاء لعقود من الزمن، والوقوف لمواجهتها يحتاج إلى عمل وتكاثف لجهود الجهات المعنية المسؤولة من أجل حماية الملكية العقارية في المغرب. قضية مافيا العقار وأضافت "نحن من جهتنا في حزب العدالة والتنمية سنواصل طرح قضية مافيا العقار في البرلمان على غرار ملفات السطو على عقارات في الدارالبيضاء، بما فيها قضية شالوم عبد الحق وزوجته وجيرانه المسلمين واليهود". وأوردت عضوة الفريق البرلماني لحزب العدالة والتنمية "بالنسبة لملف عبد الحق شالوم، فقد بدأت دراسته على أعلى المستويات، والأكيد أن العدالة ستأخذ مجراها السليم". يشار إلى أن الحاخام قد أكد في حديث لهسبريس أنه لم يعد له أي خيار سوى الهجرة إلى تل أبيب في إسرائيل، بعد أن فقد آخر ممتلكاته في الدارالبيضاء، إثر إفراغه من منزله بحي غوتيي وسط العاصمة الاقتصادية، بطريقة مهينة أمام رجال الشرطة الذين حضروا التنفيذ. وأكد شالوم عبد الحق، الذي طرد من شقته في "حي غوتيي" بعد الاعتداء عليه جسديا رفقة زوجته، أنه منع من إخراج متاعه وملابسه وأوراقه التعريفية وأمواله، وكذا حلي زوجته وأدويته التي لم يتناولها منذ أزيد من أسبوع، من مقامه السابق على مرأى ومسمع عناصر للقوات العموميّة ومأمور التنفيذ القضائي. ويؤكد شالوم أن مغربيته لا يمكن أن يتخلى عنها، وكل ما يطلبه إنصافه لكي يتمكن من قضاء بقية عمره في بلده المغرب.