ما يزال مواطنون بمنطقة سيدي احميدة ضواحي سلاالجديدة وسط استياء شديد، وفق تعبيرهم، وهُم يتابعون استمرار ما قالوا إنها "تصرفات مسيئة ومخزية" لإمام مسجد المنطقة، دون تدخل من طرف السلطات الدينية والمحلية لإيقافه ومتابعته، حيث تناسلت العشرات من الشكايات والعرائض ضده لتتهمه ب"ممارسة الشعوذة، والاحتيال والنصب، والصلاة دون وضوء، والتهرب من أداء الصلوات". "يصلي الإمام بلا وضوء" هكذا تورد شكاية لساكنة سيدي احميدة وُضعت لدى مكتب المندوبية الجهوية والإقليمية لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالرباط وسلا، دون أي إجراء يُذكر، خاصة وأن الإمام المعني حاصل على عدة شهادات من قبيل "التجويد" و"الوعظ والإرشاد" و"شهادة بأنّه شريف". ويتساءل المشتكون كيف للإمام المذكور الحصول على تلك الشهادات "المعلقة على جدران بيته" مقابل التجاوزات التي يمارسها أمام أنظار العامة، حيث طالبوا بفتح تحقيق في تلك الشهادات، خاصة "التي يدعي فيها انتسابه إلى آل البيت الشريف". وشملت لائحة التجاوزات، بحسب مضمون الشكايات التي توصلت بها هسبريس وموقعة من أصحابها، أن الإمام "لا يغسل الميت، وإنما يصب علي الماء صبّاً.. معللا ذلك كونه لا يصلي"، كما "يتعاطى الشعوذة على أوسع نطاق داخل وخارج المغرب (مصر وليبيا وتونس)، مشتغلا بالكشف عن الكنوز وإبطال السحر". كما تشير المصادر ذاتها كون الإمام "اعتمد في الترويج لشعوذته على بطاقة شخصية تختصر ممارسته صرع الجن والجمع بين الرجل والمرأة والتفريق بينهما وتحديد هوية السارق ومكان المسروقات"، كما "يتاجر في القاصرين.. يأتي بهم كي يشتغل الذكور في المزرعات والإناث في البيوت ويتولى أخذ أجرتهم". قصص أخرى من ضمن تلك الشكايات ما راسلت بشأنه جمعية "سيدي حميدة للتنمية البشرية" المندوب الإقليمي لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بسلا، وتحصلت هسبريس على نسخة منه، والتي تكشف كون الإمام المذكور لا يواظب على إمامة رواد المسجد وقت الصلوات الخمس، "ولا يؤطر الجنائز، من غسل وصلاة وتكفين، ولا يلقن الأطفال كتاب الله" وفق تعبير الوثيقة التي زادت أنه بشهادة العديد من ساكنة المنطقة ف"تصرفاته مشبوهة تدخل فيما يسمى الشرك الأصغر.. ويتلقى مساهمات بإسم الجمعية من طرف بعض المحسنين مموها إياهم أن هذه المساهمات ستخصص لترميم وإصلاح المسجد". أما حميد بيطار، وهو تاجر بالمنطقة، فتقدم بدوره بشهادة ضدّ الإمام تفيد بأنه عمد إلى "أخذ مال وضعه أحد المحسنين، وقيمته 2300 درهم، من أجل شراء مواد البناء الخاصة بالمسجد"، مضيفا: "الإمام جاءني وطلب مني ما تركه المحسن عندي من مال، مع أنه لم يأذن له بأخذ ما تركه عندي، وانكشاف فعلة الإمام أمام المحسنين أثار استهجانهم واستنكارهم، فتم استرجاع المال منه بعد محاولته إخفاءه". ومما أبلغ به مكتب وزارة الأوقاف الجهوي بسلا، ويثير مزيداً من استغراب، ما رواه صالح بنعيسى، وهو تونسي الجنسية، الذي قال بأن والدته قدمت قبل أشهر إلى المغرب، بغرض البحث عن علاج لوالده بسبب ألم في رأسه طاله بعد إصابته بمسمار.. ويروي صالح: "كان والدي رحمه الله يعاني من ألم مزمن بعد مدة من دخول مسمار في رأسه، مضيفا أن عجز الأطباء على معالجته دفع الأسرة للتسليم بمس من الجن، "لم يكن لوالدتي بد سوى الحضور للمغرب.. وبما أن أفراد عائلتنا بقبيلة احصاين بسلاالجديدة، فقد دلها بعضهم على الإمام المذكور الذي وعدها بالعلاج". ويضيف المتحدث أن الإمام المشتكى به عرض عليها شروطاً من قبيل السفر إلى تونس للإطلاع على الأب المريض بنفقة سفر تتحملها الأسرة، "بقي في ضيافتنا لأسبوعين.. زعم أن والدي يسكنه جن بفعل السحر والحساد.."، مشددا عليهم أن العلاج يحتاج للأعشاب وبخور لا توجد إلا في المغرب، حيث مُكّن من مبلغ 3.5 مليُون سَنتيم مع تَذكرة سفر للإياب إلى المغرب، على أن يعود في أجل 15يوماً.. "لكنه لم يعد". كما ضمت شكاية أخرى، صاغها عبد الإله الحبوشي، حول "تدمير الأسرة"، كشف فيها أن الإمام كان يتردد في غيبته على منزله بمساعدة أم زوجته، "للقيام بأعمال سحرية لتحديد العلاقة التي يجب أن تسود.. وترمي إلى إخضاعي لزوجتي ولأصهاري خضوعا كاملا"، مضيفا أنع دخل على إثر ذلك في شجار مع الزوجة وصل لطلاق، "هذا المفسد الفاسد أحتفظ بحقي في متابعته قضائيا". مطالب بالتوقيف ويستنكر المواطنون استمرار الإمام في ممارسة مهامه دون أي تدخل للسطات المعنية في الأمر، بالرغم من الشكايات التي وضعت لدى مكاتب مندوبية "الأوقاف" بالرباط وسلا، حيث كشفت مصادر من المنطقة أن الإمام عمد، في عادة معروفة، إلى إقامة ولائم يستدعي فيها رئيس المقاطعة وعناصر من السلطة المحلية وبعض أصدقائه، "وهو ما يعلل ادعاءه بأن أي جهة لا تستطيع زعزعته من منصبه كإمام". ويطالب المشتكون بإخضاع المعني للتحقيق والمساءلة وإبعاده نهائيّا عن منصب الإمامة، وتعويضه بإمام "تتوفر فيه شروط الإمامة وتنعدم فيه كل الشوائب التي تتنافى مع رسالة إمام المسجد"، خاصة وأن الناس أخذوا منذ مدة في الانقطاع عن الصلاة خلف الإمام الحالي.