لم تمرّ أيّام على الخوض في شكايات لعدد من ساكنة منطقة سيدي احميدة ضواحي سلاالجديدة، التي حملت اتهامات لإمام مسجدها الوحيد ب"ممارسة الشعوذة، والاحتيال والنصب، والصلاة دون وضوء، والتهرب من أداء الصلوات"، حتى ثارت حفيظة عدد آخر منهم، يتحدثون عن "مؤامرة" حيكت ضد الفقيه وتطال 15 سنة من عمله الديني داخل المسجد، وفق تعبيرهم. الشكاية الجديدة التي توصلت بها هسبريس، وحملت توقيع "ساكنة سيدي احميدة"، تشير إلى أن القصة مع الإمام المذكور بدأت حين عمدت جمعية، تنشط في مجال التنمية البشرية والتي كانت وراء العريضة المشتكية ضد الإمام، إلى تعليق لافتاتها على جدران المسجد من الداخل والخارج، مشيرة إلى أن الأمر ظهر منذ مجيء الجمعية قبل 4 سنوات "بهدف الإصلاح والترميم". وتتهم الشكايةُ الجمعيةَ ذاتها بجمع أموال المحسنين "دون رقيب أو حسيب سواء من طرف النواب الشرعيين أو الجهاز الوصي"، مضيفة "لقي بعض أعضاء الجمعية ضالتهم وبدأوا بالضغط وممارسة سلطتهم على الإمام مُهددينَه بالطرد إذ لم يستجب لمطالبهم والتستر على أفعالهم". ويورد المصدر ذاته أن بعض أعضاء الجمعية "ومع اقتراب موعد الانتخابات.. بدأ بحركاته التسخينيّة أرادوا لها البداية من المسجد"، مضيفا أن عدم الاستجابة لمطالبهم وتوتر العلاقة "عمدوا إلى اتهامه بالسحر والشعوذة وعدم حضور وتأطير الجنائز وعدم أداء التصويت"، فيما أعلنت الشكاية "تشبت ساكنة سيدي احميدة بهذا الإمام أكثر من أي وقت مضى ويعارضون بشدة أي تدخل في شؤونهم".. وفيما ينفي الإمام، المعني بهذا التقاذف بالاتهامات، في تصريح أدلى به هسبريس، كل ما طاله في موضوع الشكايات الأولى، من "ممارسة الشعوذة، والاحتيال والنصب، والصلاة دون وضوء"، عاد ليتهم بدوره، عبر شكاية سبق له أن تقدم بها، لدى المندوبية الإقليمية لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بسلا وعامل عمالة سلا، الجمعية ذاتها ب"تحويل مشاريع إصلاحها وترميم مسجد المنطقة إلى الاسترزاق بالنظر إلى المبالغ المالية" المتحصَّلة لديها. ويضيف الإمام، أن تلك المبالغ، التي قد تصل لمبلغ 400 مليون سنتيم، يتم التوصل بها "سواء من نواب وسكان الجماعات السلالية.. ومن طرف وزارة الأوقاف"، مضيفا أن أعضاء الجمعية "لا يصلون في المسجد ولا في الأوقات العادية ولا في يوم الجمعة ولا يحضرون الجنائز.. بشهادة سكان المنطقة". إلى ذلك، توصلت هسبريس بنسخة من عريضة احتجاجية منسوبة لعدد من ساكنة منطقة سيدي احميدة ضواحي سلاالجديدة، تعلن فيها "التضامن مع إمام مسجد سيدي احميدة احصين"، و"تفند الادعاءات الكاذبة التي يروجها أشخاتص ذووا أطماع شخصية وتمس شرف وكرامة سكان القبيلة". وكان عدد من ساكنة المنطقة قد احتجوا قبل أيام، عبر شكايات وعرائض توصلت هسبريس بنسخ منها، ضد ما أسموه "تصرفات مسيئة ومخزية" لإمام مسجد المنطقة، دون تدخل من طرف السلطات الدينية والمحلية لإيقافه ومتابعته، موردة أنه "يصلي الإمام بلا وضوء" رغم أن الإمام المعني حاصل على عدة شهادات من قبيل "التجويد" و"الوعظ والإرشاد" و"شهادة بأنّه شريف".