حذّرت دراسة فنلندية المسافرين من استخدام المضادات الحيوية لعلاج الإسهال، لأن ذلك قد يعرضهم للإصابة بعدوى بكتيرية خطيرة، تتسبب فى إلتهابات مزمنة قد ترافقهم مدى الحياة، بالإضافة إلى أنهم ينقلون تلك العدوى البكتيرية إلى بلدانهم بعد العودة. وأوضح الباحثون، بمستشفى جامعة هلسنكى بفنلندا، فى دراستهم التى نشروا تفاصيلها في دورية "الأمراض المعدية السريرية"، أن الإسهال من الأعراض التى كثيرًا ما تحدث للمسافرين، ويحاول البعض تناول المضادات الحيوية، لحماية أنفسهم من الإسهال، لكن هذا قد يعرضهم إلى الخطر. الباحثون أضافوا أنه عند تناول المضادات الحيوية لعلاج الإسهال، فى البلدان التى تنتشر فيها البكتيريا المقاومة للأدوية، تنتج تلك البكتيريا إنزيم فى الأمعاء يسمى (ESBL) يعمل على تفتيت المضادات الحيوية وإلغاء مفعولها، ويحمل هؤلاء المسافرون هذا الإنزيم فى أمعائهم وينقلونه إلى بلدانهم. وللوصول إلى نتائج الدراسة، قام الباحثون بتحليل عينات براز من 430 فنلندنًا قبل وبعد السفر خارج الدول الاسكندنافية، لأكثر من أربع ليال، لمعرفة مدى إصابتهم بعدوى (ESBL) أثناء فترة سفرهم.. ووجد الباحثون أن 37٪ من المشاركين فى الدراسة أصيبوا بالعدوى البكتيرية، نتيجة استخدام المضادات الحيوية لعلاج الإسهال، وزادت تلك النسبة لتصبح 80٪ بالنسبة للمشاركين الذين سافروا إلى دول جنوب قناة آسيا التى تنتشر فيها عدوى (ESBL) البكتيرية. ووفقا للنتائج، استنتج الباحثون أن أفضل الاستراتيجيات لتجنب الإصابة بالعدوى البكتيريا، هو الحد من استخدام المضادات الحيوية لعلاج الإسهال، خاصة إذا صدرت تعليمات للمسافرين، بأن يكونوا أكثر حذرًا في استخدام مضادات الجراثيم. وقال قائد فريق البحث، الدكتور "أنو كانتيلي" بمستشفى جامعة هلسنكى إن الغالبية العظمى من حالات الإسهال التى تحدث للمسافرين خفيفة، وتشفى من تلقاء نفسها، وبالتالى فإن استخدام المضادات الحيوية غير ضروري. وكانت دراسات سابقة، كشفت أن هناك عدد قليل من المضادات الحيوية، التي يمكن أن تكون فعالة ضد التهابات المسالك البولية، وتسمم الدم الناجم عن الإصابة بعدوى بكتيريا (ESBL)، كما أن العديد من المصابين بتلك البكتيريا، يعانون من إلتهابات مزمنة قد ترافقهم مدى الحياة. ووفقا للمراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض، والوقاية منها (CDC)، فإن العدوى البكتيرية (ESBL)، يصعب الكشف عنها بسهولة، لأنها تعمل على إبطال مفعول أشكال متعددة من المضادات الحيوية، وقادرة على إحداث عدوى خطيرة، أصعب وأكثر كلفة علاجية من عدة أمراض أخرى. وبحسب إحصائيات (CDC)، فإن الإسهال من الأمراض الأكثر شيوعًا بين المسافرين، ويصيب حوالى 10 ملايين شخص سنويًا، يمثلون 20 إلى50٪ من المسافرين الدوليين، ويحدث عادة في غضون الأسبوع الأول من السفر. كما أن نحو 300 مليون مسافر، يزورون المناطق التي تنتشر بها البكتيريا المقاومة للأدوية، ويعود أكثر من 20٪ من هؤلاء المسافرين إلى بلدانهم محملين بالعدوى البكتيرية، نتيجة تناول المضادات الحيوية لعلاج الإسهال. * وكالة أنباء الأناضول