ذكرت دراسة أميركية جديدة أن الأطباء في كثير من الأحيان يسيئون استخدام المضادات الحيوية لدى علاج مرضى المستشفيات المصابين بالتهابات الجهاز التنفسي، بحسب خدمة يوريك أليرت المقدمة من الجمعية الأميركية لتقدم العلوم. وتتبعت الدراسة التي أجراها الباحثون بكلية طب جامعة بنسلفانيا كيڤن شايلي وإبنغ لوتنباخ وإنجي لي، وسوف تنشر حصيلتها الشهر القادم بدورية «مكافحة العدوى وأوبئة المستشفيات»، مرضى الالتهابات التنفسية في مستشفيين بولاية بنسلفانيا، ووجدت أن الأطباء كثيرا ما يستخدمون المضادات الحيوية لعلاج مرضى يعانون عدوى التهابات معروف أن سببها الفيروسات. وتعتبر هذه النتائج مقلقة لأن المضادات الحيوية ليست فعالة بمكافحة الفيروسات، وقد تم ربط الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية بتطور أو نشوء سلالات بكتيرية تقاوم المضادات الحيوية. تشخيص دقيق ويذكر الباحثون في دراستهم أن البيانات والمعطيات تشير على الأقل إلى مجال علاجي واحد يشيع فيه استخدام المضادات الحيوية، بدون سبب واضح لذلك. ويأمل الباحثون أن يكون هذا الكشف عن فرط استخدام المضادات الحيوية مفيدا في تطوير تدخلات أو إجراءات طبية بقصد الحد من الاستخدام غير المناسب للمضادات الحيوية في المستقبل. وكانت السنوات الأخيرة قد شهدت تطويرا لاختبارات تشخيصية تميز بين أنواع العدوى الناجمة عن الفيروسات وتلك الأنواع التي تسببها البكتيريا. وينبغي -من الجانب النظري- لأساليب التشخيص الأكثر تحديدا ودقة أن تقلل من الاستخدام غير الملائم للمضادات الحيوية لدى المرضى الذين يعانون من العدوى الفيروسية. لكن لا يبدو أن ذلك التقليل يحدث فعلا، بحسب هؤلاء الباحثين. ودرس الباحثون البيانات المسجلة لمرضى الالتهابات التنفسية الذين تلقوا العلاج في اثنين من مستشفيات بنسلفانيا على مدى عامين من الزمن. ضرر المضادات ومن بين 196 مريضا ثبت تشخيصهم بعدوى الالتهابات الفيروسية استمر 125 مريضا منهم في تلقي المضادات الحيوية بعد تشخيص حالاتهم. وذكر الباحثون أنه من المفهوم أن يستمر تلقي المريض للمضادات الحيوية إذا أظهرت صورة أشعة سينية غير طبيعية للصدر وجود عدوى بكتيرية متزامنة مع العدوى الفيروسية. ولم تكن هناك صور أشعة سينية غير طبيعية للصدر إلا لدى 37% فقط من هؤلاء المرضى. ويضيف الباحثون أنه ليس واضحا سبب استمرار وصف المضادات الحيوية لنحو 63% من هؤلاء المرضى الذين كانت صور الأشعة السينية الخاصة بهم طبيعية. ووجد الباحثون أن هذه الفئة الأخيرة من المرضى -الذين استمروا يتلقون المضادات الحيوية- لم يستفيدوا من هذه الوصفة، بل في الواقع قد تكون المضادات الحيوية قد أدت إلى ضرر في بعض الحالات. الاستخدام الملائم وعلى سبيل المثال أصيب عدد كبير من مرضى المضادات الحيوية بإسهال كلوستريديوم ديفِسيل، وهي حالة مرتبطة باستخدام المضادات الحيوية. وفي المتوسط العام ظهر أن مجموعة المشاركين الذين تلقوا المضادات الحيوية مكثوا في المستشفى فترات أطول وكانت معدلات الوفيات بينهم أعلى، مقارنة بالمجموعة التي لم تتلق المضادات الحيوية. في حين لا يمكن لتلك النتائج الأسوأ أن تعزى بشكل مباشر إلى العلاج بالمضادات الحيوية، إلا أنها تشير بالفعل إلى عدم وجود فائدة سريرية من ورائها، بحسب الباحثين. ويرى الأستاذ في جامعة بنسلفانيا ورئيس جمعية علم أوبئة الرعاية الصحية في أميركا نيل فِشمان، أن هذه الدراسة تسلط الضوء على الدور الحاسم للإشراف على مضادات الجراثيم في تحسين رعاية المرضى. ويضيف فشمان أن الاستخدام الملائم للمضادات الحيوية ليس فقط ضروريا للحد من ظهور مقاومة الميكروبات، بل قد يساعد أيضا في تحسين النتائج السريرية.