كشفت دراسة طيبة نشرت يوم الأربعاء 3 غشتأ في مجلة الأمراض المعدية الأمريكية عن تحديد سلالة جديدة من البكتيريات المعدية في الدجاج والديك الرومي (البيبي) بالمغرب. وأظهرت الدراسة، التي قام بها باحثون فرنسيون في عدد من البلدان الأفريقية، أن هذه السلالة الجديدة من البكتيريا المكتشفة هي من "الجرثومات القوية" من فصيلة السالمونيلا التي تتوفر على مقاومة عالية ضد المضادات الحيوية من نوعية السيبروفلوكساسين، أو ما يسمى اختصار ب"سيبرو"، وهي مادة تستعمل عادة في علاج العدوى الشديدة لباكتيريا السالمونيلا. وفي معظم الحالات، تتسبب هذه البكتيريا في إصابات معتدلة بتشنجات المعدة وحمى وإسهال، لكن أكثر الفئات المعرضة لخطر العدوى المؤدية للموت هي لدى كبار السن وضعاف جهاز المناعة. وهذه الحالات يتم التعامل معها، عادة، باستخدام أدوية المضادات الحيوية المعروفة باسم "فليوروكينولون"، التي تشتمل على دواء شائع الاستعمال هو ال"سيبروفلوكساسين"، الذي تنتجه شركة باير باسم دواء سيبرو، ويتوفر حاليا دواء جنيس مماثل له. وأوضحت الدراسة، التي نشرتها المجلة الطبية الأمريكية (جورنال أوف إينفيكشس ديزيزز)، بأن هذه السلالة الجديدة من البكتيريا قد عثر عليها في الدجاج والديك الرومي في ثلاث بلدان أفريقية وهي المغرب وإيثيوبيا ونيجريا. وهذا يعني أن "الدجاج عامل مهم في العدوى"، وهو ما يجعل الباحثين يخشون من انتشار هذه الجرثومة الخطيرة حول العالم. وفي رأيهم، فإن السبب الأساسي لظهور هذه الجرثومة يعود للاستعمال الشائع لمضادات حيوية تعرف باسم ال"فليوروكينولون" في إنتاج الدجاج والديك الرومي في المغرب ونيجيريا، وهو ما "قد يكون ساعد على الانتشار السريع لهذه الجرثومة". والمعروف أن عدوى السالمونيلا هي من أهم مشكلات الصحة العامة في جميع أنحاء العالم. إذ يقدر عدد الإصابات بالعدوى 1.7 مليون حالة سنويا في شمال أفريقيا كل عام، وما يزيد عن 1.6 مليون حالة رُصدت في 27 بلدا أوربيا في ما بين عامي 1999 و2008. وكانت هذه السلالة من الجرثومات المعروفة باسم "س. كنتاكي" قد انتشرت حول العالم في ما يقارب الخمسمائة حالة عثر عليها في فرنسا والدنمارك وإنجلترا وبلاد الغال في الفترة ما بين عامي 2002 و2008، وفقا لما جاء في الدراسة. وأكد الباحثون الفرنسيون أنهم اكتشفوا في حالات أخرى للعدوى في شمال أمريكا وخاصة في كندا والولايات المتحدةالأمريكية، وهو ما يشير إلى أن العدوى انتشرت عبر الأطعمة المستوردة وبالخصوص في الدجاج والديك الرومي. وقال مسؤولون أمريكيون في وزارة الصحة إنهم عثروا على حالات مشابهة تفيد بأن سلالة جديدة من بكتيريا السالمونيلا مقاومة للمضادات الحيوية تسمى "س. هايلبورغ"، وقد أصيب بها ما لا يقل عن 76 شخصا وتوفي من جرائها شخص واحد. والمشكل هو أن البكتيريات المقاومة للأدوية المتعددة، المسماة بالبكتيريات القوية، من فصيلة السالمونيلا قد طورت مقاومة فريدة تمكنها من التغلب على الأدوية المضادة لها، وهي في العادة تنتشر في الأطعمة وتنتقل من شخص إلى شخص. وفي الدراسة التي أجراها الفرنسي فرانسوا كسافيي وسيمون لوهيلو، من معهد باستور، تبين أن هناك 489 حالة إصابة بعدوى من فصيلة "س. كنتاكي" في بلدان أوربا والولايات المتحدةالأمريكية، حيث ارتفعت الحالات بشكل تصاعدي من 3 حالات في عام 2002 إلى 174 حالة في عام 2008. ويعتقد أن مصدر العدوى الأول جاء من مصر في الفترة ما بين عامي 2002 و2005، لكن حالات العدوى ظهرت أيضا في مناطق من أفريقيا والشرق الأوسط. ويحذر الباحثون من أن "عدم الإبلاغ عن السفر الدولي في ما لا يقل عن 10 في المائة من المرضى يشير إلى أن الإصابات بالعدوى حدث أيضا في أوربا عن طريق استهلاك أطعمة مستوردة مصابة بالعدوى أو عبر مصادر ثانوية للعدوى." --- *تعليق الصورة: صورة مجهرية لسلالة جديدة من بكتيريات السالمونيلا (بالأحمر) التي تغزو الخلايا البشرية