انطلقت يوم الأحد 12 شتنبر 2010 ببوسطن الأمريكية، الدورة السنوية الخمسين للمؤتمر الدولي حول الأمراض المعدية، الذي سيناقش الأخطار المحتملة على الصحة العامة، الناتجة عن نقص المضادات الحيوية الجديدة. وقال محمد الأغضف الغوتي، نائب الأمين العام لاتحاد الصيادلة العرب، أن هناك سوء استعمال المغاربة للمضادات الحيوية، لكونها تدخل في خانة التداوي الذاتي، الذي لا يخضع لأية معاينة صحية أو وصفة طبية تحدد نوعه، ومقداره وزمان تعاطيه. وأضاف الغوتي، في تصريح ل التجديد، أن غياب رقابة الدولة ونتيجة للأزمة الاقتصادية، أصبحت سوق المضادات الحيوية، خارجة عن نطاق المهنيين المعنيين بها، وأصبحت تجارة مربحة للبقالين والمحلات التجارية، دون أن يكون لها ترخيص لبيع هذه الأدوية. وأوضح أن المشكل في الاستعمال الذاتي لهذه المضادات، يشكل خطورة على صاحبها، لأنه يستعملها مرة واحدة ظنا منه أنه قد صار معافى، في حين أن استعمال هذه المضادات يتطلب مداومة قد تصل لأسبوع، من أجل القضاء بشكل أكبر على الجراثيم والبكتيريا المسببة للمرض. وقال الدكتور ليندسي غريسون، رئيس برنامج الدورة الخمسين للمؤتمر الدولي، التي ستمتد من 12 إلى 14 شتنبر الجاري، والتي من المتوقع أن يحضرها نحو 12 ألف مشارك، من بينهم ثلاثة فائزين بجائزة نوبل، (قال) إن تراجع اكتشاف المضادات الحيوية الجديدة يثير قلقنا مع ازدياد مقاومة الجراثيم لهذه العلاجات. وأوضح غريسون، أن هذا التراجع في اكتشاف وتسويق المضادات الحيوية الجديدة يعود لأسباب مالية بشكل خاص، فالمختبرات الكبرى تركز في المقام الأول على تطوير أدوية أكثر أرباحا، لا سيما الأدوية المضادة للكولسترول، مضيفا نحن بحاجة بشكل خاص إلى مضادات حيوية تستهدف وظائف جديدة للبكتيريا مثل آلية تكاثرها، كما أن هناك حاجة ماسة إلى أسلحة جديدة ضد الجراثيم في مواجهة جرثومة خارقة جديدة مرعبة تدعى (ان دي ام 1). وقال الغوتي في تصريحه لالتجديد، بخصوص الجرثومة الخطيرة إن دي إم ,1 إنه لم يتم تسجيل أي حالة إصابة بها بالمغرب إلى حدود الساعة، لكن احتمال وصولها إلى المغرب مطروح، خصوصا وأن وسائل تنقلها متوفرة بشكل كبير. وتعتبر هذه البكتيريا (نيو دلهي ميتالو لاكتاماز 1)، أكثر خطورة من العنقوديات الذهبية المقاومة لالمثسلين، التي تسبب أكثر من 60% من عدوى المستشفيات، لأنها مقاومة لكل أنواع المضادات الحيوية الموجودة حاليا. وقد ظهرت بكتيريا ان دي ام 1 في مستشفيات الهند، وفقا لدراسة نشرت في غشت في المجلة الطبية البريطانية ذا لانسيت التي أوضحت أن هذه الجرثومة الجديدة نقلها إلى بريطانيا سياح طبيون (مرضى عولجوا في الخارج). وأول شخص توفي من جرائها، هو بلجيكي دخل المستشفى في باكستان إثر حادث سيارة. ويدعوا العلماء، إلى ضرورة تطوير مضادات حيوية جديدة، مع استعمال المضادات الموجودة حاليا والتي لا تزال فعالة بدراية، لأن الاستعمال المفرط لهذه الأدوية يزيد المقاومة الجرثومية. وستشكل انفلونزا الخنازير، محور عدة اجتماعات ستكشف خلالها دراسات عن أسباب تفاقم أعراض المرض بشكل خاص لدى النساء الحوامل. كما سيتم نشر كتاب يضم أهم الاكتشافات التي عرضت خلال السنوات الخمسين الماضية لمكافحة العدوى الجرثومية، بمناسبة مرور 50 عاما على انطلاق أقدم مؤتمر حول علم الجراثيم في العالم.