أشاد ناشطون وسياسيون مغاربة بقرار المغرب مقاطعة المشاركة في المسيرة المليونية التي شهدتها العاصمة الفرنسية باريس، أمس، بمناسبة التنديد بالإرهاب الذي ضرب فرنسا في الأيام الأخيرة، واكتفاء وزير الخارجية المغربي بتقديم التعزية للرئيس فرانسوا هولاند. ووصف ناشطون مغاربة وعرب أيضا قرار وزارة الخارجية الانسحاب من المشاركة في المسيرة في قلب باريس، بأنه قرار ذكي ومنسجم مع التزامات الدولة المغربية، فيما اعتبر آخرون أن هذا القرار أحرجت من خلاله الرباط الدول العربية التي شاركت في المسيرة. وأثنى المصطفى المعتصم، الأمين العام لحزب البديل الحضاري، على قرار المغرب بعدم المشاركة في مسيرة باريس، يوم أمس، المناوئة للعمليات الإرهابية، بسبب تواجد صور ورسوم مسيئة للنبي والإسلام رفعها مشاركون في المسيرة، ووصفه بأنه "قرار ذكي". وقال المعتصم على صفحته بموقع الفيسبوك "إن المغرب بعدم مشاركته في التظاهرة الباريسية قد اتخذ قرارا ذكيا جدا، حينما ربط مشاركته في التظاهرة التضامنية بعدم حمل المتظاهرين للرسوم والكاريكاتورات المسيئة لرسول الله صلى الله عليه وسلم". وشرح المعتصم "قرار المغرب كان غاية في الذكاء، إذ أن المغرب بموقفه هذا قد قدم نفسه كدولة تحترم التزاماتها الدولية، حينما هب المغاربة ملكا وحكومة وشعبا، بكل حساسياتهم السياسية والفكرية، للتعبير عن مساندتهم للشعب الفرنسي، والوقوف بجانبه في محنته". واسترسل المعتصم بالقول "المغرب ربط مشاركته بهذه التظاهرة بعدم نشر كاريكاتورات مسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم، وفي هذا تأكيد على موقفه القديم المدين لنشر هذه الرسوم والكاريكاتورات التي لا تمت إلى حرية التعبير والرأي بصلة". وذهب السياسي إلى أن "المغرب بتصرفه هذا أرسل أيضا رسالة قوية إلى فرنسا يقول لها فيها إن المغرب لم يعد يدبر العلاقة مع فرنسا، كما كان من قبل الأزمة الأخيرة بين البلدين"، وأنه قادر على اتخاذ القرارات الحاسمة دون تردد حتى في اللحظات الدقيقة والمفصلية". ومن جانبه أورد الناشط حسن حمورو، في حائطه الفيسبوكي، بأن "المغرب يخطو بثبات لاستعادة دوره وموقعه التاريخي"، مبرزا أن "الامتناع عن المشاركة في مسيرة الجمهورية الفرنسية ضد الإرهاب بسبب الرسوم المسيئة للرسول واحدة من هذه الخطوات". وتابع الناشط بأن هذا المسار "انطلق بالخطاب الملكي الموجه للجمعية العامة للأمم المتحدة الذي ألقاه رئيس الحكومة في شتنبر الماضي"، مردفا أنه "لا ينبغي الالتفات لدعاوى المقارنة البئيسة التي سيلجأ إليها دعاة التأزيم، بل وجب التركيز على جوهر العملية". ورأى ناشطون مغاربة وعرب في قرار المغرب مقاطعة المشاركة في المسيرة شجاعة دبلوماسية لم تتوفر في الكثير من البلدان العربية التي قبلت المشاركة في مسيرة حضرها "إرهابيون" في الإشارة إلى بنيامين نتانياهو، وأيضا لحمل صور مسيئة لنبي الإسلام. وفي هذا الصدد قالت ناشطة مصرية، تدعى ندا أحمد، إن "الرباط تحرج العرب"، وأضافت "القرار نابع من كون الحاكم يستمد قوته من شعبه"، متابعة "شكرا ملك المغرب"، فيما قال ناشط مغربي إن قرار المغرب يستحق أن يكون نموذجا لما يتعين أن تكون عليه سياستنا العربية". وقالت وزارة الداخلية الفرنسية، أمس، إن أكثر من 3 ملايين شخص شاركوا في "مسيرة الجمهورية"، بكافة أنحاء فرنسا، حيث إنها "أحصت ما لا يقل عن 2 مليون شخص في المظاهرات التي عمت مختلف المدن الفرنسية، فيما سجلت تظاهرة باريس وحدها ما بين 1.2 و1.6 مليون.