قال المصطفى المعتصم، الأمين العام للبديل الحضاري، الذي سبق حله من طرف الوزير الأول عباس الفاسي، إن « المغرب بعدم مشاركته في التظاهرة الباريسية قد اتخذ قرارا ذكيا جدا، حينما ربط مشاركته في التظاهرة التضامنية التي عرفتها باريس، صبيحة الأحد 11 يناير 2015، بعدم حمل المتظاهرين للرسوم والكاريكاتورات المسيئة لرسول الله ». ووصف القادة العرب والمسلمين الذين شاركوا في هذه التظاهرة ب »الغباء »، حيث كتب على صفحته في الفيسبوك « الغباء كان من القادة العرب والمسلمين الذين شاركوا، ومن ورائهم لافتات تسب رسول الله، وتهين كرامة كل المسلمين، وتمس بإيمانهم »، متابعا « الأغبياء هم القادة العرب والمسلمين الذين مشوا في التظاهرة ضد الإرهاب، جنبا إلى جنب مع أكبر إرهابي في القرن الواحد والعشرين (نتنياهو)، ورئيس الدولة الإرهابية العنصرية الوحيدة في العالم (إسرائيل). ترى ما عساهم يقولون لشعوبهم الآن لتبرير ما قاموا به ». وأضاف المعتصم، الذي سبق أن قضى حكما بالسجن، في خلية بلعيرج، « نعم قرار المغرب كان غاية في الذكاء، إذ أن المغرب بموقفه هذا قد قدم نفسه كدولة تحترم التزاماتها الدولية، حينما هب المغاربة ملكا وحكومة وشعبا، بكل حساسياتهم السياسية، والفكرية، للتعبير الفصيح عن مساندتهم لفرنسا، وللشعب الفرنسي، والوقوف بجانبه في محنته، متجاوزين كل توترات المرحلة الحرجة، والمضطربة، التي تمر منها العلاقة المغربية الفرنسية، ولم يتوانى أو يتردد في القيام بالواجب عبر انتقال وزير خارجيته لتقديم العزاء للدولة والشعب الفرنسي والتعبير عن تنديدهم بالإرهاب ومحاربته والوقوف إلى جانب ضحاياه. ولكنه ربط مشاركته بهذه التظاهرة بعدم نشر كاريكاتورات مسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم، وفي هذا تأكيد على موقفه القديم المدين لنشر هذه الرسوم والكاريكاتورات التي لا تمس إلى حرية التعبير والرأي بصلة بقدر ما تسيئ إلى مواطنين فرنسيين من الديانة الإسلامية وتسيئ إلى أمة الإسلام وتهين كرامة ومشاعر مليار ونصف مسلم وتذكي نيران التطرف والعنف والكراهية وتؤجج الحروب بين الأديان وبين الحضارات وبين الثقافات ». لكن المغرب بتصرفه هذا، يضيف معتصم، « أرسل أيضا، رسالة قوية إلى فرنسا يقول لها فيها أن المغرب لم يعد يدبر العلاقة مع فرنسا كما كان من قبل الأزمة الأخيرة بين البلدين. أراد أن يقول أنه قادر على اتخاذ القرارات الحساسة والحاسمة من دون تردد حتى في اللحظات الدقيقة والمفصلية، قرارات تحترم خياراته، وتوجهاته، ومصالحه أولا، سواء نالت رضى فرنسا أو لم تنل رضاها، ورضى من يرى في فرنسا أنها الدولة الأم. وهكذا بقدر ما جمع بين المبدئية (الصواب الواجب كما يقول المغاربة) بقدر ما كان قراره تعبيرا عن احترام هوية أمة وشعب وتعبيرا عن السيادة وعدم التماهي وبقدر ما أشر هذا القرار إلى منعطف جديد في العلاقات المغربية الفرنسية ». وخلص المعتصم إلى أنه قد يختلف ويعارض الكثير من السياسات الحكومية ولكن، يستدرك قائلا « ليس من العدل أن أبخس الناس أشياءهم وفي هذا الموقف أقول هنيئا للدولة والحكومة المغربية فقد كان الموقف ذكيا جدا ».