موكوينا: سيطرنا على "مباراة الديربي"    موتسيبي: كأس أمم إفريقيا للسيدات المغرب 2024 ستكون الأفضل والأنجح على الإطلاق    الصويرة تستضيف اليوم الوطني السادس لفائدة النزيلات    ضمنهم موظفين.. اعتقال 22 شخصاً متورطين في شبكة تزوير وثائق تعشير سيارات مسروقة    مهرجان "أجيال" بالدوحة يقرب الجمهور من أجواء أفلام "صنع في المغرب"    طقس حار من السبت إلى الاثنين وهبات رياح قوية مع تطاير الغبار الأحد بعدد من مناطق المغرب        صادرات الصناعة التقليدية تتجاوز 922 مليون درهم وأمريكا تزيح أوروبا من الصدارة    الرئيس الصيني يضع المغرب على قائمة الشركاء الاستراتيجيين    افتتاح أول مصنع لمجموعة MP Industry في طنجة المتوسط    وهبي: أزماتُ المحاماة تقوّي المهنة    خبراء: التعاون الأمني المغربي الإسباني يصد التهديد الإرهابي بضفتي المتوسط    الإكوادور تغلق "ممثلية البوليساريو".. وتطالب الانفصاليين بمغادرة البلاد    المغرب التطواني يُخصص منحة مالية للاعبيه للفوز على اتحاد طنجة    حكيمي لن يغادر حديقة الأمراء    المحكمة توزع 12 سنة سجنا على المتهمين في قضية التحرش بفتاة في طنجة    ابن يحيى تشارك في افتتاح أشغال المنتدى البرلماني السنوي الأول للمساواة والمناصفة    بوريطة: المقاربة الملكية لحقوق الإنسان أطرت الأوراش الإصلاحية والمبادرات الرائدة التي باشرها المغرب في هذا المجال    من العاصمة .. إخفاقات الحكومة وخطاياها    مجلس المنافسة يفرض غرامة ثقيلة على شركة الأدوية الأميركية العملاقة "فياتريس"        "أطاك": اعتقال مناهضي التطبيع يجسد خنقا لحرية التعبير وتضييقا للأصوات المعارضة    لتعزيز الخدمات الصحية للقرب لفائدة ساكنة المناطق المعرضة لآثار موجات البرد: انطلاق عملية 'رعاية 2024-2025'    هذا ما قررته المحكمة في قضية رئيس جهة الشرق بعيوي    مندوبية التخطيط :انخفاض الاسعار بالحسيمة خلال شهر اكتوبر الماضي    فاطمة الزهراء العروسي تكشف ل"القناة" تفاصيل عودتها للتمثيل    مجلس الحكومة يصادق على تعيين إطار ينحدر من الجديدة مديرا للمكتب الوطني المغربي للسياحة    المحكمة الجنائية الدولية تنتصر للفلسطينيين وتصدر أوامر اعتقال ضد نتنياهو ووزير حربه السابق    طبيب ينبه المغاربة لمخاطر الأنفلونزا الموسمية ويؤكد على أهمية التلقيح    قانون حماية التراث الثقافي المغربي يواجه محاولات الاستيلاء وتشويه المعالم    توقعات أحوال الطقس غدا السبت    الأنفلونزا الموسمية: خطورتها وسبل الوقاية في ضوء توجيهات د. الطيب حمضي    ما صفات المترجِم الناجح؟    خليل حاوي : انتحار بِطَعْمِ الشعر    الغربة والتغريب..    كينونة البشر ووجود الأشياء    الخطوط الملكية المغربية وشركة الطيران "GOL Linhas Aéreas" تبرمان اتفاقية لتقاسم الرموز    المجر "تتحدى" مذكرة توقيف نتانياهو    رابطة السلة تحدد موعد انطلاق الدوري الأفريقي بالرباط    بنما تقرر تعليق علاقاتها الدبلوماسية مع "الجمهورية الصحراوية" الوهمية    مفتش شرطة بمكناس يستخدم سلاحه بشكل احترازي لتوقيف جانح    القانون المالي لا يحل جميع المشاكل المطروحة بالمغرب    "سيمو بلدي" يطرح عمله الجديد "جايا ندمانة" -فيديو-    بتعليمات ملكية.. ولي العهد يستقبل رئيس الصين بالدار البيضاء    العربي القطري يستهدف ضم حكيم زياش في الانتقالات الشتوية    لَنْ أقْتَلِعَ حُنْجُرَتِي وَلَوْ لِلْغِناءْ !    تجدد الغارات الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية عقب إنذارات للسكان بالإخلاء        تفكيك خلية إرهابية لتنظيم "داعش" بالساحل في عملية مشتركة بين المغرب وإسبانيا    الولايات المتحدة.. ترامب يعين بام بوندي وزيرة للعدل بعد انسحاب مات غيتز    وفاة شخصين وأضرار مادية جسيمة إثر مرور عاصفة شمال غرب الولايات المتحدة    أول دبلوم في طب القلب الرياضي بالمغرب.. خطوة استراتيجية لكرة القدم والرياضات ذات الأداء العالي    تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة (دراسة)    تشكل مادة "الأكريلاميد" يهدد الناس بالأمراض السرطانية    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المصطفى المعتصم ل ” دنيا بريس :” سنجعل الفاسدين وأعداء الديمقراطية يعضون على الحديد ندما
نشر في دنيابريس يوم 08 - 11 - 2010

المعتصم يحيي بيسراه ، رافعا شارة النصر ويمناه مقيدة بالأصفاد مشدودة إلى أخيه ورفيق دربه الأمين الركالة كرمز على وحدة المصير بينهما
دنيا بريس تحاور الأمين العام لحزب البديل الحضاري المعتقل المصطفى المعتصم
أجرى معه الحوار : عبدالجليل ادريوش
أزيد من سنتين ونصف وواحد من أمناء الأحزاب السياسية المغربية يقبع بالسجن بتهمة خطيرة جدا هي جعل العمل السياسي مجرد غطاء لتهيئ إرهابي ..انه الأستاذ مصطفى المعتصم أمين عام حزب البديل الحضاري الذي حكم بعشر سنوات سجنا نافذة صحبة كل من محمد الأمين الركالة ومحمد المرواني والعبادلة ماء العينين وعبد الحفيظ السريتي ..المعتصم يلوح بأنه سيجعل الذين مكروا ضده يعضون على الحديد ندما على فعلتهم ..والذين يعرفون الرجل يعرفون أنه ليس من النوع الذي يستسلم ..ترى أين سيصل ملف المعتقلين السياسيين في قضية بلعيرج ...؟هذا ما حاولنا استكشافه مع المعتصم عبر هذا الحوار القادم من وراء أسوار المعتقل
بداية مرحبا بكم الأستاذ المعتصم في موقعنا.
شكرا لكم في موقع دنيا بريس
س 1 – أزيد من سنتين ونصف مرت على اعتقالكم رفقة مجموعة من السياسيين الآخرين ماذا تغير في المعتصم طيلة هذه المدة ؟
ج 1 – أكيد أن تجربة السجن تغير فيك الشيء الكثير ..ولهذا سماها البعض بالمدرسة اليوسفية نسبة إلى يوسف عليه السلام .
في السجن كالقبر تتعلم أن العالم يمكن أن يكون ويستمر بلا وجودك أي تتعلم أن للبيت رب يحميه، لأهلك وأبنائك رب يتعهدهم في غيابك ، في السجن أتيحت لي فرصة للتقرب من الله أكثر كما أتيحت لي فرصة للتأمل في مسار حياتي ، السياسية وتجربة حزب البديل الحضاري ، في السجن أتيحت لي فرصة أكبر للمطالعة لم تتوفر لي من قبل عندما كنت خارج السجن مما مكنني من أن أطلع وأفهم العالم بشكل أكبر وأفضل من ذي قبل، في السجن تزداد حبا للأبناء وللزوجة وللعائلة وللأصدقاء لإخلاصهم وتفانيهم في دعمك ونصرتك. في السجن تنفتح على شرائح عديدة من المجتمع خصوصا المهمشين والفقراء مما يؤثر في نظرتك للمجتمع وعلاقتك به .
في المحصلة تجربة السجن تؤثر على عقليتك ونفسيتك وشخصيتك وعلى نظرتك للأمور وطريقة تقييمك لها ..
وعلى كل حال فإني قد ازددت تعلقا بهذا الشعب وهمومه وازددت قناعة بالخيارات السلمية الديمقراطية التي تبنيتها في حزب البديل الحضاري ولو أن نظرتي للعمل السياسي وشروطه قد تغيرت إلى حد ما.
س 2 – من تظن يقف وراء إقحامكم في قضية بليرج ولماذا أنتم بالضبط ؟
ج 2 – لو عدنا إلى الساعات الأولى وردود الفعل الصادرة عن بعض الجهات فسيتبين أن وزارة الداخلية هي من يقف وراء إقحامنا في هذا الملف وحينما أقول وزارة الداخلية فأعني استئصاليين نافذين أرادوا إعادة ترتيب الساحة السياسية المغربية على هواهم بعد استحقاقات 2007 ضمن أجندة تقوم على اصطفاف العلمانيين في مواجهة الإسلاميين والحداثيين في مواجهة المحافظين. ولأن حزب البديل الحضاري كان دائما ضد هذا النوع من الاستقطاب ودافع عن التعدد والاختلاف ودعا إلى الحوار الوطني بين مختلف مكونات المشهد السياسي المغربي وسعى إلى تكسير الحواجز الاديولوجية عبر تأسيس قطب ديمقراطي جنبا إلى جنب مع أحزاب وفعاليات يسارية فقد كان مصيره الحل ومصير بعض قيادييه السجن لأنه لم يكن لهم موطئ قدم في الرقعة السياسية المرتقبة .
س 3 – ما معنى عدم انضمامكم إلى الإضراب المفتوح عن الطعام الذي دخله الأستاذان محمد المرواني والعبادلة ماء العينين ؟
ج 3 – لأننا، وبكل بساطة، لم نتفق حوله،كانت لنا فرصة بعد عيد الفطر وبداية الدخول السياسي لنثير نقاشا حول ما يمكن عمله في المرحلة القادمة وخلال هذا النقاش الأولي ظهر بيننا تيارين . تيار يدعو إلى وضع برنامج نضالي بتنسيق مع الأسر وهيأة الدفاع والمنظمات الحقوقية من أجل حشد الدعم حول قضيتنا وقد يكون اللجوء إلى استئناف الإضراب المعلق عن الطعام خاتمة لهذه السيرورة إذا لم نصل إلى نتيجة لحل قضيتنا سياسيا باعتبار أن هذه القضية التي ابتدأت سياسية لن تنتهي إلا سياسيا . وكان هناك تيار آخر يدعو إلى استئناف الإضراب بشكل فوري لأنه الكفيل بحشد التأييد حول قضيتنا .
الحوار بيننا لم يكتمل إذ سنفاجأ ببيانين أحدهما للأخ محمد المرواني والآخر للأخ العبادلة ماء العينين يعلن فيه كل واحد من جهته عن دخوله في الإضراب عن الطعام ويحدد الأسباب والمطالب التي يريد الوصول إليها من خلال إضرابه .
قرار الأخوين وبيانيهما بل قرار باقي المعتقلين الذين قرروا الدخول في الإضراب اللامحدود عن الطعام عرفناه من خلال الصحافة، وشخصيا عندما سأقرر خوض إضراب مفتوح عن الطعام فسأراعي أن يكون تتويجا لبرنامج نضالي بهدف إثارة المزيد من الاهتمام بقضيتي ولحث المسؤولين على فتح قنوات حوار لإيجاد حل لقضيتي وإطلاق سراحي ورد الاعتبار لي ولمناضلي ومناضلات حزب البديل الحضاري، أي سأكون كعبد المطلب الذي طلب استرجاع إبله. أما الإصلاحات السياسية والدستورية وإصلاح القضاء والحوار الوطني و...وكل القضايا الكبيرة فهي قضايا الأمة كل الأمة وفي مقدمتها القوى الديمقراطية.
لكن الآن كل هذه تفاصيل لم تعد مهمة، المهم هو الالتفاف حول المضربين ودعمهم وحث السلطات على فتح حوار معهم قصد إيجاد حل سريع لمشكلتهم ومعاناتهم . حياتهم في خطر وسمعة بلادنا في المحك وأتمنى أن تتعاون كل الفعاليات الحقوقية والإنسانية والقوى الحية لنصرة هؤلاء الإخوة المضربين وإنهاء محنتهم .
س 4 – راهنتَ قبل اعتقالك على فكرة الانتقال الديمقراطي على يد الملك محمد السادس ألا ترى أن هذا الرهان كان خاطئا ؟
ج 4 – صحيح أني راهنت على هذا الأمر ولم يكن رهاني مؤسسا على فراغ بل على سيرورة تحولات عرفها المغرب منذ التسعينيات من القرن الماضي على يد الملك الراحل الحسن الثاني رحمه الله وفي سياق تحولات دولية تميزت بهبوب رياح الديمقراطية على أكثر من بلد في العالم بعد انهيار الاتحاد السفياتي وعند مجيء الملك محمد السادس أطلق مبادرات وخطاب مليء بالمصطلحات التي تنم عن خليفة ورغبة حقيقية في إنجاح الانتقال إلى الديمقراطية .
ولكن رهاني ورهان الكثرين من أبناء الصف الديمقراطي كان يقابله رهانات آخرين ، جيوب المقاومة في مختلف المستويات والصعد ، هؤلاء راهنوا على إفشال الانتقال إلى الديمقراطية ولم يكتفوا بالتفرج وعد المبادرات الملكية كما فعل الصف الديمقراطي بل بادروا وناوروا واستغلوا الظرفية التي تلت اعتداءات نيويورك 2001 فانطلقوا، باسم مساندة أمريكا في حربها ضد الإرهاب، لإعادة البلاد إلى الوراء و إفشال تحقيق الانتقال إلى الديمقراطية .
إذن لم يكن رهاني خاطئا بل كان رهان في مواجهة رهانات أخرى ..
راهنت القوات المحافظة المتوجسة على إفشال الانتقال إلى الديمقراطية بان جعلت بعض النخب المحسوبة على الصف التقدمي والديمقراطي تتحول إلى معيق حقيقي للتحول إلى الديمقراطية .
راهنت قوى سجلاتها ملطخة بالانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان على إفشال هذا الانتقال خوفا من المساألة وعدم الإفلات من العقاب ! .
راهن المستفيدون من اقتصاد الريع والتمييز الايجابي لصالح الاوليغارشيا على إفشال الانتقال إلى الديمقراطية خوفا على مصالحهم وامتيازاتهم !
راهنت العديد من النخب السياسية والحزبية المتهافتة على سقط المتاع على إفشال الديمقراطية وخوفا على طموحاتها الشخصية !
راهنت قوى معينة على إفساد وإضعاف المشهد السياسي الحزبي وتحقيره لإفشال الانتقال الديمقراطي فلا ديمقراطية مع فساد وضعف الأحزاب .
المراهنون على إفشال الانتقال الديمقراطي ببلادنا أكثر وأقوى من المراهنين على إنجاحه. السياسة في نهاية المطاف تخضع لموازين القوى وعندما يكون السامريون أغلبية والموساويون أقلية ضعيفة تظهر عبادة العجول في المجتمع المؤمن، أليس كذلك؟ !
عمر بن عبد العزيز الذي اعتبره المسلمون قاطبة سنة وشيعة وخوارج خامس الخلفاء الراشدين فشل في ثورته البيضاء على بني أمية التي استشرى فيها الفساد . نعم دور الملك أو الرئيس دور مهم في دول كدولنا نظرا للرمزية والصلاحيات التي تكون لهذا الملك أو الرئيس في مثل بلدنا ولكن هناك فاعلين آخرين قد يساعدون على إنجاح أو إفشال ما قد يقدم عليه القائد الأول .
القضاء النزيه المستقل ركن شديد من أركان الديمقراطية . هذا القضاء ظل لعقد من الزمن في يد حزب نحسبه من الصف الديمقراطي ، فلماذا لم يستطع وزراء هذا الحزب إصلاح هذا القطاع ؟
شخصيا لا أعتقد أن الوزراء الاتحاديين كانوا من الفاسدين لكن الفاسدين النافذين في هذه الوزارة كانوا أشد منعة وقوة منهم ...”سئل الرسول صلى الله عليه وسلم : أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال : نعم إذا عم الفساد “، حينما تراهن على الجماهير كي تتسلح بالوعي الضروري لتتصدى للفساد الانتخابي وقطع الطريق على الفاسدين كي لا ينفذوا إلى الأجهزة التشريعية وبعدها التنفيدية يراهن هؤلاء على فقر هذه الجماهير وجهلها فيستعملوا المال الحرام منه والحلال والأعيان وشيوخ القبائل وتواطؤ السلطات لتحقيق مآربهم وخدمة مصالحهم عبر الوصول إلى البرلمان .
أعدد وأكرر: كان رهانا في مواجهة رهان، رهاني لم يكن خاطئا بل تم إجهاضه وإفشاله .
س 5 – بنيتم رهانكم على أن في الدولة تيارا يريد الانتقال إلى الديمقراطية في المغرب فيما لا شيئ لحد الآن يؤكد ذلك إذا استثنينا إشارات العهد الجديد في بدايته ..ما رأيكم ؟ ؟
ج 5 – دعوني أسأل ، ماهي الدولة ؟ الدولة حدود جغرافية ، مكونات بشرية ، رموز وطنية ، الأحزاب جزء من الدولة . السيد عبد الواحد الراضي الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ورئيس الغرفة الأولى جزء من الدولة . السيد عباس الفاسي أمين عام حزب الاستقلال والوزير الأول الحالي جزء من الدولة . خالد الناصري عضو المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ووزير الاتصال جزء من الدولة . السيد عبد الإله بنكيران أمين عام حزب العدالة والتنمية الذي يقود المعارضة بالبرلمان جزء من الدولة . السيد بيد الله أمين عام حزب الأصالة والمعاصرة ورئيس الغرفة الثانية جزء من الدولة وهكذا دواليك ...
السيد أحمد حرزني رئيس المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان وأحد الفعاليات أليس جزء من الدولة . المستشار الملكي الاتحادي السابق محمد المعتصم جزء من الدولة الخ...
نعم هناك أناس في الدولة بشكل من الأشكال لهم رغبة في تحقيق الانتقال إلى الديمقراطية ولكنهم إما وقفوا عاجزين أمام طغيان الفساد وقوة القوى المحافظة أو أخطؤوا الوسائل أو اعتقدوا أنهم قاموا ويقومون بواجبهم في حدود الممكن ففرحوا بما أوتوا وأحبوا أن يحمدوا بما لم يفعلوا.
وأعود وأكرر أن في المؤسسة الملكية وداخل الجهات الأمنية والأحزاب السياسية بما فيها بعض الأحزاب الإدارية وداخل الإسلاميين هناك ديمقراطيون حقيقيون وسأظل أراهن عليهم وأتشبث بأن أرى قطار الانتقال الديمقراطي يوضع يوما على السكة. فأنا مقتنع بأن الخيار الديمقراطي هو الخيار الوحيد المتاح أمامنا اليوم إن أردنا النجاح في مبادرة الحكم الذاتي في الصحراء على الأقل وإنجاح ورش الجهوية الموسعة فلا يعقل أن تكون مثل هذه الجهوية الموسعة التي هي تعبير عن مستوى عال من الديمقراطية في غياب ديمقراطية المركز .
سنعود حتما إلى هذا الخيار إن طوعا أي عن قناعة بمبادئه أو كرها لأن غير هذا الخيار يعني التيه في متاهات الفراغ
س 6 – في الثمانينيات من القرن الماضي حسب علمي دعاكم الأستاذ عبد السلام ياسين للانضمام إلى حركته التي كانت في بدايتها ، ألم يكن رفضكم خطأ استراتيجيا ولاعتبار أن الذئب يأكل من الغنم القاصية ، وربما كانت فرصة هامة لبناء حركة إسلامية قوية وموحدة ؟
ج 6 – حسب علمي أنا، هو لم يدعنا إلى الانضمام إلى حركته لكننا نحن من بادرنا إلى الاتصال به بين نهاية 1981 وإلى حدود 1984 . ولنقل إن تلك الاتصالات لم يؤت أكلها لأسباب ولأخرى .
نعم ، إن الذئب يأكل من الغنم القاصية ولكنه قد يدخل وسط القطيع فيثير فيه الرعب ليعزل بعض غنمه ليأكلها. وقد أكل الذئب كثيرا من جمعية العدل والإحسان وفي أكثر من مناسبة وفي هذه الأيام هناك محاكمة في فاس لأبرياء ينتمون للعدل والإحسان. وحتى الشيخ الفاضل الأخ عبد السلام يس كان ضحية لهجوم وحصار الذئاب . هذا لا يقلل طبعا من ملاحظتك ولكن صدقني أنه مادام هناك علاقة الذئاب والقطيع تسود بين الحاكم والمحكوم ببلادنا فسيستمر الظلم وتستمر معاناة شعبنا والمخلصين من أبنائه. وعلى كل الرسالة واضحة ولكل مقام مقال .
س 7 – بالرغم من كل الظلم الذي لحق بكم لازلتم تتمسكون بالأمل في العهد الجديد ، كيف تفسرون ذلك ؟
ج 7 – أولا نتمسك بالأمل في الله سبحانه وتعالى أن يهدي قومنا ويعيدهم إلى جادة الصواب، كل الأنبياء والرسل والمصلحين ظلوا طيلة حياتهم متشبتين بالأمل يونس عليه السلام استعجل أمره ونعرف نتيجة استعجاله. أهل الكهف فروا من قدرهم وتركوا قومهم وراء ظهورهم فأماتهم الله ثم أحياهم ليريهم أنه سبحانه وتعالى قادر أن يخرج من أصلاب أعتى الطغاة والظلمة مؤمنين ومؤمنات. ومادمت حيا سأتشبث بالأمل في العهد الراهن فهو لم يبق جديدا بعد مرور عقد من الزمن .
الحسن الثاني رحمه الله حكم المغرب ما يناهز أربعة عقود لكنه في السنوات الأخيرة من عمره وخصوصا بين 1994 و 1998 قام بمبادرات مازال المغرب يعيش على إيقاعها في اتجاه توسيع الهوامش الديمقراطية .
التشبث بالأمل لا يعني التفرج بل التحريض ضد الفساد والمفسدين والتحريض على الإصلاح والانتقال الديمقراطي، والتحريض معناه أن ندعم كل خطوات الإصلاح ونواجه كل ما من شأنه أن يساهم في ديمومة الفساد والمفسدين .
محمد قطب يتحدث عن فقه الواقع ويقول أن على الدعاة والمصلحين أن ينتظروا دائما لحظة من اللحظات قد تكون حاسمة في تغيير مسار التاريخ . ويعطي المثل بالوردة فيقول إن الوردة عبارة عن نبات به شوك ولكنه في لحظة من اللحظات القصيرة من عمره يزدهر ويخرج وروده
الرسول صلى الله عليه وسلم حينما زار الطائف وحصل له ما حصل وجاءه جبريل يقول له : ” يا محمد امرني أطبق عليهم الأخشبين ” فأجابه نبينا وسيدنا محمد(ص) ” بل أطمع أن يخرج من أصلابهم من يوحد الله “أو كما قال عليه الصلاة والسلام.
أنا لن أيأس من رحمة الله ولن أيأس من أن يهدينا الله جميعا حكاما و محكومين إلى الخير ويعيننا عليه ولن أيأس في أن تستيقظ الضمائر وتتبدل القناعات. السياسي أو المصلح أو الداعية إذا دب اليأس إلى قلبه يكون قد انتهى.
نعم يمكنك القول أن الديمقراطيين في المغرب وخصوصا الإسلاميين منهم قد خسروا الموقعة تلو الموقعة خصوصا في الظرفية العالمية الراهنة ولكن هذا لا يعني خسارة الحرب ضد الفساد و المفسدين
إن كل أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم التي تنبأت بانتصار الإسلام والمسلمين كانت ساعة العسرة والضيق. وإن شئتم راجعوا حديث سراقة حينما كان الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبو بكر الصديق رضي الله عنه مهاجرين نحو المدينة فأخذ يبشر سراقة الذي كان يطارده بأنه سيلبس أساور كسرى بين يديه. وفي مكة عندما جاءه بعض الصحابة يطلبون منه دعوة الله سبحانه وتعالى بان ينصرهم على أعدائهم فبشرهم بالنصر و الأمن ليس فقط في الحجاز بل في اليمن وحضرموت كما أن حديث فتح الرومية والقسطنطينية قال الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمون محاصرون في المدينة من طرف الأحزاب حتى أن بعض المنافقين بدؤوا يشيعون إن محمدا يضحك على آلامهم وحصارهم
س 8 – الذين نظّروا معكم ذات يوم لفكرة القطب الديمقراطي (أحمد حرزني وصلاح الوديع..على سبيل المثال)هم الآن في مراكز القرار،فيما أنتم في السجن ...كيف تفسرون الأمر ؟
ج 8 – عرفت السيد أحمد احرزني والسيد صلاح الوديع مناضلين مؤمنين بالخيار الديمقراطي وأتمنى عليهما من مواقعهما الحالية أن يبقيا في سعيهما إلى إحقاق الديمقراطية الحقة وجعل حد للتمييز والإقصاء الذي يطال اليوم الإسلاميين الديمقراطيين ... أتمنى عليهما أن يزرعا الثقة والأمل في المغاربة من جديد في السياسة والسياسيين ويعطوا الدليل على أن الوفاء والإخلاص للمبادئ والقيم التي ناضلوا من أجلها ما تزال هي عنوانهم وهم في مواقعهم الحالية ....أنا من موقعي في السجن أو خارجه سأبدل وسعي لخدمة بلادي وشعبي ومن أجل إقرار نظام يستوعب كل أبنائه ولا يقصي أي أحد منهم أو يحاصره .
فكرة القطب الديمقراطي التي اشتغلت عليها مع الأخوين احرزني وصلاح الوديع و إخوة آخرين فكرة رائدة سأعمل جهدي أن تظل حية وتتطور ولو غادر سفينتها بعض المؤسسين لها .
س 9 – ألا تؤدون ثمن تعاطفكم مع حزب الله وغموض مواقفكم في هذا الصدد ؟
ج 9 – إذن هو ثمن زهيد . سأقولها وبكل صراحة ووضوح : إني أتعاطف مع حزب الله والجهاد الإسلامي وحماس والمقاومة العراقية ( غير القاعدة) والمقاومة الأفغانية وأتعاطف مع نعوم شوم سكي اليهودي وجيفري بلاك فورت اليهودي والمواطن المغربي اليهودي أسيدون سيون الذي أكن له كل التقدير .
أتعاطف مع ناستروا وغيفارا والسندينيين ولولا وغاندي ، أتعاطف مع الحركات المناهضة للعولمة الليبرالية المتوحشة أتعاطف مع الخضر الذين يدافعون عن البيئة أتعاطف مع المنظات الإنسانية التي تسهم في تخفيف المعاناة عن الشعوب الفقيرة.
لم أفهم ما تقصده بغموض مواقفكم في هذا الصدد فإذا كان المقصود هو المسألة المذهبية فاني أعلن أننا نتشبث بوحدة المذهب السني المالكي المغربي و نرفض أي سياسة ممنهجة تستهدف تشييع السنة أو تسنين الشيعة وهذا لا يعني أني ضد حرية اختيار الدين أو المذهب الذي هو شأن شخصي .
س 10 – أثبتت الأيام أن السلطة لا تميز بين إسلامي متشدد وآخر ديمقراطي معتدل ألا ترى أنه آن الأوان لتشكيل جبهة إسلامية عريضة ؟
ج 10 – عفوا ، هذا غير صحيح . السلطة ليست بليدة أو جاهلة هي تميز بين التيارات الإسلامية بدليل أنها وضعت في الماضي هذا التيار لضرب ذاك التيار . في الثمانينيات والتسعينيات شجعت التيارات الأصولية السلفية ولو المتطرفة لمواجهة العدل والإحسان واليوم توظف تيارات الإسلام الطرقي لمواجهة تيارات الإسلام السلفي .
كل ما في الأمر أن السلطة تتعامل مع الإسلاميين حسب الظرفية والمصالح أو حسب ماتمليه الضرورة السياسية.
للأسف الشديد أن إدارة بوش ستلتقي في تحليلها في الأشهر الأخيرة لها مع بعض الاستئصاليين على أن الإسلام الديمقراطي هو الخطر الكبير فبدأ الهجوم على الإسلاميين الديمقراطيين ليس فقط في المغرب بل في الأردن ومصر وإلى حد ما في السعودية والخليج والسودان..
المشكلة في جوهرها أن السلطة في البلاد العربية لم تقرر بعد أن تجعل الإسلاميين خصوصا الديمقراطيين منهم شركاء في المواطنة من حقهم التداول السلمي على السلطة وان يكون لهم رأي في توزيع الثروة .
وحتى في بعض الأنظمة التي حاولت إدماج الإسلاميين كالمغرب والأردن بقي هناك مساحات من الشك والتوجس والخوف منهم ومن نواياهم وهذا ما يفسر سرعة الانقلاب عليهم
أنا لست ضد تشكيل جبهة إسلامية واسعة بشرط أن تكون جزء من جبهة أوسع هي جبهة الديمقراطيين بالمغرب.
س 11 – هل انتهى أمر الإسلاميين الديمقراطيين بالمغرب ..؟
ج 11 – لماذا تطرح هذا السؤال ؟ هل لأنه تم التضييق عليهم في المغرب وتونس ومصر والسودان والجزيرة العربية والأردن ؟ ماذا تنتظرون ؟ أن يستقبلوا بالورود والترحاب من طرف من يتوجسون خيفة من التحول إلى الديمقراطية ؟
هل كان الاسلامييون الديمقراطيون يعبدون الله على حرف فان أصابهم خير اطمأنوا به؟ وإن أصابهم شر انقلبوا على خياراتهم ؟ لا وألف لا أقول بكل ثقة لقد بدأ عصر الاسلاميين الديمقراطيين في الوطن العربي والإسلامي ..وبمزيد من الصمود والثبات والإصرار سنخط طريقنا بالرغم من العراقيل والمحن .
في تركيا رمز الانتصار للإسلام الديمقراطي حاول السيد نجم الدين أربكان منذ مطلع السبعينيات وضع أسس عمل حزبي إسلامي يتغيا المشاركة في تسيير الشأن العام . ونجح في أكثر من مرة في تحقيق اختراقات مهمة لكنه كان يواجه في كل مرة بانقلابات عسكرية أو بإعلان حالة طوارئ ويزج به وبالمناضلين معه في غيابات السجون التركية السيئة الذكر وفي كل مرة كان نجم الدين يعاود الكرة تلو الكرة والتأسيس تلو التأسيس وبعد 30 سنة من الصبر والمثابرة والمرابطة نجح مكون إسلامي خرج من عباءة حزب أربكان والمتمثل في حزب العدالة والتنمية التركي في الوصول إلى الحكم في تركيا ويحقق في عقد من الزمن ما عجزت عنه حكومات تركية سابقة حكمت تركيا بعد سقوط الخلافة العثمانية. و ما يحقق اليوم في تركيا بالرغم من الظرفية الاقتصادية العالمية المتسمة بالأزمة أمر يثير اندهاش الأصدقاء قبل الأعداء في العالم .
طريق الديمقراطية ليس مفروشا بالورود وخيارها ليس خيارا سهلا إنه خيار الأشاوس الصامدين الصابرين الذين لا يستعجلون النتائج .
س 12 – ماذا لديكم كخيارات في الرد على مسلسل نسيانكم في السجن ؟
ج 12 – السجن وسام لم نكن ننتظره ، هدية جلادين قدمونا بكل بساطة إلى الشعب المغربي الذي لم يكن يعرفنا بما يكفي. دعوتي لكم أن تطمئنوا لن ينسانا المغاربة لأننا في السجن . سنجعل الفاسدين والمستبدين وأعداء الديمقراطية يعضون على الحديد ندما على ما فعلوه بنا وبحزب البديل الحضاري “وعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا”.
صدقوني السجن حررني أكثر تماما كما حدث لأحد المقاومين الفرنسيين عندما جاءت ” الغيستابو” الشرطة السرية الألمانية لاعتقاله فقال لهم : ” انتهى عهد الخوف وبدأ عهد الأمل ”
ماذا تعني لكم ..هذه الكلمات :
الديمقراطية : التداول على السلطة ، التوزيع العادل للثروة، تعني العدل والإنصاف والشفافية ، المحاسبة ، سيادة الأمة ، المواطنة ،...
الحرية : أساس كل شيء، تعني الحق في الاختيار الحر بعيدا عن الإكراه ولو في الدين وعلى المذهب ، الاختيار الحر المنضبط والمؤطر بالقانون وليس الفوضى
البراءة : حق من حقوق الإنسان حتى تثبت إدانته في إطار قضاء عادل مستقل
الظلم : ظلمات ، حرمه الله على نفسه وجعله محرما بين الناس
الاستقلالية : امتلاك زمام أمري والتحكم في قراري، وحريتي في اتخاذ الموقف وتحديد الموقع بعيدا عن الإملاء والتوجيه ..
كلمة أخيرة الأستاذ المصطفى
شكرا لكم على هذا الحوار. وفقكم الله لما فيه خير البلاد والعباد ودمتم في خدمة الصالح العام والدفاع عن الأبرياء والمظلومين والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .
أجرى معه الحوار : عبدالجليل ادريوش
[email protected]
المصطفى المعتصم


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.