قرر نائب رئيس حكومة الأندلس، دييغو بلديراس، القيام بزيارة رسمية لمخيمات تندوف، معبرا أنه يفي بعهد سبق أن قطعه، محددا تاريخ التفعيل في "أسابيع قليلة مقبلة"، مؤكدا في ذات الوقت أنه "لن يبالي بأي تدخل من قبل الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، الحاكم، لمنع هذه الزيارة". وقد سبق لذات السياسي أن أعلن، خلال شتنبر الماضي، عن تحرك يقوده إلى مركز البوليساريو في تندوف خلال شهر يناير الجاري أو فبراير المقبل، معتبرا ذلك "استجابة لطلب تقدمت به مجموعة من ممثلي الشعب الصحراوي في عدة مناسبات" وفق تعبيره. وجاء قرار بلديراس بعد أسبوعين من زيارة قادت رئيسة حكومة منطقة الأندلس، سوسانا دياث، للمغرب.. حيث كان لها لقاء مع الملك محمد السادس بتطوان تطرق إلى تحسين العلاقات الثنائية، خاصة الاقتصادية منها، الشيء الذي قد يفسر تحرك دييغو بكونه "ضربا لأهداف تحرك دياث". وفي المقابل، انتقد خوان مانويل مورينو، رئيس الحزب الشعبي لمقاطعة أندلوسيا، نية بلديراس بقصد تندوف، مضيفا أنها "ستتسبب في أزمة دبلوماسية مع المغرب، وستحظى بتفسيرات خاطئة من طرف سلطات الرباط، خاصة وأنها جاءت بعد أسبوعين من زيارة قادت رئيسة الإقليم الإسباني للمغرب". وأغضب قرار نائب رئيس حكومة الأندلس قيادات الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني الذي يرى المبادرة "غير ملائمة وتفتقد الأهمية"، فيما ردت سوسانا دياث بقوة على نائبها وهي تقول إنّه "لن يسمح لأي عضو في حكومة الأندلس القيام بزيارة لتندوف". وأضاف الفريق الاشتراكي المدبر للأندلس أن هذه الزيارة تعد بمثابة "انتقاص من قيمة المغرب وضرب لمصالح إسبانيا، خاصة وأن المملكة المغربية تلعب دورا جيواستراتيجيا وتجاريا وأمنيا حاسما لصالح إسبانيا، وكذا الإتحاد الأوروبي".. ويرى ذات الحزب "ضرورة الحفاظ على العلاقات الدبلوماسية الجيدة مع المغرب" وأنه "لا يجب على حكومة أندلوسيا التدخل في نزعات ذات طابع دولي وكذا احترام موقف إسبانيا من هذه القضية.. خاصة وأن قمة، خلال شهر فبراير، ستجمع مقاولين مغاربة وإسبانا لتدارس مجموعة من المشاريع". وقالت مصادر من حكومة أندلوسيا أن بلديراس من شأنه أن يقوم بزيارة لتندوف بصفته قياديا بحزب اليسار الموحد وليس كعضو داخل الحكومة المحلية للأندلس، وذلك بالرغم من صعوبة الفصل بين الصفتين.. فيما اعتبر النائب، اغناسيو غارسيا، من حزب اليسار الموحد، أن " هذه الزيارة لا تعد مشكلة، خاصة وأن أغلبية سكان الأندلس يؤيدون انفصال الصحراء" وفق تعبيره لوكالة "اوروبا بريس".. بينما قال بلديراس، لذات الوكالة، إنه "لم يفهم سبب الانتقادات التي تطاله، خاصة وأنه يتوفر على صور تجمع ممثلي مقاطعة أندلوسيا وهم رفقة أطفال صحراويين".