قالت رئيسة الحكومة المحلية لجهة الأندلس، سوزانا دياث باتشيكو، إن استقبالها من طرف جلالة الملك محمد السادس، في أول زيارة رسمية لها للمغرب، يمثل "شرفا" بالنسبة لها "خاصة في ظرف يشكل فيه هذا البلد ضمانة للاستقرار في منطقة مضطربة من حيث السياق الدولي". أضافت دياث باتشيكو، التي تترأس الحكومة المحلية لجهة الأندلس منذ شتنبر 2013، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن لقاءها بجلالة الملك محمد السادس كان "وديا ومثمرا، وأن هناك مصلحة مشتركة في تعزيز التعاون الاقتصادي بين جهة الأندلس والمغرب، لقد تقاسمت مع جلالة الملك رهان فتح طرق تجارية جديدة ووضع استراتيجيات في مجال السياحة والطاقات المتجددة". وأكدت دياث باتشيكو، التي تدير شؤون جهة الأندلس تحت مظلة الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، أن اللقاء الذي جمعها بجلالة الملك محمد السادس بقصر تطوان "يعكس تماما رغبة الجانبين في مواصلة توطيد علاقات الجوار، والتي آمل أن تترجم قريبا عبر المخطط المقبل الذي يجمع إسبانيا والمغرب والبرتغال". وأشارت إلى أن زيارتها الرسمية الأولى من نوعها للمملكة (11 و12 شتنبر الماضي) "كانت إيجابية بالنسبة للمصالح الأندلسية، وعلاقات حسن الجوار التي ينبغي أن تسود وتسمو بين جهة الأندلس والمغرب". وذكرت بالاجتماعات التي عقدتها بالمناسبة مع رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران، ووزير الشؤون الخارجية والتعاون صلاح الدين مزوار ومسؤولين آخرين، مشيرة إلى أنها انصبت على تعزيز الاتصالات بين ضفتي مضيق جبل طارق وتطوير موانئ وطرق جديدة للتجارة، فضلا عن توطيد العلاقات التجارية والاقتصادية. وأضافت أن زيارتها للمغرب أتاحت لها فرصة الاطلاع على بعض مشاريع التعاون في جهة طنجة - تطوان، مذكرة بأن الحكومة المحلية للأندلس مولت، منذ عام 2008، ما مجموعه 77 مشروعا للتعاون بقيمة تقدر ب35 مليون أورو، ويتعلق الأمر بمبادرات موجهة لتعزيز المساواة والتنمية، وكذلك التعليم والصحة اللذين يعتبران من "أولويات السياسة الأندلسية وسياسة العمل الخارجي" للحكومة المحلية. وفي تقييمها للعلاقات التجارية والاقتصادية مع المغرب، قالت سوزانا دياث باتشيكو، "هناك اهتمام كبير من لدن المقاولات العاملة في حقل الفلاحة الغذائية بجهة الأندلس بشأن تطوير العلاقات التجارية مع المغرب، السوق السادس للصادرات الأندلسية (4.5 في المائة)، حوالي 1.137 مليون أورو. كما أن هناك مجال لزيادة التبادل على المستوى الأكاديمي والعلمي بين الجامعات والحدائق والتجمعات التكنولوجية في الجهتين، ومن أجل تنمية قطاع الطاقات المتجددة الذي تتوفر فيه الأندلس على خبرة كبيرة". وقالت دياث باتشيكو إن زيارتها شكلت أيضا فرصة للتعبير عن ارتياحها بدخول اتفاقية الصيد البحري الموقعة بين المغرب والاتحاد الأوروبي حيز التنفيذ، وتسليم التراخيص للأسطول الأندلسي لمباشرة الصيد في المياه المغربية، مبرزة أنه "اتفاق كان يطمح إليه الجميع". وبخصوص تقييمها لاندماج الجالية المغربية في المجتمع الأندلسي، أوضحت رئيسة الحكومة أن الأندلس تعتبر "أرضا للاستقبال كما كانت عليه بشكل تقليدي"، مبرزة أن الهجرة المغربية تجد غناها في عوامل القرب الجغرافي والرصيد الثقافي والتاريخي وأن هناك "العديد من العوامل التي تتيح هذا الاندماج". وأضافت قائلة "قبل بضعة أسابيع، وافقت الحكومة الأندلسية على المخطط الشمولي الثالث للهجرة، الهادف إلى ضمان ولوج المهاجرين للخدمات الأساسية من صحة وتعليم وشغل وسكن ودعم اجتماعي وقانوني، وذلك في ظل نفس الظروف المتاحة للسكان الأصليين للإقليم إن الأمر يتعلق بمعالجة الهجرة كمسألة بنيوية وليس ظرفية، نظرا لظاهرة التنوع". يذكر أن دياث باتشيكو، التي ازدادت في 18 أكتوبر 1974 بالعاصمة الأندلسية (إشبيلية)، أصبحت رئيسة للحكومة المحلية لجهة الأندلس بعد استقالة خوسي أنطونيو غرنيان من منصبه لأسباب وصفها بالشخصية. وشغلت ما بين شهري مايو 2012 وشتنبر 2013 منصب وزيرة في الحكومة المحلية مكلفة بالرئاسة والمساواة، كما عينت عضوا جهويا بمجلس الشيوخ وسكرتيرة التنظيم الإقليمي للحزب الاشتراكي العمالي الإسباني في الأندلس منذ 14 يوليوز 2012. وكانت من بين المرشحين لمنصب الأمين العام للحزب بعد استقالة ألفريدو بيريز روبالكابا، لكنها اضطرت إلى التخلي عن السباق لفائدة الزعيم الاشتراكي الجديد بيدرو سانشيز.