- إبراهيم بن نادي (أصيلة): دعت رئيسة حكومة الأندلس، سوزانا دياز، الى تكريس الجهود في اتجاه مأسسة التعاون جنوب-جنوب، من خلال إرساء اليات تعاون مستدامة، جاء ذلك خلال الندوة الصحافية التي عقدتها في أصيلة بمناسبة الزيارة الرسمية التي قامت بها صباح اليوم الخميس إلى مركز حماية القاصرين "دار الأطفال" بمدينة أصيلة، الذي أنشئ بتمويل من الحكومة الأندلسية. وحتث دياز، على دعم الاندماج الإقليمي كخيار استراتيجي ، والاستفادة من فرص الإقلاع والاندماج الاقتصاديين، واتخاذ تدابير تحفيزية لتعزيز دور القطاع الخاص في مسلسل التعاون جنوب-جنوب ، باعتباره ركيزة أساسية للتنمية وخلق الثروة ، ووضع استراتيجية لتعبئة الموارد المالية لضمان فعالية المشاريع وأنشطة التعاون. وقالت رئيسة الحكومة الأندلسية، أنه إذا كانت جهود المجتمع الدولي والتعاون شمال جنوب أساسية لمواجهة التحديات الراهنة، فإن دول الجنوب المعنية أساسا بآفات الفقر والإقصاء، ومواجهة رهانات جسيمة، تتمثل في توفير التعليم لأطفالنا والتشغيل لشبابنا وتمويل برامجنا التنموية وخلق المناخ السليم للمقاولة وإنعاش التجارة والاستثمار، مطالبة اليوم بابتكار صيغ وأشكال جديدة لتطوير التعاون جنوب- جنوب . وأكدت سوزانا دياز، ان بلادها تدعم بقوة مسلسل الاصلاحات الذي اطلقه جلالة الملك محمد السادس، مبرزة أن هذه الإصلاحات جعلت المغرب في "طليعة" دول المنطقة و"مثالا" يحتذى به، مشيرة الى الاولوية التي يحظى بها المغرب في السياسة الخارجية لمنطقة الحكم الذاتي للأندلس باعتباره "شريكا أساسيا" في الإنعاش المقاولاتي والتعاون الدولي لتنمية هذه المنطقة الجنوبية بإسبانيا. وأضافت في ختام حديثها أن إسبانيا "ستكون بجانب المغرب" لتحقيق اصلاحاته السياسة والاجتماعية والاقتصادية. من جهته، قال عبد العزيز الجباري ، النائب الأول لرئيس مجلس بلدية أصيلة، ان جماعة أصيلة تعمل دائما على تعزيز العلاقات المتميزة مع حكومة الأندلس والارتقاء بها إلى مستوى شراكة حقيقية ومثمرة ، وتطوير تعاون تضامني وبناء مع شركاء المملكة المغربية من دول الجنوب ، وذلك بانتهاج مقاربة شاملة ومندمجة ترتكز على التنمية البشرية وتساهم بشكل ملحوظ في توسيع مجالات التعاون من خلال انجاز مشاريع مبتكرة وملموسة وذات منفعة متبادلة لفائدة سكان المنطقتين . وأكدت وسائل الإعلام الاسبانية، التي تابعت الخبر باهتمام كبير،اليوم الخميس، على الأهمية التي تكتسيها زيارة رئيسة الحكومة المحلية لإقليم الأندلس للمملكة المغربية، مبرزة أنها ستجري بالمناسبة مباحثات مع رئيس الحكومة المغربية، عبد الإله ابن كيران ومع وزير الشؤون الخارجية والتعاون صلاح الدين مزوار. وأشارت إلى أن المباحثات ستنصب على سياسة الجوار والشؤون الخارجية والمصالح المشتركة القائمة بين إقليم الأندلس والمغرب في مجالات عديدة من بينها الفلاحة والصيد البحري ومكافحة الهجرة غير النظامية. وتعتبر هذه الزيارة الرسمية، الأولى من نوعها تقوم بها دياز للمغرب منذ تعيينها على رأس الحكومة المحلية لإقليم الأندلس في شتنبر من العام الماضي. يذكر أن دياز أصبحت رئيسة للحكومة المحلية لإقليم الأندلس في شتنبر 2013 بعد استقالة خوسيه أنطونيو غرنيان (الحزب الاشتراكي) من منصبه لأسباب وصفها بالشخصية، وكانت من بين المرشحين لمنصب الأمين العام للحزب الاشتراكي العمالي الإسباني بعد استقالة ألفريدو بيريز روبالكابا، لكنها اضطرت إلى التخلي عن السباق لفائدة الزعيم الاشتراكي الجديد بيدرو سانشيز. وشغلت دياز، التي ازدادت في 18 أكتوبر 1974 بالعاصمة الأندلسية إشبيلية، بين ماي 2012 وشتنبر 2013 منصب وزيرة في الحكومة المحلية مكلفة بالرئاسة والمساواة، كما تم تعيينها عضوا جهويا بمجلس الشيوخ وسكرتيرة التنظيم الإقليمي للحزب الاشتراكي العمالي الإسباني في الأندلس منذ 14 يوليوز 2012.