ساعات استثنائية تلك التي عاشتها مراكش الحمراء ليلة رأس السنة 2015، مثل باقي المُدن المغربية، احتفالا بالموعد السنوي، حيث اختارت فئات عريضة من الشباب الخروج لشوارع المدينة وتعمير ساحاتها الشّهيرة، فيما لعبت برودة الطقس القارص دورها في توجيه عدد من المراكشيّين والسياح للاحتفال بالبوناني داخل المنازل والفنادق ودور الضيافة. وإلى حدود الساعة الثامنة من مساء الأربعاء، ظلت مداخل مراكش من جهة طريق الدارالبيضاء وصولا إلى شارع عبد الكريم الخطابي، ومن جهة طريق أكادير وصولا ساحة باب دكالة، تعجّ بالسيارات والدراجات النارية وحافلات النقل الخاصة والعامة، والتي توجّه الناس إلى وسط المدينة، حيث ساحة جامع الفنا ومسجد الكتبية، فيما ظلت جنبات شارع علال الفاسي وشارع محمد الخامس الذي يضم حي جليز الراقي، مكتظة بالمارة إلى حدود وقت متأخر من ليلة أمس. حتى ساحة جامع الفنا العامرة دوماً بزوارها ومريديها، ظلت لساعات قبل منتصف الليل قليلة الاكتظاظ المعهود عليها، حيث كشف عدد ممن التقت بهم هسبريس من قاطني المدينة الحمراء، أن الأمر يعود إلى برودة الطقس التي ألزمت المراكشيين بالمكوث في منازلهم ومتابعة السهرات الفنية لنهاية العام الميلادي، التي عمدت كل القنوات المغربية على نقلها في وقت موحد. الترتيبات الأمنية التي واكبت احتفالات المراكشيين ومعهم السياح الأجانب برأس سنة 2015، بدت حازمة ومعبئة بشكل واضح وشاملة لكل المرافق العمومية والفنادق والساحات والشوارع، حيث جندت المصالح الأمنية بولاية مراكش كل وسائلها اللوجيتسكية والبشرية، بتحقيق هدف واحد هو أن تمر هذه الليلة بسلام ويعم الاستقرار في مختلف المرافق، عبر اعتماد خطط استباقية للحد من أي تجاوز غير قانوني ولا أخلاقي، يصاحب في العادة مثل هذه المناسبات السنوية. وظلت حالات السكر العلني والاعتداء بالضرب والسب والسرقة والشغب وحوادث السير والتجمهر أبرز الحالات التي صادفتها هسبريس، ووقفت عليها العناصر الأمنية، عبر مصالحها متعددة التخصصات، من قبيل الاستعلامات العامة والشرطة الولائية وعناصر المرور والدوريات المتنقلة بالسيارات والدراجات النارية، وهي المصالح التي التي تؤكد اعتمادها لاستراتيجية التحرك السريع والمتابعة المتواصلة، بغرض السيطرة على تلك الحالات في أقرب مكان وزمان ممكن. هسبريس توقفت عند مقر الدائرة الأولى التابعة لولاية أمن مراكش بجليز، حيث عاينت إلى حدود الساعة الثالثة من صباح اليوم الخميس، اعتقال العشرات من المتورطين في حالات السكر العلني وحوادث السير والاعتداء بالضرب والسب والشّغب، وكلها حالات طالت في غالبيتها فئات من القاصرين وشباب لا تتجاوز أعمارهم 25 سنة، بعد أن جرى اعتقالهم من طرف المصالح الأمنية وهي تقوم بمهمات الاستطلاع والمسح الأمني لعدد من المرافق والشوارع. أما دورية حذر، التي فعلها قرار ملكي في أكتوبر الماضي في سياق مخطط لمكافحة الإرهاب، فاستمرت في مهامها في غالب شوارع مراكش وبالقرب من عدد من الفنادق السياحية لفخمة، التي استقبلت احتفالات السياح الأجانب برأس السنة الميلادية، فيما فعلت المصالح الأمنيّة وسائل جد متطورة للمراقبة والتتبع عن قرب، منها سيارة محملة بكاميرا متنقلة ومدمجة، وتعلب دور مراقبة مساحات جغرافية واسعة، عبر تصوير عالي الجودة لمسافات بعيدة. وفيما اكتفت غالبية السياح الأجانب الاحتفاء برأس السنة الميلادية، داخل الفنادق السياحية، سواء المتواجدة بالمدينة القديمة أو في منطقة الحي الشتوي الراقي ومنطقة أكدال السياحية، وهي الفنادق التي امتلأت عن آخرها، إلا أن عددا منهم، وهم ينتمون إلى الطائفة المسيحية بمراكش، اختاروا ككل سنة، الخروج بجانب ساحة جامع الفنا في طقوس وأزياء خاصّة وسط تعزيزات أمنيّة مشددة وأمام أنظار عدد من المراكشيين الذين اكتفوا بالمشاهدة والتصفيق، وهي الاحتفالات التي انطلقت قبل منتصف الليل بنصف ساعة، لتختتم بإعلان العد التنازلي عن نهاية سنة 2014، على أهازيج الدقة المراكشية.