أجواء احتفالية عادية تلك التي طبعت احتفالات المراكشيين برأس السنة الميلادية الجديدة، تقابلها درجة تأهب أمني مرتفعة، بصمت عليها المصالح الأمنية التابعة لولاية أمن مراكش، والتي وقفت عند حالات متعددة من دون أن تبلغ درجة "التهديد الإرهابي" أو "الخطورة الحقيقية". وبخلاف السنوات الماضية، امتنع عدد من السياح الأجانب عن الخروج المعتاد بجانب ساحة جامع الفنا، وسط مدينة مراكش، لداوعٍ أمنية صرفة، حيث ألف العشرات منهم، مثلما حصل العام الماضي، الظهور في أجواء استعراضية، ضمن طقوس وأزياء خاصّة، وسط تعزيزات أمنيّة مشددة، وأمام أنظار عدد من المراكشيين، وهي الاحتفالات التي كانت تنطلق قبل منتصف الليل بنصف ساعة، لتختتم بإعلان العد التنازلي عن نهاية السنة الميلادية. مقابل ذلك، وككل موعد سنوي، يختار غالبية السياح الأجانب ومعهم المغاربة، الاحتفاء برأس السنة الميلادية داخل الفنادق السياحية، سواء المتواجدة بالمدينة القديمة أو في المناطق الراقية والسياحية كالحي الشتوي وأكدال، وهي الفنادق التي تمتلئ عن آخرها، طيلة الأسبوع الذي يصادف مناسبة رأس السنة. وتبقى حالات السكر العلني وتناول المخدرات ومحاولات السرقة والاعتداء بالضرب والسب، والشغب وحوادث السير، أبرز الحالات التي وقفت عليها العناصر الأمنية في مختلف الأحياء، عبر مصالحها متعددة التخصصات من الاستعلامات العامة والشرطة الولائية والشرطة السياحية وعناصر المرور والدوريات المتنقلة بالسيارات والدراجات النارية. أغلب الموقوفين من طرف المصالح الأمنية كانوا في حالات سكر علني، إذ ضبطوا وبمعيتهم قنينات من مختلف أنواع الخمور إلى جانب ضبط حالات تلبس بتناول المخدرات والأقراص المهلوسة وحمل الأسلحة البيضاء، فيما تفضي حالات تفتيش المشتبه بهم إلى الإحالة مباشرة على مقر الشرطة القضائية بغرض تحديد الهوية وتعميق البحث. إلى جانب ذلك، قادت تحركات المصالح الأمنية، وهي تقوم بمهمات الاستطلاع والمسح الأمني لعدد من المرافق والشوارع، إلى توقيف العشرات من المتورطين في حالات السكر العلني والاعتداء بالضرب والسب على وجه الخصوص، وكلها حالات طالت في غالبيتها فئات من القاصرين وشباب لا تتجاوز أعمارهم 25 سنة. وفيما ظلت كل مقرات الدوائر الأمنية بالمدينة الحمراء في حالة ديمومة ليلة رأس السنة الميلادية، لمتابعة كل الحالات المذكورة، ظلت حركة السير والجولان، طيلة الساعات الأخيرة من ليلة الخميس وإلى ما بعد منتصف الليل، بعيدة عن أي ازدحام أو فوضى؛ في وقت تؤكد فيه المصالح الأمنية اعتمادها لاستراتيجية أمنية محكمة للتحرك السريع والمتابعة المتواصلة، بغرض السيطرة على كل الحالات في أقرب مكان وزمان.