إسماعيل روحي عاشت مدينة الدارالبيضاء على إيقاع حالة استنفار أمني، ليلة رأس السنة، بعد أن دفعت ولاية أمن الدارالبيضاء بتعزيزات أمنية إلى مختلف المناطق التي تعرف حركية غير عادية في مثل هذه المناسبة، وأوقفت المصالح الأمنية بالدارالبيضاء، ليلة رأس السنة، عشرات الأشخاص بتهم مختلفة، في مقدمتها السكر العلني والضرب والجرح والسرقة والاتجار في المخدرات. مطاردة هوليودية لمهربي مخدرات فارين من الدرك خلقت مطاردة هوليودية لسيارة من نوع «مرسيديس» توجد على متنها كمية من المخدرات الحدث، ليلة رأس السنة، بعد أن نجح سائقها في الإفلات من رجال الدرك الملكي, وبعد أن صدرت تعليمات مشددة إلى جميع العناصر الأمنية العاملة بقطاع مولاي رشيد بتعقب السيارة المذكورة التي تم تقديم جميع مواصفاتها. ومع توالي الدقائق، كانت التعليمات ترد بشكل متواصل على جهاز الإرسال إلى مختلف الدوريات الأمنية بضرورة البحث عن السيارة رمادية اللون التي دخلت إلى منطقة مولاي رشيد من أجل منعها من الوصول إلى مركز المدينة، قبل أن يتم اكتشافها بعد دقائق مركونة في أحد الشوارع بعد أن هرب منها سائقها، الذي استغل فرصة إفلاته من الدرك الملكي، من أجل التخلي عن السيارة والفرار إلى وجهة مجهولة، لتنطلق عملية التحقيق بهدف معرفة هوية السيارة من أجل كشف خيوط عملية التهريب التي تم إحباطها. مطاردات متواصلة غير بعيد عن منطقة مولاي رشيد، بدأت التدخلات الأمنية بوسط المدينة من شارع رحال المسكيني، من خلال مطاردة هوليودية من عناصر الصقور لسائق دراجة نارية من الحجم الكبير، حاول الفرار لدى رؤيته لدورية الأمن، مما أثار شكوكها لتتم ملاحقته وتوقيفه وحجز الدراجة النارية ونقله إلى دائرة درب عمر، على اعتبار أنه لا يتوفر على بطاقة التعريف الوطنية أو أي وثائق خاصة بالدراجة النارية، من أجل تحديد هويته ومعرفة إذا ما كان مبحوثا عنه من طرف الأجهزة الأمنية. كما تم خلال التدخل ذاته توقيف سبعة أشخاص آخرين بمنطقة بنجدية بتهم مختلفة، منها حالة السكر البين والاعتداء على مواطنين بالسلاح الأبيض واستهلاك المخدرات، فيما آخرون كان مبحوثا عنهم من طرف الأجهزة الأمنية بالدارالبيضاء، بعد ارتكابهم لجنح وجنايات في حق مجموعة من المواطنين قبل أن يلوذوا بالفرار. الاعتداء على رجلي أمن لم يسلم رجال الأمن من الاعتداءات خلال حفل نهاية السنة، حيث عممت تعليمات مشددة للبحث عن سيارة خفيفة من نوع «هيونداي أكسنت»، قام ركابها بالاعتداء على رجلي أمن بالزي المدني، أدى إلى إصابتهما بجروح خفيفة في الوجه والرأس، وانتقلت العناصر الأمنية إلى شارع جرادة بمنطقة الوازيس، الذي وقع به الاعتداء، لتجد رجلي الأمن وهما في حالة ذهول، بعد أن تعرضا مباشرة بعد خروجهما من أحد المطاعم القريبة من المنطقة المذكورة لاعتداء من طرف مجهولين، أدى إلى إصابتهما بجروح خفيفة، قبل أن يتم نقلهما إلى المستعجلات من أجل تلقي العلاجات الضرورية. وأوضح أحد الضحيتين أنهما فوجئا بركاب السيارة المذكورة وهم يترجلون منها ويقومون بالاعتداء عليهما قبل أن يغادروا المكان مسرعين في اتجاه وجهة مجهولة، ومباشرة بعد الحادث، أعطيت تعليمات مشددة لجميع الدوريات والسدود القضائية من أجل البحث عن سيارة خفيفة من نوع «هيونداي أكسنت»، التي قام أصحابها بالاعتداء على رجلي الأمن. مخدرات محجوزة بخلاف السنوات السابقة، لم يتم الليلة ما قبل الماضية حجز كميات مهمة من المخدرات القوية كما جرت العادة خلال السنوات الماضية، باستثناء غرام واحد من الكوكايين تم حجزه لدى أحد الأشخاص بشارع لالة الياقوت بمركز المدينة، وعزا مصدر أمني عدم حجز المصالح الأمنية لكميات من المخدرات القوية، خلال ليلة رأس السنة، إلى ما وصفه بالحملات الاستباقية التي شنتها المصالح الأمنية أسابيع على احتفالات رأس السنة، التي يكثر فيها الإقبال على مثل هذا النوع من المخدرات، خاصة بالقرب من العلب الليلية المنتشرة بالشريط الساحلي عين الذياب. وفي المقابل، حجزت الفرقة السياحية كمية مهمة من «النفحة» كانت جاهزة للبيع بالمدينة القديمة للدار البيضاء، بعد أن تم إيقاف شخص وبحوزته الكمية المذكورة كان يستعد لترويجها بالمنطقة المذكورة، بعد أن قسمها إلى 287 كبسولة، وتم وضع المتهم الذي حجزت لديه رهن تدابير الحراسة النظرية بناء على تعليمات النيابة العامة. سقوط مبحوث عنهم مكنت التدخلات الأمنية التي قامت بها مختلف المصالح الأمنية بالدارالبيضاء، خلال احتفالات رأس السنة، من توقيف مجموعة من المبحوث عنهم ظلوا لأشهر مطاردين دون أن تتمكن المصالح الأمنية من الوصول إليهم، وكان من بين المبحوث عنهم، الذين تم توقيفهم الليلة قبل الماضية من طرف الفرقة السياحية، قاصران يتحدران من المدينة القديمة بالدارالبيضاء، متهمان بتعدد السرقات تحت التهديد والاعتداء بالسلاح الأبيض وحالة العود. وتم إيقافهم المتهمين بشارع الطاهر المعاني قبل أن يتم نقلهما وتنقيطهما داخل مقر الفرقة السياحية الواقع قرب محطة الدارالبيضاء الميناء. عملية التوقيف من طرف الفرقة المذكورة شملت شخصين آخرين كانا يتربصان بالمارة بمركز المدينة وبالمحلات التجارية القريبة، من أجل محاولة القيام بعمليات السرقة التي اعتادا تنفيذها بشكل مشترك.
حوادث مثيرة لم تخل الاحتفالات برأس السنة الميلادية من حوادث مثيرة، كان أكثرها إثارة للانتباه دهس دراجة نارية ثلاثية العجلات لسائق دراجة نارية خفيفة قرب المركز التجاري «موروكو مول» قبل أن يلوذ بالفرار، وأصيب الضحية بجروح متفاوتة الخطورة في الرأس، أدت إلى انتشار الدماء في المنطقة المحيطة بمكان الإصابة، دون أن يتمكن رجال الأمن الذين حضروا إلى مكان الحادث من تحديد هوية صاحب الدراجة النارية التي ارتكبت الحادث بعد أن فر من المكان. وساهم تأخر رجال الوقاية المدنية في الوصول إلى مكان الحادث لنقل الضحية إلى المستشفى في تفاقم حالته الصحية، بعد أن أصيب بنزيف دموي نتيجة الإصابة المباشرة في الرأس، وأطلقت المصالح الأمنية عملية بحث على جميع أصحاب الدراجات ثلاثية العجلات التي تعمل على نقل المواطنين من منطقة عين الذياب إلى الحي الحسني، في محاولة منها للوصول إلى مرتكب الحادث الخطير. حادثة أخرى لا تقل خطورة عن سابقتها، تمثلت في إصابة سائق دراجة من الحجم الكبير بجروح خطيرة، بعد دهسه من طرف سيارة أجرة كبيرة، وتم نقل الضحية إلى المستعجلات من أجل تلقي العلاجات الضرورية، فيما تم سحب رخصة السائق إلى حين الانتهاء من التحقيقات في الحادث. ليلة استثنائية بمستعجلات الدارالبيضاء أ. بوستة – ي. منصف ن. لشهب
في ليلة رأس السنة الميلادية تجولت «المساء» في العديد من أقسام المستعجلات في الدارالبيضاء، الوضع في هذه المستعجلات وإن كان طبيعيا مقارنة مع ما كان يحدث في السنوات الماضية، فإن هذه المستعجلات عاشت ليلة غير عادية، وظل الاستنفار هو سيد الموقف في بعضها. ليلة دامية بمستعجلات بوافي بدرب سلطان قضت «المساء» ليلة رأس السنة بمستعجلات مستشفى بوافي (مولاي الحسن)، حيث كان الاكتظاظ استثنائيا بدءا من الساعة ال9 مساء، قبل أن يخف مع منتصف الليل، وتكلف عنصرا الأمن العمومي المرابطان بمدخل المستعجلات إلى جانب مستخدمي الأمن الخاص بتنظيم الولوج إلى خدمات المستعجلات، التي عرفت بعض الارتباك نتيجة توافد حالات دامية مصاحبة لعوائلها... تنوعت الحالات الوافدة على قسم المستعجلات، التي غلب عليها طابع الضرب والجرح وحالات التقيؤ الناتجة عن الثمالة نتيجة السكر الطافح، كان أبرزها شابان في عقدهما الثالث تعاركا بحي درب الفقراء، اللذان تلقيا إسعافاتهما جنبا إلى جنب قبل أن تلتحق بهما فرقة الشرطة القضائية للتحقيق في أسباب العراك الدامي، فيما فضل شاب آخر مصاب الفرار قبيل منتصف الليل بمجرد أن رأى عناصر الأمن العمومي المرابطة بمدخل المستعجلات. وفي تصريح لطبيب المستعجلات ل»المساء»، أفاد هذا الأخير بأن المستعجلات عرفت وفود حالات غير عادية وبوتيرة أكبر من المعتاد، مما استلزم مضاعفة الخدمات الطبية المقدمة، حيث أصبح كل ممرض أو إداري يقوم بمهمتين أو ثلاث عوض واحدة، ونتجت حالات الوافدين على المستعجلات أساسا عن تناول المسكرات من قبيل الخمور وحبوب الهلوسة إلى جانب المخدر الشعبي المسمى ب«المعجون». وفي السياق ذاته، عرف قسم المستعجلات وفاة عادية لامرأة مسنة نتيجة لتطورات ومضاعفات الأمراض المزمنة التي كانت تعانيها. إلى جانب طبيب المستعجلات وطاقمه الطبي من الممرضين، عرف الطاقم الإداري للمستعجلات بدوره تجندا طيلة الليلة، لمواكبة فصولها الاستثنائية، حيث تواجد كل من الحارس العام للمستعجلات إلى جانب الحارس العام الرئيس للمستشفى. مشاهد من مستعجلات الحسني في ليلة غير عادية لم تختلف ليلة رأس السنة في مستعجلات مستشفى الحسني بمقاطعة الحي الحسني في الدارالبيضاء عن باقي أيام السنة، مرضى يتوافدون بشكل عادي على هذا القسم، موظف بمستعجلات الحسني قال إن الأمور عادية لحد الساعة، بل أكثر من عادية. رجال ونساء من مختلف الأعمار ينتظرون في قاعة الانتظار للنظر في حالاتهم المستعجلة، حالات عادية، باستثناء أحد الشباب الذي كان يعاني من إصابة في رجله اليمنى، لم يكن هذا الشباب قادرا على المشي ما جعله مضطرا إلى استعمال الكرسي المتحرك. الهدوء الذي كان يعم قاعة الانتظار كان يكسره من حين إلى آخر احتجاج بعض المواطنين، وقال أحد الشباب «الخدمة ليست في المستوى المطلوب». اللحظات تمر بسرعة بمستعجلات مستشفى الحسني، وممنوع على الغرباء الدخول إلى المكان المخصص لعلاج المرضى، حرصا على أداء مهمة الطبيب المداوم والممرضات في أحسن الأحوال، «المساء» اقتربت من أحد حراس الأمن الخاص لاستفساره عن اختلاف الوضع بمستعجلات الحسني ببين الأيام العادية ورأس السنة الميلادية، لم يتردد كثيرا قبل أن يرد قائلا: « لحد الساعة الأمور تسير بشكل طبيعي جدا، وإذا كانت هناك بعض الحالات فستكون في ساعات متأخرة من الليل، أما لحد الساعة فلم يتم تسجيل أي طارئ بهذه المناسبة». الشهادة ذاتها زكتها إحدى الموظفات، التي أكدت في تصريح ل«المساء» أن الحالات التي ولجت مستعجلات الحسني لا تختلف عن باقي أيام السنة الأخرى، إلا أنها لم تنف بشكل قاطع إمكانية قدوم حالات خطيرة مع توالي ساعات الليل. وإذا كان الاحتفال برأس السنة الميلادية اختلف من أسرة إلى أخرى، فإن بعض المواطنين في الحي الحسني اضطروا إلى قضاء نهاية السنة الميلادية داخل أسوار مستعجلات الحسني، حالاتهم تختلف، لكنها كانت تتوحد في شعورهم بآلام شديدة في منظر يدل على أن الصحة كنز كبير لا يشعر بأهميته إلا من ذاق ألم المرض في ليلة يتمنى كل مواطن أن يقضيها بسلام وأمن استعدادا لأيام أخرى يسعى أن تكون أحسن من سابقاتها. 11 حالة اعتداء بمستشفى مولاي يوسف كان الطاقم الطبي بقسم مستعجلات المستشفى الجهوي مولاي يوسف في الدارالبيضاء على أتم الاستعداد والتأهب لليلة رأس السنة لضمان مرور رأس السنة في أحسن الأجواء وهو ما عاينته «المساء» خلال زيارتها لهذا القسم بمدينة الدارالبيضاء. وأوضح مصدر بقسم مستعجلات المستشفى الجهوي مولاي يوسف في حديثه ل»المساء» بأن الأمور تسير بشكل جيد على غرار باقي الأيام بالقسم إلا أنه في إطار الاستعداد لهذه الليلة تتضافر الجهود وتتكاثف بغية تأمين العلاجات لضحايا احتفالات رأس السنة. وشكل الطاقم الطبي وكل العاملين بالقسم كثلة منسجمة لتلقي الحالات التي كانت ترد على قسم مستعجلات المستشفى الجهوي مولاي يوسف في الدارالبيضاء بحيث يتكلف كل فرد بأداء المهام التي أنيطت به. وإلى غاية الساعة الثانية عشرة والنصف ليلا عاينت «المساء» ورود 11 حالة اعتداء و7 حوادث سير على القسم، وهي الحالات التي تكلف الطاقم بعلاجها وتقديم الإسعافات الضرورية لها. في حديثه ل»المساء» أوضح مصدرنا أن الحصيلة تظل عادية ومشابهة لغيرها من ليالي قسم مستعجلات المستشفى الجهوي مولاي يوسف بالدارالبيضاء، مضيفا أن ليل المستعجلات لا يمكن التكهن بساعاته القادمة وبحصيلتها.
استنفار أمني استثنائي بالرباطوسلا وحمى الحلوى تعود بقوة تعبئة وسط مختلف الأجهزة وإنزال في التمثيليات الدبلوماسية ودور العبادة والفنادق تهاوى مؤشر العمليات الإجرامية المسجلة في ليلة رأس السنة، بفضل الاستنفار الأمني غير المسبوق الذي عرفته كل من العاصمة الرباطوسلا، حيث تم اعتماد المنطق الاستباقي في التعامل مع مختلف الظواهر الإجرامية التي ترافق عادة هذه المناسبة، فيما ساهم الجو البارد في طرد عدد كبير من المنحرفين من الشوارع الرباط - مصطفى الحجري الساعة تشير إلى التاسعة ليلا، برد قارس يزحف على شوارع العاصمة الرباط، التي لاتزال مكتظة وسط حركة سير كثيفة للسيارات والمارة. شارع محمد الخامس والسويقة واكدال وغيرها من نقط الجذب بالرباط لاتزال تعج بالمارة على غير العادة، والانتشار الأمني واضح وخلق الحدث في هذه الليلة، من خلال المئات من رجال الأمن بالزي الرسمي والمدني الذي انتشروا بشكل محكم في مختلف محاور المدينة. مصدر أمني أكد أن ولاية أمن الرباط اعتمدت إستراتيجية عمل جديدة تقوم عل العمل الاستباقي، وهي نفس الخطة التي تم اعتمادها لتأمين نهاية رأس السنة الميلادية، حيث تم نشر المئات من العناصر بالزي المدني والرسمي إضافة إلى وحدات خاصة تبقى متأهبة للتدخل في الحالات الطارئة، كما تم رفع مستوى الحراسة واليقظة بالنقط الحساسة وفي محيط بعض المؤسسات مثل الفنادق ودور العبادة والتمثيليات الدبلوماسية. الحضور الأمني المكثف بدا جليا أيضا في الأحياء الشعبية، حيث تم تسيير دوريات عملت على تمشيط جميع المحاور مع توقيف أي شخص مشتبه فيه من أجل تنقيطه والحقق من هويته. حمى الحلوى و«الخطافة» التهافت على حلوى رأس السنة خلق طوابير وازدحاما ببعض المحلات، في ظل إصرار رهيب لشريحة مهمة من المغاربة على إحياء طقس طارئ على عادات البلد، وذلك بتوديع السنة بالحلوى ربما أملا في نسيان مرارة السنة التي سبقتها، لذا احتشد العشرات في مخابز العاصمة أملا في الحصول على «حلوتهم» ما جعل أصحاب العلب البيضاء علامة مميزة في ليلة رأس السنة. أزمة النقل التي تعاني منها العاصمة الرباط جعلت بعض أصحاب هذه العلب يعانون من «بهدلة» حقيقية، بعد أن ظلوا عالقين مع حلوتهم، ليكون الحل هو الاستعانة بالخطافة أو ركوب سيارات مرسيديس207 المخصصة لنقل البضائع للوصول إلى منازلهم والاستراحة قليلا قبل افتراس الحلوى، التي يهون من أجلها الوقوف في الطابور دون تأفف. وبدا لافتا أن معاناة البعض من عطالة مزمنة جعلت ظاهرة «بابا نويل» تعود للشوارع بعد أن منعتها السلطات في وقت سابق لأسباب أمنية، حيث استغل بعض الشبان هذه المناسبة لصناعة زي بئيس يشبه بذلة الإعدام، مع فارق اللحية البيضاء والقبعة أملا في الحصول عل بعض الدراهم من خلال التقاط صورة مع الزبائن للذكرى. بؤساء الحانات معظم الملاهي الليلية بالعاصمة استعانت بعدد إضافي من «الفيدروات» تجنبا لجنون رأس السنة الذي يصيب بعض الزبائن ممن تعلب الخمر برؤوسهم داخل الملهى، أو الذين يصلون في حالة سكر مفرطة ويصرون على الدخول عنوة بشعار أنه «برزقو»، وأن عدم السماح له بالاحتفال داخل الملهى هو «حكرة». أحد هؤلاء رجل في العقد الخامس حاصره أربعة من «الفيدورات» في مدخل حانة بحي حسان، الرجل الذي استوطن الظلام فمه بعد أن سرق الزمن معظم أسنانه، كان عاجزا عن الوقوف بشكل سوي، وبذل جهدا لرفع سبابته وهو يحاول إقناع محاصريه بأنه يعي ما يفعل وأنه سيشرب قليلا ويغادر. معظم حانات العاصمة الشعبية انطلقت بها الاحتفالات باكرا، منها حانة شهيرة قريبة من مقر البرلمان، بالداخل ظلام ورائحة غريبة، ومشاهد تبدو وكأنها انفلتت من رواية قديمة تؤرخ للسبعينيات. سحب الدخان تغطي وجوها كالحة وأجسادا متزاحمة، جلست على كراسي خشبية وضعت عليها شموع من النوع المستعمل للإضاءة بالبوادي، وكأن مسيري الحانة مقتنعون بأن من حق البؤساء التمتع بالقليل من الأجواء الرومانسية، لذا حرصوا على وضع زينة رخيصة حولت الحانة لما يشبه روض أطفال بحي شعبي. صخب السكارى يحاول جاهدا هزم صوت مغنية ينطلق من آلة تسجيل وهي تصرخ «سمعت الليرة وبكيت»، كلام المغنية استفز على ما يبدو إحدى «البارميطات» التي اختلطت تضاريسها بفعل التعرية وعوامل أخرى، لتتحول إلى كومة لحم لا تستطيع تمييز واجهتها الأمامية سوى بالرأس، «الباريمطة» أمسكت بزبون من راود الحانة وشرعت في الرقص بشكل هستيري وسط تصفيق الحضور. أحد الزبائن يبدو أنه تأخر كثيرا في قضاء حاجته، بعد أن أفرغ في بطنه جعة تلو أخرى، ورصها مثل كتيبة فوق طاولته، لذا لم يسعفه الوقت للوصول إلى المرحاض والنتيجة كانت معروفة لكن الظلام ستار للعيوب. في مقابل السكر «الكاميكازي» الذي تشهده الحانات الشعبية، وما تليه من عربدة قد تقود للاعتقال، رفعت بعض الملاهي الراقية التي تضع «فلتر» للزبائن من تسعيرتها، ووضعت على الطاولات كلمة «ريزيرفي» لتشرع في استقبال سيارات فارهة على متنها عينات بشرية تبدو عليها آثار النعمة وهي مرفوقة بكائنات جميلة، لا علاقة إطلاقا ببارميطات «البيران» الشعبية اللواتي تنازلن عن الأنوثة مكرهات، لذا يعشقن لحد النخاع أغنية المطرب الشعبي عبد العزيز الستاتي «راه كاينة ظروف». نصف لتر تتجه سيارة الأمن إلى مقر المنطقة الأمنية السويسي التقدم، المكلفة بتغطية أخطر منطقة بالعاصمة، البرقيات تتوالى وتتنوع ما بين تدقيق في الهوية، وتوقيف متشبه بهم، قبل أن تصل برقية تفيد بالعثور على صيد ثمين كان مطلوبا بموجب عدة مذكرات بحث تتعلق بالاتجار في المخدرات، والأقراص المهلوسة قبل أن يسقط في قبضة الأمن وفي مناسبة مميزة ستجعله يتذكر وبحسرة مضاعفة تاريخ اعتقاله. نودع الفيلات والإقامات الراقية بحي المطارات، لنلج عالما يكشف الوجه البشع للعاصمة، بحي المعاضيد ودوار الحاجة وحي «قريش»، يرافقنا في الجولة سبعة عناصر من الشرطة القضائية إضافة لعنصرين من الأمن العمومي. مباشرة التدخلات الأمنية بالمنطقة يتطلب توخي أقصى درجة الحيطة والحذر، والاستعداد لطلب الدعم، فلا أحد يدري ماذا تخفي الدروب الضيقة والمظلمة، وكذا ما تعنيه الرسائل التي تبعث بها عشرات العيون التي تلاحق عناصر الأمن من النوافذ والكوات والأسطح وأبواب المنزل بنظرات غير ودودة يتقاسمها الكبار والصغار. أول صيد في هذه الجولة قاده حظه العاثر للمرور بنفس الزقاق الذي كان ملغما بعناصر الأمن. «الخلعة» من العدد الكبير لعناصر الشرطة القضائية جعلته يحاول الفرار لكن يدا امتدت بسرعة وأمسكته من رقبته وجعلته يعدل عن الفكرة، رائحة الكحول تفوح بقوة من فمه، وشريط التوسل الذي يبدأ عادة بعبارة «والله اشاااف» انطلق من الموقوف بعد أن أقسم وهو يغالب دموعه بأنه يرغب في شراء سيجارة والعودة للنوم، هذه الحجة لم تقنع رجال الأمن، خاصة وأن الأخير صرح بعد استفساره عن سنه بأنه لا يتذكر تاريخ ميلاده ليتم توقيفه في انتظار نقله لمقر المداومة. أثناء الجولة يلوح تاجر مخدرات، تعود على لعبة القط والفأر مع عناصر الأمن، حيث استغل جغرافيا المنطقة الصعبة من أجل تحصين نفسه بعد أن اختار زقاقا مسدودا يقف عند ناصيته لترويج بضاعته قبل أن يختفي بشكل سحري بعد كل مطاردة، وهو فعلا ما حدث حيث اختفى تاجر المخدرات مثل الشبح بمجرد أن لاحظ اقتراب عناصر الشرطة القضائية. بدوار الحاجة وأزقته المخيفة، وفي حدود منتصف الليل، تم توقيف شخصين كانت علامات السكر المفرط ظاهرة عليهما، ليبدأ من جديد مسلسل البكاء والعويل بعد أن قال أحدهم وسط دموعه، إنه يتيم، وإن أمه مريضة وإنه يعمل من أجل إعالتها، وإنه شرب نصف لتر فقط، فيما التزم الآخر الصمت، ربما حزنا عل قنينة «فودكا» حجزت لديه دون أن تتاح له فرصة استكمالها، قبل أن ينخرط بدوره في مسلسل «الرغيب» و»المزاوكة»، بعد أن أدرك أنه سيعجز عن تفسير سبب حمله لسلاح أبيض. سرقة بدائية بمدينة سلا هذه المرة تصل عبر جهاز اللاسلكي برقية حول قيام شخصين بتنفيذ سرقة بالعنف باستعمال أداة بدائية قد يكون اللجوء إليها مفهوما في العصر الحجري. بعد الإشعار تم الانتقال على وجه السرعة إلى مقر الدائرة الأمنية بحي الرحمة حيث تمت معاينة شاب في العقد الثاني وقد غطت الدماء جبينه وأنفه قبل أن يرفع قبعته الرياضية ليتضح وجود جرح مفتوح في رأسه. في الجهة المقابلة، وقف شاب قصير ونحيل البنية مصفد اليدين، وملامح وجهه تحمل آثار دهشة مصطنعة حول سبب اعتقاله، علما أن هاتف الضحية وجد لديه كما اتضح من خلال تنقيطه أنه من أصحاب السوابق في مجال السرقة بالعنف. الضحية الذي منح كرسيا ليتلقط أنفاسه سرد ويداه ترتعشان من هول ما وقع له كيف أن الموقوف باغته رفقة شريكه، وحاولا سلبه هاتفه النقال، ولما رفض استعانا بالحجارة ليوجها بواسطتها ضربات متتالية إلى رأس الضحية الذي قال لرجال الأمن «تعافرت معاهم، ساعة جات فيا واحد الضربة دوخاتني وأنا نطلق البورطابل». بعد دقائق، تصل برقية أخرى حول قيام أحد الأشخاص بتنفيذ اعتداء بالسلاح الأبيض قبل أن يتم توقيفه على الفور ونقله لمقر المدوامة، وبدا من الغريب أن مدينة سلا تخلت وفي ليلة رأس السنة عن سمعتها كمدينة معروفة بالإجرام، إذ هبط مؤشر العمليات المسجلة لما دون المعدل المسجل في الأيام العادية، وهو أمر أرجعه العميد برقية لإستراتجية العمل المعتمدة، وتغطية كافة النقط. ليلة بيضاء يقول عميد الأمن المرافق لنا في الجولة إن معظم «وجوه الشرع» الذين تعودا استغلال مناسبة رأس السنة لترويع السكان أصبحوا متيقنين بأنهم سيبحثون حينها عن «الحبس» بشكل مجاني، وهو ما يفسر انخفاض عدد الحوادث الإجرامية المسجلة، كما أضاف أن الانتشار الأمني والعمل بطريقة استباقية مكن من احتواء جميع أشكال الممارسات الخارجة عن القانون، بعد أن تتم نشر دوريات طيلة ليلة رأس السنة مع تغطية كافة المحاور والنقط. المصدر ذاته أكد أن الأجهزة الأمنية عملت، وبشكل مبكر، على مسح مختلف أحياء المدينة، بناء على خارطة العمل التي وضعها والي الأمن مصطفى مفيد بشكل شخصي، وهو ما أعطى رسالة قوية وصارمة لكل من تسول له نفسه إحداث الفوضى، علما أن بعض المنحرفين يحلو لهم حرمان المواطنين من النوم بعد الانتهاء من جلساتهم الخمرية، إما من خلال الصراخ والاستفزاز بعبارات نابية وركل أبواب المنازل، أو من خلال إلحاق خسائر بالممتلكات الخاصة، وهي التصرفات التي مكنت خطة العمل المنتهجة من ردعها، حيث تم اعتقال وتوقيف عدد من الأشخاص قبل حلول الليل بعد أن ضبطوا في حال سكر طافح ليقضوا ليلة رأس السنة على «الدص» في انتظار عرضهم على وكيل الملك. دماء ومصابون في أولى ساعات 2015 بمستعجلات ابن سينا المهدي السجاري ليلة بيضاء تلك التي عاشها قسم المستعجلات بمستشفى ابن سينا في الرباط، وهو يستقبل المصابين الوافدين على أحد أهم المراكز الاستشفائية الجامعية في البلاد. حالة التأهب خيمت على مختلف مصالح المستعجلات الطبية والجراحية ساعات قبيل نهاية سنة 2014، في انتظار وصول سيارات الإسعاف. 8 أطباء و16 إطارا شبه طبي تكلفوا بتأمين العلاجات لضحايا احتفالات رأس السنة، وباقي المرضى الذين يستقبلهم المستشفى من مختلف أنحاء البلاد. في بهو «المستعجلات»، افترشت بعض النسوة الأرض في انتظار أن يزف الطبيب نبأ تحسن الحالة الصحية لفلذات أكبادهن وأقاربهن. كانت الساعة تشير إلى حوالي الواحدة صباحا. مستشفى ابن سينا يتوصل بأولى ضحايا احتفالات رأس السنة. شاب في حوالي الثلاثين سنة تعرض لطعنة خطيرة بالسلاح الأبيض على مستوى البطن، بشكل أدى إلى فقدانه كمية مهمة من الدم. الطاقم الطبي قرر إدخاله على وجه السرعة إلى مركز الفحص بالأشعة ومنه إلى قسم الجراحة الاستعجالية. «أنا معاك ماتخافش»، يردد أحد مرافقي المصاب، وهو ينقل صديقه نحو قاعة الفحص بالأشعة لتحديد خطورة الطعنة، التي تلقاها بأحد أخطر البؤر السوداء بحي التقدم في الرباط. يقول مرافق هذا الشاب إنه تعرض لاعتداء في الشارع بغرض «السرقة»، فيما تحدث آخرون عن وجود «تصفية حسابات». الانتشار الأمني الواسع الذي عرفته مختلف أحياء العاصمة الرباط لم يمنع من وقوع بعض الاعتداءات والمشاجرات المحدودة بين المحتفلين بقدوم السنة الميلادية الجديدة، رغم أن عدد المصابين الوافدين على المستشفى يظل منخفضا مقارنة بالسنوات السابقة، حسب مصادر مطلعة. «نحن مستعدون لأي طارئ، لأن واجبنا هو تأمين العلاج للوافدين على هذه المؤسسة الاستشفائية رغم كل الظروف، فأحيانا نضطر إلى تقديم العلاجات في البهو بفعل ارتفاع عدد المصابين على خلفية حوادث سير خطيرة أو غيرها»، يوضح مصدر طبي ل«المساء». المصدر ذاته أكد أن الإشكال الحقيقي الذي تواجهه الأطر الطبية وشبه الطبية هو بعض حوادث التهجم والسب والقذف من طرف المنحرفين. هذه الحوادث عاينتها «المساء» في قسم الجراحة، عندما أقدمت إحدى المصابات على ترديد عبارات بذيئة أمام الطبيبة المشرفة على القسم. «واخيطو لي هادشي باش نمشي نت... فحالي»، تصرخ هذه الشابة في وجه الطبيبة التي طلبت منها إجراء فحص بالأشعة قبل رتق الجرح الغائر. لم تجد الطبيبة الشابة من حل غير تلبية طلب المصابة التي كانت في حالة غير طبيعية، لتخضع إلى عملية رتق الجرح من طرف الممرض، وتغادر المصلحة وهي تنظر بعينين جاحظتين في وجه الطبيبة. انصرفت وهي تردد على مسامع المرضى والأطر: «بنادم ضروري خاسو يكون مخصر». عقارب الساعة تتجه نحو الرابعة صباحا. حالة من الترقب تسود وسط الأطباء والأطر شبه الطبية، في انتظار ما ستحمله الساعات المقبلة من مستجدات، خاصة وأن التجربة أثبتت أن الفترة الممتدة من الساعة الثالثة إلى السادسة صباحا، خلال احتفالات رأس السنة، تعرف ارتفاعا في عدد الوافدين على المستشفى. لم تمض إلا لحظات، حتى وصل شاب في حوالي ال26 من عمره، وهو يعاني من كسر خطير على مستوى الأنف، جراء تعرضه لاعتداء بحي حسان الراقي. تصريحات هذا الشاب تفيد أن أحد المنحرفين اعتدى عليه بعنف شديد، قبل أن يستولي على مبلغ 2000 درهم وهاتف ذكي. كانت آثار الضرب المبرح واضحة على محيا هذا الشاب، وقد غطت الدماء ملابسه. بعد فحص طفيف، كان جواب الطبيبة سريعا: «عليك أن تتوجه إلى مستشفى الاختصاصات لأن لديك إصابة في الأنف». رفض أطر المستشفى تقديم العلاجات، لضرورة خضوع المصاب للعلاج على مستوى مستشفى التخصصات «سبيطار الراس»، جعل الشاب يدخل في نوبة صراخ هستيري، وهو يطالب بتمكينه من هاتف نقال للاتصال بوالده. بعد حوالي ربع ساعة وصلت أسرة الشاب إلى المستشفى لتنطلق مشادات كلامية قوية، خاصة بعدما اتهم الابن أحد عناصر الأمن الخاص بتعنيفه. أب الضحية حاول نقل ابنه للعلاج في أقرب مصحة، دون إثارة مزيد من القلاقل، وهو يصرخ في وجهه قائلا: «واش باغي تخرج علي». انطلقت العائلة مسرعة نحو مؤسسة استشفائية أخرى، ليعود السكون إلى قسم المستعجلات بعد ليلة وصفت ب»الهادئة»، رغم ما شهدته بعض محطاتها من احتقان ملحوظ، خاصة في ظل الإمكانات غير الكافية، سواء على مستوى الموارد البشرية أو التجهيزات الطبية. الانتشار الكثيف للأمن ليلة العام الجديد جنب القنيطرة شبح المواجهات الدموية القنيطرة بلعيد كروم لم يسبق للقنيطريين قط، أن استمتعوا بليلة هادئة تسودها السكينة والطمأنينة، مثل تلك التي عاشوها، ليلة أول أمس، وهم يستعدون لاستقبال السنة الميلادية الجديدة، وسط إجراءات أمنية مشددة، استحسنها المواطنون، وتمنوا لو أن العمل بها استمر طيلة أيام السنة، حماية لأرواح الساكنة وممتلكاتها. وساهم التنسيق الأمني بين مختلف الأجهزة الأمنية والسلطات المحلية بالقنيطرة، في وضع كل أحياء عاصمة الغرب تحت المراقبة الأمنية، باعتماد استراتيجية الوجود الميداني في محيط جميع النقط السوداء بالمدينة، وكان باديا للعيان الإنزال المكثف لكل تشكيلات قوات التدخل وعناصر مكافحة الشغب، التي كانت منتشرة بزيها الرسمي بجميع الأماكن العمومية. وإلى حدود منتصف ليلة اليوم نفسه، كان قسم الطوارئ الخاص بالحالات المستعجلة التابع للمركب الجهوي الاستشفائي، في شبه راحة تامة على غير العادة، وبدا خاليا إلا من الطاقم الطبي متعدد الاختصاصات، الذي استنفرته إدارة المستشفى، في هذه الليلة، لاستقبال جميع الوافدين في ظروف جيدة. وكشف مصدر طبي مسؤول أن جميع الاحتياطات تم اتخاذها لمواجهة كل الاحتمالات، بما فيها مضاعفة أعداد حراس الأمن الخاص للحفاظ على راحة المرضى، إلا أن الوضعية الأمنية التي عرفتها المدينة في هذه الليلة، قللت كثيرا من حجم الخسائر والأضرار التي كانت تعرفها القنيطرة عند حلول ليلة كل عام جديد، التي كانت تتميز دائما بارتفاع حصيلة ضحايا المواجهات الدموية بين شبان لعبت المخدرات والخمور بعقولهم. وأفلحت الدوريات المتحركة، التي شاركت فيها أفراد القوات المساعدة وأعوان السلطة جنبا إلى جنب مع عناصر الأمن العمومي والشرطة القضائية، تنفيذا للتعليمات الصادرة عن كل من زينب العدوي، والي جهة الغرب الشراردة بني احسن، وعبد الله محسون، والي أمن القنيطرة، في استتباب الأمن في جل الساحات والأحياء، التي كانت تشهد وقتها حركة سير مكثفة. وحسب مصدر أمني، فإن ولاية الأمن، لم تسجل سوى حوادث قليلة جدا تتعلق بالضرب والجرح المتبادل بالسلاح الأبيض، لم تتجاوز في مجملها عدد رؤوس الأصابع، مؤكدا أن الخطوات الاستباقية، التي اتخذت، في ذلك اليوم، كان لها الفضل الكبير في حالة الاستقرار التي عرفتها المدينة، خاصة، بعد وضع نقط مراقبة ثابتة بالقرب من المناطق الآهلة بالسكان. وعاينت «المساء» شرطة المرور وهي تسهر على تنظيم حركة السير حتى الساعات الأولى من صباح اليوم الموالي، بعدما انتشرت عناصرها في مختلف الشوارع والمحاور الطرقية، وهو ما ساهم بشكل كبير في التقليل من حوادث السير داخل المدار الحضري خلال هذه الليلة، لاسيما بعد الإجراءات الصارمة التي طبقت في حق أصحاب الدراجات النارية ذات الحجم الكبير، التي يخلق بعض سائقيها رعبا كبيرا وسط السكان بفعل تهورهم. موجة البرد تحد من حوادث الضرب والجرح و«العربدة» في احتفالات فاس فاس لحسن والنيعام قال رئيس مصلحة الشرطة القضائية، المكلف بالتواصل مع الصحافة بولاية أمن فاس، إن احتفالات رأس السنة الميلادية ليلة الأربعاء/الخميس، لم تسجل أي حوادث من شأنها أن تثار من الناحية الإعلامية، باستثناء حالات معدودة تم التعامل معها في إطار ما تمليه الإجراءات القانونية. موجة البرد التي تعرفها المدينة في الآونة الأخيرة خففت من صخب احتفالات نهاية السنة الميلادية هذه السنة، لكن الترتيبات الأمنية المتخذة ساهمت بدورها في تجنب حوادث الضرب والجرح واستعمال الأسلحة البيضاء في صراعات طاحنة بين السكارى في أوقات متأخرة من الليل. وقد عاينت «المساء» انتشارا كبيرا لعناصر الشرطة في مختلف الشوارع الرئيسية للمدينة، وقبالة مؤسسات عمومية وتجارية. كما عاينت وجود فرق أمنية متنقلة ظلت تقوم بدوريات طيلة الليل، بالقرب من الفنادق الفخمة، والمطاعم التي تقدم المشروبات الكحولية، وأمام الملاهي الليلية التي ظلت مفتوحة إلى أوقات جد متأخرة. وقالت مصادر ل»المساء» إن مسؤولي ولاية أمن فاس عمدوا إلى عقد اجتماعات ماراطونية لمواكبة هذه الاحتفالات، وتنظيم التدخلات، وتوزيع الدوريات الأمنية، ونصب الحواجز في بعض الشوارع الرئيسية. وذكرت المصادر ذاتها أن هذه الإجراءات ترمي إلى تحسيس المواطنين بحضور الشرطة، مما دفع عددا من الجانحين إلى التراجع عن ارتكاب مخالفات. طنجة.. «الاستنفار» الأمني والبرد القارس يحدان من فوضى السنوات الماضية طنجة حمزة المتيوي على عكس السنوات القليلة الماضية، عاشت طنجة ليلة رأس سنة هادئة نسبيا، انخفضت فيها نسبة الجرائم والحوادث والشجارات بشكل ملحوظ، وقد ساهم في ذلك التواجد الأمني المكثف وكذا البرد القارس المستمر بالمدينة منذ 3 أيام. فمنذ صباح أمس لوحظ أن رجال الشرطة توزعوا بشكل مكثف على مختلف الأماكن، التي تحتضن ملاهي ليلية ومقاهي وفنادق تقيم احتفالات رأس السنة، في حين شهد محيط ولاية أمن طنجة حركة غير عادية، وما كان يثير الانتباه أكثر هو الحركية الكبيرة لسيارات الشرطة. ولوحظ أن رجال الشرطة بالزي الرسمي والمدني كانوا منتشرين بشكل واسع بشارع محمد السادس المحاذي للشاطئ البلدي، وهو أكبر تجمع للملاهي الليلية بطنجة، بالإضافة إلى تواجد أمنيين وسيارة للوقاية المدنية في محيط القنصلية الفرنسية. وحسب مصدر مطلع، فإن «استنفار» مصالح الأمن لهذه السنة فرضه المناخ الأمني الحساس الذي تعرفه البلاد، دون أن يخفي وجود مخاوف من استهداف ملاه ليلية أو حانات، خاصة مع بروز التيار المعروف إعلاميا ب»الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر». وسجلت مصالح قسم المستعجلات بمستشفى محمد الخامس حوالي 10 حالات لأشخاص في حالة سكر طافح، أحدهم كان يسوق دراجته النارية التي انقلبت به، مما تسبب له في عدة إصابات، وآخر تعرض للسرقة باستعمال العنف، حيث استغل اللص وجوده في حالة سكر. فيما تعلقت أغلب الحالات الأخرى بالشجار والضرب والجرح. وأمنيا كانت أغلب الحالات المسجلة عبارة عن حالات شجار والضرب والجرح والسياقة في حالة سكر، إلى جانب حالات العربدة والسكر العلني، بالإضافة إلى توقيف بائعات هوى.