أكدت المعطيات الواردة من مختلف مدن المغرب مرور ليلة رأس السنة الميلادية بجرائم أقل نوعا وعددا مقارنة مع السنة الماضية وما قبلها. و أكدت مصادر أمنية أن العديد من المدن المغربية عرفت تأهبا أمنيا غير مسبوق بمناسبة الاحتفال برأس السنة الميلادية 2013، حيث تم تكثيف الانتشار الأمني وإشراك جميع العناصر الأمنية بما ساهم في انخفاض الجريمة مقارنة مع السنة الماضية. وحسب مصدر أمني رفيع المستوى، أسفرت الحملة الأمنية بجهة الرباطسلا زمور زعير عن اعتقال 240 شخصا من بينهم 65 مبحوثا عنهم، وفيما يتعلق بمخالفات السير، سجلت الجهات الأمنية حسب نفس المصدر 560 مخالفة، تم فيها تحرير 70 ألف درهم كغرامات. وعرفت صبيحة اليوم الأول من سنة 2013 انزلاق عدد من الشاحنات من الحجم الكبير في بعض المنعرجات في المدار الخارجي، بسبب الزخات المطرية، فيما لم تسجل أي حادثة سير خطيرة طيلة ليلة رأس السنة الميلادية. من جانبه، أكد مصدر أمني بمدينة سلا على أن الحملة الأمنية بسلا اسفرت عن اعتقال 25 شخصا على خلفية السكر العلني، واعتراض سبيل المارة، فيما سجلت الجهات المعنية حالة واحدة خطيرة، حيث تعرض أحد الأشخاص للضرب بالسلاح الأبيض على مستوى اليد من طرف شخص آخر بسبب صراع نشب بينهما وهما في حالة سكر وذلك بمنطقة «الديبو راس الماء » بمنطقة تابريكت. ولم تسجل الجهات المعنية أي حادثة سير خطيرة بسبب التحكم في المدارات حسب ذات المصدر الذي أضاف أن قوات الأمن انتشرت بالشوارع العمومية، وبالمطاعم وركزت السنة الجارية على المناطق الحساسة تفاديا لأي مفاجآت السنة الجارية، مشددا أن أجواء الاحتفالات لهذه السنة مرت في ظروف عادية. وفي مراكش أوضحت مصادر من الوقاية المدنية في تصريح ل«التجديد» أن رأس السنة الميلادية لم يعرف أحداثا يمكن أن تعار لها أية أهمية كبيرة، كما أن حوادث السير التي وقعت كانت بسيطة وبدون أضرار كبيرة، واصفة مرور الليلة بالهادئ والسلس. وقالت مصادر طبية إن الحالات التي وصلت إلى مستعجلات مستشفى ابن طفيل؛ كان في حدود النسب العادية للأيام الأخرى، موضحة أن جل الإصابات كانت بعيدة عن أماكن الاحتفال. وفي الوقت ذاته أكدت مصادر مطلعة أنه توافدت حالات كثيرة بمصلحة المستعجلات بمستشفى مراكش أغلبها إصابات ناتجة عن تبادل الضرب والجرح و تكسير زجاج باب مصلحة المستعجلات نتيجة دخول أفراد عصابة (14 فردا تقريبا) في شجار مع حراس الأمن الخاص بعد رفضهم الانصياع والانضباط للقوانين المنظمة لسير المصلحة (مرافق لكل مريض). وتدخل رجال الشرطة لتوقيف الجناة. وأشارت مصادر أمنية إلى أن حالة السكر العلني والتسبب في الفوضى كانت شبه غائبة بسبب التشدد في المراقبة واتخاذ عدد من الإجراءات الاحترازية والتعزيزات الأمنية. إلى ذلك عاينت «التجديد» توافد أعداد كبيرة جدا من السيارات على ساحة جامع الفنا مساء أول أمس الإثنين تسبب في تعطيل حركة السير قبل أن تعود الأمور إلى حالتها العادية عند اقتراب منتصف الليل. وفي الوقت الذي انتعشت التجارة بالساحة على حد تعبير أحد التجار ذلك المساء، أوضحت مصادر مهنية أن عددا من الملاهي الليلية لم تعرف الإقبال المنتظر، حيث فضل الكثيرون البقاء في منازلهم أو في مقرات إقاماتهم بالفنادق في حين عرفت بعض الأماكن السياحية الفاخرة جدا ارتفاعا في الأسعار. وقال مصدر من المجلس الجهوي للسياحة ل «التجديد» أن الترويج لوصول مشاهير إلى المدينة أعطى أكله المطلوب؛ مشيرا إلى أن عدد الوافدين من الدول الأوروبية ارتفع خلال الأربعة أيام الماضية بشكل ملحوظ. وأضاف عبد اللطيف أبو ريشة المسؤول الإعلامي بالمجلس ذاته؛ أن نسبة المغاربة القادمين من مدن أخرى في الفنادق وصلت إلى 70 في المائة، بسبب تخفيض الأسعار وعدم إجبارية إداء «ثمن احتفال رأس السنة» إضافة إلى توفير خدمات خاصة بتنشيط الأطفال طيلة النهار. وركز مصدر سياحي مسؤول على التجربة الأوروبية التي تتشدد في استهلاك الخمور خلال الاحتفالات وخلال قيادة السيارات، مشيرا إلى أن هذه التجربة يمكن أن تنقل إلى المغرب وتخفف من مظاهر الإخلال بالأمن العام. وأشار أبو ريشة في سياق الكشف عن الأرقام أن عدد السياح الذين زاروا المدينة من بداية سنة 2012 إلى نهايتها وصل إلى مليون و500 ألف سائح، فيما بلغ عدد ليالي المبيت خمسة مليون و200 ألف، مبرزا أن عدد المسافرين الذين حلوا بمطار المنارة على مدار العام بلغ أربعة ملايين. وقال أبو ريشة إن فندقا واحدا فاخرا هو الوحيد الذي يعرف الآن حجزا تاما، مشيرا إلى أن دور الضيافة تحتل المرتبة الأولى من حيث الإقبال مقارنة بالفنادق، وأن ثمن الإقامة بها يتراوح ما بين 500 درهم إلى 1500 درهم. ويذكر أن مراكش، اختيرت خلال سنة 2012 من قبل «بريتيش إيروايز»، كأفضل وجهة سياحية لسنة 2012، واحتلت المدينة الحمراء المرتبة السادسة في استقراء للرأي قامت به إحدى المؤسسات المتخصصة في الرحلات السياحية على موقعها بشبكة الأنترنت (تريب ادفيزور)، بعد تصويت الآلاف من المسافرين في جميع أنحاء العالم? وذلك بعد كل من باريس ونيويورك ولندن وسان فرانسيسكو وروما? وتقدمت على إسطنبول وبرشلونة.