استعانت السلطات بالقنيطرة بالمقدمين والشيوخ وعناصر الحرس الترابي لحفظ النظام العام في ليلة رأس السنة الميلادية في المدينة. وأعطى قياد العديد من الملحقات الإدارية، دائرة المعمورة، أوامر صارمة لأعوان السلطة بوضع جميع الحانات والفنادق والمطاعم الخاضعة لنفوذهم تحت المراقبة الشديدة، وإخبارهم بكل انفلات أمني محتمل، والتنسيق مع وحدات الحرس الترابي التي خصص مسؤولوها دوريات راكبة لضبط الشارع والتدخل في الحين في حال وقوع اصطدامات. من جانبها، اعتمدت ولاية أمن القنيطرة استراتيجية محكمة انبنت على الانتشار المكثف لعناصر الأمن بمختلف فئاتهم، مع تنظيم حملات تمشيطية مسترسلة في جل الأحياء والمواقع السكنية القريبة من وسط المدينة، فيما رابضت سيارات الشرطة غير بعيد عن أبواب العلب الليلية، التي بدت غير قادرة على استيعاب زبائنها. وشوهدت العديد من الفرق الأمنية، بينها عناصر تابعة لقسم الاستعلامات العامة، وهي تعتقل مجموعة من المخمورين الذين لفظتهم الملاهي بسبب الشغب الذي أثاروه بداخلها، وكان رجال الشرطة، حريصين على أن تنفض جل المشاجرات والمواجهات التي عرفها محيط الحانات والفنادق بشكل سلمي، وهو ما يفسر انخفاض عدد الاعتقالات التي سُجلت خلال هذه الليلة. وامتد عمل شرطة المرور إلى ما بعد منتصف الليل، لتنظيم حركة السير وسط المدينة، واتخاذ إجراءات استباقية لتفادي وقوع حوادث السير، خاصة في المناطق التي تعرف وجود الحانات والعلب الليلية، حيث تشهد المنطقة كثافة كبيرة في حركة المرور بسبب توافد شباب من المدن المجاورة لإحياء احتفالات السنة الجديدة. القيادة الجهوية للوقاية المدنية دخلت بدورها على خط التقليل من خسائر هذه الليلة، حيث ظلت في حالة استنفار، هذا في الوقت الذي رصدت لكل حانة عنصرا محسوبا على جهازها، كإجراء احترازي لضمان عدم وقوع حوادث الحريق والاختناقات واستدعاء سيارات الإسعاف على عجل في حال وجود ضحايا. مصدر طبي، أكد أن قسم المستعجلات بالمركب الاستشفائي الإقليمي لم يعرف اكتظاظا في ليلة رأس هذه السنة، وكشف أن جل الحالات التي توافدت عليه لا علاقة لها بالاعتداءات أو المشاجرات، باستثناء البعض منها، التي تعرض أصحابها للضرب بواسطة السلاح الأبيض، تطلبت إحداها الرقود بغرفة الإنعاش لخطورة الجروح التي أصيب بها في الرأس بحي السلام.